بيروت: فوجيء متابعو قناة الحياة المصرية الخاصة المملوكة لرئيس حزب الوفد السيد البدوي، مساء أمس بإطلالة الإعلامي عمرو أديب عبر شاشتها مع طاقم برنامج الحياة اليوم، حيث يبدو أن عمرو الوفدي الحديث قرر الإنضمام الى فريق السيد البدوي الإعلامي ليدير حملته الإعلامية لإستقطاب الشارع ناحية حزب الوفد، وهو المعروف بتأثيره في الناس.
الفراغ الأمني مقصود
إستمر البرنامج لساعات طويلة اتصل خلالها كل من الفنانين احمد بدير وفردوس عبد الحميد وكان محور حديثهما تساؤل يدور برأس جميع المصريين لماذا إنسحبت قوات الأمن بهذا الشكل الغريب مرة واحدة، وإعتبرا أن الأمر مقصود ليضعوا المصريين بين خيارين إما الأمن أو الحرية وكأن الشعب لا يستحق أن يجمع بين الإثنين.
عادل إمام يمسك العصا من المنتصف؟!
ثم إتصل الفنان عادل إمام ضمن جولة إتصالات يقوم بها على الفضائيات لتوضيح موقفه حيث إنتشرت قبل قطع الإنترنت فيديوهات يوتيوب منسوبة اليه تتهمه بأنه قال بأن هذه التظاهرات قلة أدب، ومعروف عن عادل إمام موالاته للنظام وتأييده الكامل للتوريث.
وجاء إتصال إمام ليرد على أحد المتصلين بالبرنامج الذي إتهمه بأنه يحاول اليوم أن يمسك العصا من النصف.
وأكد إمام بأنه لم يقل ما نشر على اليوتويب، وبأنه كان قد أعد تكذيباً الا إن إنقطاع خدمة الإنترنت حال دون ذلك.
ووصف مظاهرة يوم 25 بأنها جميلة ومطالب شبابها مشروعة، وأضاف: كان يجب على الحكومة ان تتصل بهذا الشباب ومعرفة مطالبه...لان هذا الشباب محروم من المشاركة السياسية، وتحدث عن الانفلات الامني وقال بانه ليس مضطرا لحماية نفسه .... وتساءل عن سبب انسحاب قوى الامن هو أيضاً. الغريب أن أحداً من مقدمي البرنامج أو الضيوف لم يسأله عن موقفه المعروف من التوريث وتأييده الكامل لجمال مبارك.
إئتلاف المعارضة يقصي البرادعي
ثم إنتقل البرنامج لتغطية مؤتمر إئتلاف قوى المعارضة الذي قيل صباحاً أنه فوض البرادعي للتفاوض مع الرئاسة نيابة عنه، لنفاجأ بأن السيد البدوي يعلن بأن الإئتلاف لم يفوض أحداً، وبدا ظاهراً أن خلافاً نشب بينهم وبين البرادعي، أكده البدوي في إتصال مباشر مع البرنامج عقب إنتهاء مؤتمره الصحفي. وأعلن أن الدكتور زويل سيصل الى مصر الثلاثاء وسيجتمع بهم.
تلا هذا إتصال مع الدكتور زويل أعلن فيه إنضمامه الى إئتلاف قوى المعارضة ، لتشكيل مجلس للحكماء للعمل على تغيير الدستور ورسم مستقبل للبلاد.
الغريب أن حجة السيد البدوي في عزل البرادعي بأنه لا يحق لاحدالقفز فوق ثورة الشباب... لكنه لم يعلمنا ما فرق تصرفه عن تصرف البرادعي هو ومن معه من أحزاب فشلت على مدار السنوات الماضية في تحقيق أية نتيجة ولم تملك الشجاعة الكافية للنزول الى الشارع، الا يعد تصرفهم هذا إستغلال للموقف والإلتفاف على ثورة هؤلاء الشباب؟!!
مجدي الجلاد يتخلى عن البرادعي
بعد ذلك تم الإتصال بالإعلامي مجدي الجلاد الذي أعلن هو الآخر عن تخليه عن البرادعي بعد أن كان من أشد مؤيديه، حيث ساله عمرو اديب البرادعي ينفع؟ فاجابه الجلاد : quot;مصر اكبر من كدة بكتير... quot; وأضاف: quot;مش قادر افهم نحن نناضل من أجل الحرية والديمواقراطية وهو مسافر برا ... (رجع يركب الموجة) ؟
البابا شنودة : قلت لمبارك إحنا معك
الإتصال المفاجأة فعلاً كان مع البابا شنودة الذي قال رداً على فكرة مجلس الحكماء: quot; من رايي ان لا نقدم مجرد فكر انما يدخل الفكر في حيز التنفيذ... وتساءل: quot;لجنة الحكماء للتفكير ام للتنفيذ تعلن مباديء ام تنفذ وقائع لصالح الناس؟
وإستطرد: quot;ما اكثر المفكرين والحكماء لكن ما بيدهم من عمل هذا ما اسال عنه...؟quot;.
وأضاف: quot;الاصلاحات مقدمة طيبة لاحداث الناس يريدون ان يروها في المستقبل.
ورداً على سؤال فيما إذا شارك الأقباط في الإنتخابات قال: quot;نحن في طبيعتنا نحب العيش في هدوء ولا نحب الاشتراك بمظاهرات من هذا النوع .... (ولا ندري ماذا سيقول الشباب المسيحي الذي شارك في المظاهرات وهو يسمع قائده الروحي يتحدث بإسمهم جميعاً دون العودة اليهم).
وحول الاتصال بينه وبين الرئيس مبارك قال:quot; أردت الاطمئنان على الرئيس وان أقول له ان احنا معاه؟!!!
فعقبت رولا خرسا شريكة أديب في تقديم الفقرة : quot;انت الوحيد الذي اعلن عنه موقفه...quot;
فرد عليها : quot;نريد ان نكون جميعا يداً واحدة في هذه الفترة العصيبة من تاريخنا، انا احب استمرار النواحي العملية وليس مجرد الكلام... ما اسهل ان يجتمع الآلاف من الناس ويتكلمون ولا تكون لكلامهم نتيجة...؟!!
ورداً على سؤال فيما إذا كان قد أصدر أوامره لرجال الدين في كنيسته بأن يطلبوا في عضتهم من الشباب عدم التظاهر رد قائلاً: quot;نحن نرحب بعدم اشتراكهم دون ان نامرهم .. نريد لهم ان يعملوا من قلبهم ... quot;
ووجه كلامه للمتظاهرين بالقول: quot;لاحظوا في كل كلماتكم وهتاقاتكم مصلحة مصر...اذا طلبتم طلباً لا تفكروا ان الطلب لا بد ان يستجاب في نفس اليوم واللحظة ... هناك مطالب تحتاج الى وقت...quot;
وطلب اعطاء فرصة للمسؤولين للتغيير والتدبير... وان ننتظر لنرى...
عامر: حزين
ضيف الأستوديو السيناريست محمد صفاء عامر عقب على الإتصالات التي سمعها بالقول: quot;أنا حزين على بوادر الخلاف واستبعاد البرادعي.... لانه احد كبار المثقفين في مصر، هذه اللجنة حل مثالي لكن لابد ان تكون لها صلاحية قانونية لان تتحدث وتنفذ....
هذه الساعات على هواء الحياة كانت لها مدلولات كثيرة حول ما يحاك على أكثر من طرف، فالنية واضحة لتسييس إنتفاضة الشباب من جهة وإنقضاض ساسة المعارضة الطموحين عليها لركوبها كل بطريقته وتحت شعاراته، وواضح أن مبارك سيستعين بالسلطات الدينية لكسب الوقت، والبقاء في السلطة.
مهزلة إعلامية تصل الى درجة الفضيحة
ما أثارنا نحن كمشاهدين تجاهل هؤلاء الإعلاميين المخضرمين لحقائقللوضع القائم فالمحاذير التي فرضها وزراء مبارك المقالون (الذين يعودون تباعاً)لا تزال موجودة، الإنترنت مقطوع، الإعلام مقموع، لا توجد كاميرا في الشارع تنقل مطالب هؤلاء الشباب أو توضح ما يحصل على الأرض فعلاً. الإعلام العربي والغربي متهم بإثارة الفتنة ومكذب لأنه ينقل صوراً من الشارع بقدر الإمكان. ما هي الفتنة التي يتحدث عنها هؤلاء ومعهم فئة من الشارع المصري؟ هل نقل حقيقة ما يحدث إذكاء للفتنة؟ وهل منع الإنترنت تكريس للحرية والديموقراطية ومطالب المتظاهرين؟
منى الشاذلي تعترف
حتى أن منى الشاذلي بالأمس ورداً على متصل هاجم قناة الجزيرة وما تبثه من فتنة وشائعات قالت: في نفس الوقت هناك خطأ جسيم يحصل عندما يتخذ قرار بمنع الإعلام المصري الوطني من نقل الحقيقة ، ويطلب منا أن نقول بأن المتظارهين بالعشرات، وعندما نرفض (ورفضنا لسبب مهني وليس سياسي) يكون وجود برنامجنا على المحك، فنحن نجبر المواطن المصري أن يبحث عن الحقيقة في مكان آخر. مؤكدة على معلومات نشرتها إيلاف سابقاً بأن منى تمردت وبرنامجها على المحك.
الإعلام الرسمي في غيبوبة
والمضحك أكثر أن الإعلام الرسمي نفسه لا توجد له كاميرا واحدة في الشارع، فبالأمس عندما أراد التلفزيون المصري تكذيب قناة الجزيرة وما تبثه من صورة حية لميدان التحرير والحشود الضخمة فيه، وضع صورة من موبايل للميدان وإدعى بأنها مباشرة، وقال بأن عدد المتظاهرين لا يتجاوز 4 آلاف أو 5 ألاف شخص فقط. فأي مهزلة هذه؟
فضيحة القرن
ما يحدث في مصر اليوم على جميع الأصعدة السياسة، والإعلام، والأمن، يعد فضيحة القرن بإمتياز.وعلى شباب مصر الثائر الا يكتفي بالهتاف لإسقاط النظام إذا أراد لثورته النجاح، وإنما عليه أن يقدم البديل الذي يعتقد بأنه يمثله كي لا يسمحللإنتهازيين بالدخول على الخط وخطف ثورته.