في تصريحات خاصَّة لـquot;إيلافquot; فور توليه منصب رئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون قال الدكتور، سامي الشريف، أنَّه لا يمانع الحوار مع الإعلامي محمود سعد لعودته إلى التليفزيون المصري.


القاهرة: فجأة أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة تعيين الدكتور، سامي الشريف، الأستاذ بكلية الإعلام في جامعة القاهرة رئيساً لإتحاد الإذاعة والتلفزيون، على الرغم من أنه لم تمض سوى أيام على تكليف اللواء أركان حرب طارق المهدي برئاسة الإتحاد، لكن يبدو أن المهدي لم يستطيع التعامل مع تركة ماسبيرو المثقلة بالمشاكل والأزمات، بل والفساد أيضاً.

وفي أول حوار مع الرئيس الجديد لماسبيرو قال الدكتور سامي الشريف لـquot;إيلافquot; إن التوزيع العادل للمكافآت، وتعيين العاملين بعقود مؤقتة، وإعادة ترتيب البيت من الداخل، من أهم أولوياته في المرحلة المقبلة، وحول مدى إمكانية عودة الإعلامي محمود سعد للعمل ببرنامج quot;مصر النهاردهquot;، قال الشريف إنه لا تفريط في أي من الكفاءات أو الكوادر،

وأكد العمل على نظام عادل في الأجور والمكافآت لكل العاملين في الاتحاد، والاهتمام بالكوادر الإعلامية، وإسناد كافة المهام من إعداد وتقديم البرامج والأعمال الدرامية إلى العاملين بالاتحاد، مؤكداً أن العاملين في التلفزيون هم السلاح الرئيسي لإعادة بنائه في المرحلة المقبلة.

وأكد أن إعلام الدولة الذي يسعى إلى تقديمه يجب أن يعبر عن المجتمع بكل طوائفه، وان يكون إعلاماً حراً يقدم الحقيقة والواقع، ويتيح الفرصة للرأي والرأي الأخر على حد سواء.

وحول توقف الإنتاج الدرامي بسبب عدم وضوح الصورة في التلفزيون المصري قال أنه سيفتح ملف الدراما مع المنتجين فوراً حيث سيلتقي بهم قريباً جداً.

ما رؤيتك للإعلام الرسمي في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير؟
ثورة 25 يناير وضعت مصر على أعتاب تاريخ جديد، ودفع المصريون ثمناً غالياً من أجل الحرية، دفعوا الثمن من أرواحهم وراحتهم، من أجل بناء مستقبل أفضل لبلادهم، وأعتقد أن هذا الشعب العظيم يستحق أن نرد له الجميل، ولابد أن نترجم ما طالب به الثوار على أرض الواقع بشكل فوري، وسأسعى أن يكون لمصر إعلام حر يعبر عن الواقع، ولا يكون منفصلاً عن مشاكل وآلام الناس، إعلام يعبر عن توجهات الدولة وليس عن وجهات نظر مسؤوليها فقط، الإعلام الحر هو ما تستحقه ثورة 25 يناير، وهو الضمانة الحقيقية لإرساء الديمقراطية وتحقيق التنمية، أنا لطالما ناديت بتحرير الإعلام من سطوة الحكومة أو الحزب الحاكم، بحيث تكون وسائل الإعلام مملوكة للشعب والدولة بجميع أطيافها، وتكون لسان حال المصريين، وسأعمل بصدق على تنفيذ ما دعوت إليه من قبل.

ما الشكل المؤسسي الذي ستعمل على أن يكون عليه إتحاد الإذاعة والتلفزيون بعد إلغاء وزارة الإعلام؟
ليس هناك أي اتفاق على الشكل الذي ستؤول إليه مؤسسة الإعلام الرسمية في مصر بعد إلغاء وزارة الإعلام، هذا الأمر يحتاج للكثير من البحث والدراسةن لكن بات من المؤكد أن وزارة الإعلام لن تعود مرة أخرى، وستكون هناك هيئة إعلامية مستقلة تضم جميع المؤسسات التابعة للوزارة سابقاً، مثل مدينة الإنتاج الإعلامي، هيئة الإستعلامات، شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات، وإتحاد الإذاعة والتلفيزيون.

نسبت إليك تصريحات تفيد بأنك تفضل أن تكون تلك الهيئة على غرار هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي؟
لا يعنينا المسمى، لكن ما يعنينا في الأساس أن يكون الإعلام المصري ـ ولاسيما الإعلام الرسمي ـ مفتوحاً للرأي والرأي الآخر، وأن يكون متفاعلاً مع المواطنين، ناقلاً أميناً لمشاكلهم وآلامهم وطموحاتهم، ومن السابق لأوانه الحديث عن ذلك الأمر، لأني أبلغت بقرار رئاستي للإتحاد مساء أمس وسأتسلم مهام منصبي اليوم، ولم أطلع بعد على كافة التفاصيل.

إذن ما أولوياتك في التطوير خلال المرحلة المقبلة؟
يأتي إصلاح أحوال العاملين في ماسبيرو على رأس أولوياتي في المرحلة الحالية، ومنها تثبيت من يعملون بعقود مؤقتة، التوزيع العادل للمكافآت، وإزالة الفوارق الكبيرة بين المرتبات، فليس من المعقول أن يحصل مذيع أو مذيعة على مكافآت بمئات الآلاف من الجنيهات، ويحصل آخرون على مرتبات هزيلة، إن إعادة ترتيب البيت من الداخل هو الأهم الآن.

كان السائد في فترة ما قبل الثورة الإستعانة بخبرات من الخارج سواء فنانين أو إعلاميين وإغداق الأموال عليهم، كيف ستتعامل مع تلك الظاهرة؟
مصر قبل 25 يناير، ليست هي بعد 25 يناير. إننا نحاول بناء دولة جديدة بروح جديدة، ونحن لدينا كوادر إعلامية متميزة، أثرت العمل الإعلامي في مختلف الدول العربية، وقامت على أكتافها قنوات خاصة، وهؤلاء هم القادرون على بناء الإعلام الحر الذي يليق بثورة 25 يناير، إن التلفزيون بمختلف قنواته لن يكون قادراً على المنافسة بقوة إلا من خلال أبنائه.

بمناسبة الحديث عن الكوادر، قدم محمود سعد إستقالته من برنامج quot;مصر النهاردهquot;، إحتجاجاً على quot;استمرار التعليمات والأوامرquot; على حد قوله، هل هناك إمكانية لعودته إلى التلفزيون مرة أخرى؟
صدر قرار تعييني في منصب رئيس إتحاد الإذاعة والتلفزيون بتاريخ 3 مارس، وأتسلم عملي بشكل رسمي في الرابع منه، ولست مسؤولاً عن الفترة التي سبقت ذلك التاريخ، لكن ما أستطيع قوله لآن، أنه لا غنى أو تفريط في أي من الكفاءات والكوادر الإعلامية، بغض النظر عن الأسماء.

أنا أعلم أن هناك كوادر عظيمة تعرضت للظلم لسنوات طويلة، سنحاول رفع الظلم عنها، وإتاحة الفرصة أمامها، أنا أثق في قدرة هؤلاء في منح مصر إعلاماً حراً يقبل جميع الآراء، نحن نحتاج إليهم جميعاً، ولا مانع من عودة محمود سعد والحوار معه، فكل الأمور خاضعة للمناقشة والدراسة.

ما هي أولى الإجراءات التي ستتخذها بعد تسلم مهام عملك؟
سأبدأ في عقد إجتماعات مكثفة مع العاملين بكافة القطاعات للتعرف على مشاكلهم عن قرب، من أجل الإسراع في حلها وتهيئة المناخ السليم للعمل.