قرَّرت أسرة الفنانة الراحلة، سعاد حسني، التقدم ببلاغٍ جديدٍ إلى النائب العام المصري، لإعادة التحقيق في وفاتها، بعد سقوط النظام السابق، متهمةً واحدًا من رموزه بالضلوع في قتلها.


القاهرة: ما إن سقط نظام حكم الرئيس مبارك، حتى بدأ الكثيرون في الحديث عن إعادة فتح قضايا أغلقت منذ سنوات للتحقيق مرة أخرى، ومنها تلك القضايا التي شغلت الرأي العام منذ منتصف العام 2001، ألا وهي قضية وفاة الفنانة سعاد حسني، حيث لقيت حتفها في 21 يونيو من العام 2001، بعد أن سقطت من بناية شاهقة الإرتفاع في العاصمة البريطانية لندن، وسجلت أسباب الوفاة على أنها انتحار، على الرغم من أن أصدقاءها وأقاربها رفضوا هذا الإحتمال وأصروا دوماً على أنها قتلت من خلال إلقائها من شرفة الشقة التي كانت تقيم فيها هناك، لكن أحداً لم ينصت إليهم، وقد يكون ذلك راجعاً إلى عدم توصلهم إلى أدلة دامغة تدعم فرضية القتل وليس الإنتحار.

وفي محاولة جديدة من أسرة سعاد حسني، لاستجلاء الحقيقة وإزالة الغموض الذي أحاط بحادث وفاتها، تقدمت أسرتها ببلاغ إلى النائب العام المصري لإعادة فتح القضية للتحقيق من جديد، إستناداً إلى ظهور أدلة تؤكد أنها قتلت ولم تنتحر.

وعلمت quot;إيلافquot; أن أسرة السندريلا ستتهم أحد رموز النظام السابق، وهو شخصية كانت مقربة من الرئيس السابق حسني مبارك، وقال عاصم قنديل محامي الأسرة لـquot;إيلافquot; إنه يجهز ملفاً ضخماً يضم كافة الأدلة التي تدعم القول إن سعاد حسني قتلت في لندن، من خلال إلقائها من شرفة الشقة التي كانت تقيم فيها في منتصف العام 2001، ورفض قنديل الكشف عن طبيعة تلك الأدلة إلا بعد تسليمها للنائب العام شخصياً.

وأضاف قنديل أن الأسرة ناضلت طوال السنوات الماضية من أجل إظهار الحقيقة، حيث قدمت بلاغاً إلى النائب العام بعد الوفاة مباشرة، وحررت محضراً في قسم شرطة النزهة في مصر الجديدة حمل رقم 13289 لسنة 2001 اداري النزهة، رجحت فيه وجود شبهة جنائية في الوفاة، إلا أنه حفظ الأوراق إدارياً، وتم التظلم من قرار الحفظ، ولكن من دون فائدة، مشيراً إلى أن الأسرة أقامت دعوى قضائية أمام القضاء الإداري، لإلزام النائب العام بإصدار تصريح باستخراج رفات سعاد حسني، وإعادة تشريحها بمعرفة لجنة من خبراء مصلحة الطب الشرعي، ولكن محكمة مجلس الدولة أصدرت حكماً بعدم الإختصاص بنظر الدعوى في شهر يوليو من العام 2010، وتم الطعن على ذلك الحكم في حينه.

ووفقاً لصحيفة الدعوى التي تقدمت بها الأسرة إلى المحكمة العام الماضي، والتي تحمل رقم 53249 لسنة 63 قضائية، فإن سعاد محمد حسني الملقبة فنياً quot;سعاد حسنيquot; توفيت بتاريخ 21 يونيو 2001، في ظروف غامضة في العاصمة البريطانية لندن، التي كانت تقيم بها لأسباب علاجية، حيث كانت تعانيمرضا وألما في العمود الفقري، وكذلك تعاني العصب السابع في الوجه والأسنان.

وأفاد التقرير المقدم لمحكمة الوفيات بأن quot;المجني عليها سقطت من الدور السادس من عمارة سكنية، طبقاً لرواية الضابط الذي انتقل الى مسرح الجريمة، وقام بفحص الجثة، فتبيّن له عدم وجود نبض في القلب، وأن الجثة كانت ملقاة على ظهرها، ووجد كمية صغيرة من الدم تنبثق من فمهاquot;.

وأكدت الصحيفة أن تقرير الطب الشرعي رجّح وجود شبهة جنائية قوية في سبب الوفاة، التي حدثت في صورة جريمة قتل، وتبين لأسرتها عند قيامهم بتغسيل الجثة وجود كسور في الجمجمة لم يتضمنه تقرير الطبيب الشرعي، ما يستدعي معه الأمر استخراج رفاتها عن طريق السلطات المصرية، وإعادة تشريحها من خلال لجنة من خبراء الطب الشرعي.

يذكر أن الفنانة سعاد حسني بدأت انطلاقتها الفنية في العام 1958 عندما لعبت دور البطولة في فيلم quot;حسن ونعيمةquot;، وقدمت 91 فيلمًا سينمائياً، من أشهرها: quot;صغيرة على الحبquot;، وquot;غروب وشروقquot;، وquot;الزوجة الثانيةquot;، وquot;خلي بالك من زوزوquot;، وquot;أين عقليquot;، وquot;شفيقة ومتوليquot;، وquot;الكرنكquot;، وكان آخر أفلامها quot;الراعي والنساءquot; في العام1991، وقدمت مسلسلاً تلفزيونياً بعنوان quot;هو وهيquot;، وثمانية مسلسلات إذاعية.