بيروت: أحاط بإسمه الكثير من الصخب، وإرتفعت الأصوات المعترضة ضده منذ أول عمل مصور قدمه، كانت العاصفة تهب كلما عرض ليحيا سعادة عمل جديد، لكنه لم يكترث، أكمل طريقه بثقة، لأنه كان يعبر عن ذاته بصدق كبير، ويترجم قناعاته على الشاشة، أحببناه أو لم نحبه، إتفقنا أم إختلفنا معه، إلا أن الكل أجمع على أنه يمتلك صورة متفردة ومختلفة، فيها عنصر جذب كبير، والكثير من الإبداع.

إنطلاقاً من واقع شخصية يحيا سعادة كتبت الشاعرة كاترين معوض كلمات الأغنية التي إختتم بها قداس الأربعين، الذي أٌقيم في كنيسة مار ضومط في منطقة زوق مكايل يوم الأحد الماضي.

فرحيله جاء مبكراً، ليحل الصمت فجأة، سكون وصدمة، وأسف، كان حال كل من عرفه أو أحب أعماله، لتبقى حقيقة واحدة ترافق رحيل أي مبدع، فهو باق طالما أعماله باقية.

كاترين لم تنس في أن تحمل يحيا أمانة السلام على جميع مبدعي لبنان اللذين رحلوا قبله، لأنهم تركوا ذكرى صداها سيبقى يتردد في حضن بيوتنا، فلا كلمات والحان عاصي ومنصور ستفنى، ولا كتابات جبران ستفنى، ولا صورة يحيا ستفنى، كل سيبقى عالقاً في الذاكرة بأسلوبه وطريقته، ووسيلة تعبيره عن جيله. وإن غابوا عنا بأجسادهم لكن غيابهم لا ولن يلغي وجودهم بيننا.

سليم عساف تلقف هذه الكلمات السلسة المعبرة، وصاغها بلحن فيه كم كبير من السكينة والسلام، ممزوجين بحرقة كبيرة عبرت عنها كارول صقر بصوتها الرائع، وإحساسها المفعم بالصدق، وجاء توزيع هادي للأغنية بسيطاً دون تكلف، يقطر شجناً، وألماً.

كانت هذه هدية هذه المجموعة من المبدعين ليحيا، وأهله، ومحبيه، لأنهم أرادوا أن يكرموه بطريقتهم.

كارول تحديداً لم تتمالك نفسها عندما إستمعت لكلماته التي قالها عنها في آخر ظهور إعلامي له قبل أسابيع قليلة من رحيله، حيث إستمعنا جميعاً لهذا المقطع الصوتي ليحيا، قبل غنائها ففرت منها دمعة حارقة، وعلا صوتها هادراً quot;سلم ع كل إنسان رفع إسم لبنان... quot;.

توقعنا أن يكون العدد أقل في قداس الأربعين، لكن الوجوه نفسها تقريباً تكررت، والكنيسة غصت بالحشود حتى لم يجد بعض المصلين مكاناً لهم فبقوا في الخارج يستمعون الى القداس عبر مكبرات الصوت.

وquot;نيال يللي بيتركوا ذكرى... بيبقى صداهن في حضن البيوت...كل شي ع الارض بيفنى بس المبدع ما بيموتquot;.