في حوارٍ خاصٍ مع quot;إيلافquot; تحدَّثت الممثِّلة السوريَّة، سوزان نجم الدين، عن دخولها إلى مصر وخروجها منها، كما رأت أنَّ الأحداث الَّتي تجري في سوريا تقف وراءها أيادٍ خفيَّةٍ تهدف إلى إثارة الفتن.
أبو ظبي: نجمةٌ عربيَّةٌ لم يشغلها حبَّها للفن عن الإهتمام بقضايا بلدها السِّياسيَّة والإجتماعيَّة، فكانت من أوائل الفنانيين السوريين الذين أصدروا نداءً للتَّمسك باللحمة الوطنيَّة والعيش بسلام، تؤمن بأنَّ التَّضحية من أجل مبادئها هي أسمى معاني الوفاء لما تؤمن به، دخلت إلى قلوب الملايين عبر الكثير من الأعمال الفنيَّة الَّتي أصبحت علامةً فارقة في تاريخ الدراما السوريَّة، إنَّها الفنانة سوزان نجم الدين الَّتي التقيناها وكان معها هذا الحوار.
سنبدأ من الأحداث الَّتي تمرُّ بها سوريا، ما هو رأيك كفنانة بما يحدث؟
الأحداث الَّتي تحصل مؤسفةٌ جدًّا ولا تعبِّر عن مطالب الشُّعوب في الحريَّة أو الديمقراطيَّة، أنا مع هذه المطالب وأنّْ تتحقَّق رويدًا رويدًا، ولكن الأحداث أخذت منحًا وبعدًا أخر، هناك أيادٍ خفيَّةٍ إمتدت إلى الداخل السوري وتريد أنّْ تخرب وحدة الشَّعب بكل طوائفه، فالأمور الَّتي نسمع عنها لم نكن نتخيَّل أنّْ تحدث حتَّى في أسوأ كوابيسنا، ولكن أنا متفائلة بأنَّ الشَّعب السوري يعرف ما يدبِّر له من مؤامرات، وهو مؤمن بالوحدة والتَّلاحم الوطني.
ما كان شعورك وأنت تستمعين لتلك الأحداث ؟
أنا حزينة جدًّا لما يحدث في سوريا، وأترحم على كل من قضوا في هذه الأحداث المؤلمة، وادعوا الله أنّْ يبعد الشرَّ عن بلدي الحبيب، فقد كنت أتأثر جدًّا عندما أشاهد ما يحدث في فلسطين أو العراق، فما بالك بأنّْ سوريا هي بلدي وشعبها هم أهلي، وقد كنت من أوائل الفنانيين السوريين الذين أصدروا بيانات حذرنا فيها شعبنا من الفتنة والإنجرار نحو التَّخريب والفوضى.
سوزان نجم الدين الفنانة هل وصلت إلى ماكنت تطمحين اليه ؟
ليس بعد، فطموحاتي كبيرة إلى حدٍ بعيدٍ وهناك أهداف كثيرة أسعى لتحقيقها، ولكني راضية تمامًا عما حقَّقته حتَّى الآن، فالوصول إلى مكانةٍ كبيرةٍ في قلوب الجماهير هو قمَّة النجاح بالنسبة لي، وعندما يصل الإنسان إلى مرحلة يقول فيها بأنَّه راضٍ عن الذي حقَّقه في مسيرته فهذا يعني بأنَّه لم يعد قادرًا على العطاء.
كيف تبلورت فكرة الأغنية الوطنيَّة الأخيرة الَّتي غنيتيها وكانت من إنتاجك الخاص؟
الأغنية كانت هدية الى بلدي سوريا، البلد الذي يحتضن العديد من الأطياف، وهو البلد الذي يفتح ذراعيه للعالم أجمع، فكانت هذه الأغنية لتعبِّر عن هذا الحب، وكانت رسالة للعالم وأمنية بأنّْ يعمَّ السَّلام بين كل الشعوب.
هل كان هناك إتجاه للغناء أم أنَّها كانت فكرة لأغنية وطنيَّة فقط ؟
لم يكن هناك إتجاه للغناء بل كانت الفكرة هي الغناء للوطن، فقد غنيت قبل ذلك للأم ولفلسطين، فالغناء لا ينفصل عن التَّمثيل وكل المجالات تندرج تحت أسم الفن ولكن لا يوجد لدي ميل لدخول.
ماهي الأعمال الفنية الجديدة التي تحضرين للمشاركة بها ؟
هناك مسلسل quot;الفاروقquot; مع المخرج حاتم علي وهي شخصيَّة فارسيَّة تدعى quot;بورانquot;، وهناك مسلسل عربي تركي مشترك وأحضر للمشاركة في فيلم سينمائي سيبدأ تصويره قريبًا.
حدثينا عن تجربتك في الدراما المصريَّة؟
مصر هي بلد الفن والإبداع كما هي سوريا، وقد دخلت إليها وخرجت منها بكل الحب والإحترام، طبعًا تجربتي مع الدراما المصريَّة كانت رائعة، فالفنان لا يجب أنّْ يكون محصورًا في بلدٍ معيَّنٍ، بل يجب عليه أنّْ يشارك في كافة الأعمال العربيَّة متى أتاحت الفرصة له في ذلك.
مسلسل quot;مذكرات سيئة السمعةquot; وبعد كل الضجة الإعلامية الَّتي صاحبته عن خلافات بينك وبين بعض الممثلين فيه، ما تعليقك عليها؟
كل الخلافات والأحداث الَّتي تناولتها الصحافة في ذلك الوقت لم تكن سوى شائعات والخلافات الصغيرة واردة في أي عمل، ولكن تضخيم الأحداث هو الذي صنع منها مشكلات كبيرة، ولولا الإلفة وروح التعاون بين الممثلين لما حقَّق المسلسل النجاح.
إذا عرض عليك العمل في مصر مرَّةً أخرى هل ستقبلين هذا العرض؟
بالطبع سأقبل إذا كان النص يناسبني، وكما قلت لك مسبقًا لا يوجد لدي مشكلة مع أحد في مصر، بالعكس تمامًا لدي الكثير من الأصدقاء هناك.
ما هو سبب هجرة الفنانيين السوريين إلى مصر؟
لا يمكن أنّْ تسميها هجرة فنيَّة بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى، فالفنانيين الذين يشاركون بأعمال مصريَّة يشاركون بالأعمال السوريَّة أيضًا، وكذلك الأمر بالنسبة للفنانيين المصريين فالعديد منهم يشاركون بالأعمال السوريَّة.
مارأيك بما يقال عن المنافسة بين الدراما المصريَّة والسوريَّة ونظريَّة الموأمرة لإفراغ الدراما السورية من النجوم عبر إغرائهم للعمل في مصر؟
هذا كلام بعيد جدًّا عن الواقع، فالدراما السوريَّة والمصريَّة مكملتين لبعضهما وتندرجان تحت مظلَّة الدراما العربيَّة، ولكن دائمًا الشَّائعات والصحافة الصفراء يضخمون الأحداث، فالتعاون جميل بين ثقافتين تشتركان بالكثير من القيم والمبادئ وهذا هو الحال مع الدراما المصريَّة.
كلمة أخيرة الى جمهورك ؟
أتمنى أنّْ يعمَّ السَّلام في كافة الدول العربيَّة وخصوصًا في بلدي الحبيب، كما أتمنى من أخوتي وأحبائي في سوريا أنّْ يكونوا يقظين لما يحاك لهم من مؤامرات ومن تأجيج للفتنة الطَّائفيَّة فنحن شعبٌ مسالمٌ ومتعايشٌ بالمحبة والسلام منذ قديم الزمان.
التعليقات