دمشق: بعدما وجّه سينمائيون سوريون، منهم اسامة محمد، ومحمد ملص، وثائر موسى، ومحمد عبد العزيز، نداءً على صفحات laquo;فايسبوكraquo; إلى كلّ laquo;سينمائيّ في البلدان العربية وفي العالم للمساهمة في وقف القتل بكشفه، وشجبه، وبإعلان التضامن مع شعب سوريا، ومع حلمه بالعدالة، والحرية، والمساواةraquo;، رد سينمائيون آخرون وصل عددهم إلى أكثر من مئة ببيان آخر رداً على البيان الأول،بعدما وصفوه بأنه بيان صادر من بضعة فقط، ولا يعبّر عن سينمائيي سوريا.

وحسب الموقعين على النداء الأول فإنّ laquo;إصلاحاً لا ينطلق الآن من كفّ يد الأجهزة الأمنية عن عيش المواطنين، والكف عنْ مَنحِ هذهِ الأجهزةِ الحصانةَ والرخصة للقتل أو الاعتقال أو التعرض للمتظاهرين السلميين... وإغلاق صفحة السجن السياسي إلى الأبد، هو إصلاح موؤودraquo;.

وتمكن البيان حتى الآن من جمع تواقيع نحو 700 سينمائيًا حول العالم، منهم الإيراني محسن مخملباف، والفرنسي جان لوك غودار، والممثلة الفرنسي جولييت بينوش. وتجاوب مع البيان مخرجون عرب، منهم نبيل عيوش، ويسري نصر الله، وميشيل خليفي.

لم يسلم النداء المذكور من الخيانة، على اعتبار أنه توجه إلى السينمائيين العالميين بالنسخة الانكليزية، ووقع عليه ثلاثة مخرجين إسرائيليين حتى الآن.

وقال المخرج السينمائي السوري محمد عبد العزيز لـquot;إيلافquot;، وهو من الموقعين على البيان الأول، quot;أوضحنا بشكل قاطع بأننا ضد كل أشكال التطبيع مع اسرائيل، حتى عودة كامل الجولان والأراضي العربية المحتلة، وضد أي تدخل أجنبي بالشأن السوري تحت أي مسمى من المسميات، ولا علم لنا بأي نسخ أخرى وقع عليها أشخاص من خارج سوريا ومعادون لها، وما يحدث من تبادل تهم ومزايدات لا تخدم المصلحة الوطنية السورية ولا الشأن الثقافيquot;.

ودافع عبد العزيز عن بيانهم قائلاً إن المهم هو مضمون البيان الذي دعا إلى الانحياز للمطالب الشعبية في المساواة والحرية والعدالة تحت السقف السوري، مؤكداً اعتقاده أن هذا المطلب لا يختلف عليه أحد، ولا يجب الخلط بين الحراك الشعبي السلمي المطالب بالإصلاحات وبعض الأناس والمجرمين الذين يستهدفون الجيش الوطني والمدنيين على حد سواء.

يذكر أن المخرج محمد عبد العزيز من المستقلين الذين تناول في أفلامه تعميق مسألة المواطنة تحت السقف السوري وفي فلمه الأخير quot;دمشق مع حبيquot;، الذي شاهده الرئيس بشار الأسد شخصياً، وتم عرضه في سوريا من دون أي إعاقات رقابية تذكر، على الرغم من أن بطلة الفيلم هي فتاة سورية يهودية، والفيلم بمجمله يسلط الضوء على التعايش والتسامح الذي يتمتع به المجتمع السوري.

وأصدر البارحة مجموعة من السينمائيين السوريين بيانًا يوضحون فيه موقفهم من الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد، جاء بمثابة الرد والاستنكار لما جاء في النداء الأول، وكان من أبرز الموقعين عليه (دريد لحام وبسام كوسا وجمال سليمان وعبد اللطيف عبد الحميد وأيمن زيدان وعباس النوري وآخرون) ودعوا من يريد الانضمام إليهم من سينمائيين ومثقفين وفنانين وكل أطياف الشعب السوري إلى مشاركتهم التوقيع عبر صفحة فايسبوكباسم quot;بيان سينمائيي الداخل السوريquot;، وفي ما يلي نص البيان:

بيان سينمائيي الداخل السوري
نظراً إلى خطورة الأوضاع التي يمرّ بها وطننا الحبيب، ولخروج أصوات بضعة سينمائيين سوريين متجاوزين الوطن عبر نداء وجهوه إلى كلّ السينمائيين في العالم، وشارك في التوقيع عليه إسرائيليون. فقد تنادينا، نحن سينمائيي الداخل السوري إلى إصدار بيان موجّه إلى الشعب السوريّ الأبيّ نعلن فيه الآتي:

- إن قيام بعض السينمائيين السوريين بتوجيه نداء إلى الخارج، أمر مرفوض منّا ومستنكر، وكنّا نتمنى عليهم أن يتوجّهوا بندائهم ذاك إلى سينمائيي العالم، ليطالبوا كبريات وسائل إعلامهم بوقف حملة التحريض والتجييش وبثّ الفتن التي ينتج منها سفك الدم السوريّ البريء.

- إن التظاهر السلمي لأجل الإصلاح لايتمّ بالتلطّي بالمساجد وانتهاك حرمتها، ولا بقتل أفراد من شعبنا العظيم وجيشنا العربي السوري البطل والتمثيل بجثثهم، ولا بقطع الطرقات أو حرق قصور العدل والممتلكات العامة والخاصة ولا بالشعارات المذهبية والطائفية.

- نعم للإصلاحات ومطالب الشعب المحقّة التي توافقت عليها كلّ شرائح المجتمع السوريّ.
- نعم لوحدة الشعب في مواجهة كلّ من تسوّل له نفسه رفع السلاح في وجه أيّ مواطن سوريّ آمن.
- لا لحملة السلاح ومثيري الفتن والفرقة والبغضاء والنزعات الطائفية كائناً من كان وراءها.
- نعم للحوار الشامل والشفاف بين كلّ أطياف الشعب السوريّ من أجل بناء سورية الحديثة ضمن إطار الدولة.
- نعم للمضيّ قدماً نحو الإصلاح والتغيير بقيادة رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد.
عاشت سورية حرّة أبيّة والخلود لجميع شهداء شعبنا الأبرار.
(وندعو كل من يريد الانضمام إلينا من سينمائيين ومثقفين وفنانيين وكل أطياف الشعب السوري إلى مشاركتنا التوقيع عبر صفحة فايسبوك quot;بيان سينمائيي الداخل السوريquot;).