في تظاهرةٍ فنِّيَّةٍ جديدةٍ للدفاع عن حريَّة الإبداع، شارك العشرات من فناني ومبدعي مصر في مسيرةٍ انطلقت ظهر أمس من أمام دار الأوبرا المصريَّة وحتَّى مقر البرلمان بالتزامن مع انعقاد أولى جلساته، حيث قاموا بتسليم وثيقة بمطالبهم من أجل ضمان حريَّة الإبداع الفنِّي.


القاهرة:نظم امس العشرات من فناني ومبدعي مصر مسيرة من أمام دار الاوبرا المصرية وحتى مبنى مجلس الشعب - الغرفة الاولى للبرلمان-بالتزامن مع انعقاد اولى جلساتهوالذي سيختار فيهالجنة وضع الدستور ويوافق عليه قبل إقراره في استفتاء شعبي.

وجاءت المسيرة التي نظمتها جبهة الابداع الفني لتسليم مجموعة من المطالب لأعضاء مجلس الشعب المنتخبين، خصوصًا في ظل المخاوف من صعود التيار الاسلامي المتمثل في جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين الذين حصدوا اكثر من نصف مقاعد البرلمان.

وشارك في المسيرة عدد كبير من صناع الفن في مصر من بينهم إسعاد يونس، حسين فهمي، محمود قابيل، حسن الرداد، ليلى علوي، داليا البحيري، فردوس عبد الحميد، خالد يوسف، جيهان فاضل، رانيا محمود ياسين، عمرو محمود ياسين، صبري فواز، شريف رمزي، خالد صالح ،هاني مهنا، فاروق الفيشاوي، داود عبد السيد، اسر ياسين، حنان مطاوع، اضافة الى كل من وزير الثقافة السابق عماد ابو غازي، والحالي شاكر عبد الحميد.

وانطلقت المسيرة ظهر امس من أمام الاوبرا في طريقها للبرلمان الذي يبعد نحو كيلو متر واحد عن دار الاوبرا حيث كان المخرج السينمائي خالد يوسف والمنتجة إسعاد يونس في مقدمة المسيرة التي هتفت بسقوط حكم العسكر، حيث ردد المتظاهرون مجموعة من الهتافات من بينها quot;يسقط يسقط حكم العسكرquot;.

ورفض الفنانين الموجودين في مقدمة المسيرة الوقوف دقيقة حداد حتى لا يؤدي ذلك لتعطيل الحركة المرورية على كوبري قصر النيل، بينما انطلقت المسيرة بعد حضور عدد كبير من الفنانين، ووقعت مناوشات بين المشاركين فيها والتيارات الاسلامية الذين احتشدوا على رصيف مجلس الشعب من أجل الافراج عن المعتقلين السياسين منهم.

وقالت الفنانة ليلى علوي لـquot;إيلافquot; أن مشاركتها في المسيرة جاءت لدعم حرية الابداع خصوصًا وان افتقاد المبدع للحرية سيؤدي الى وضع قيود عليهم بما لا يمكنهم من تقديم اعمال جيدة مؤكدة على ان الاجيال القادمة لن تسامحنا إذ تخلينا عن حرية الابداع.

وأكدت الفنانة داليا البحيري انها جاءت لتشارك في المسيرة لدعم الابداع، مشيرة الى انها لم تتمكن من حضور المؤتمر الاول للجبهة لذا قررت المشاركة في اول فاعلية، خصوصًا وان المسيرة نحو البرلمان لها دور مهم للغاية لاسيما وانه يعبر عن الشعب المصري.

وأشارت الفنانة فردوس عبد الحميد الى ان الفنانين جاؤوا للبرلمان ليطلبوا من نواب الشعب ان يحافظوا على حرية الابداع، مؤكدة ان مشاركة عدد كبير من الفنانين تؤكد ان هذا المطلب لا يخص افرادًا بعينهم ولكنه لجموع الفنانين والمبدعين.

وتضمنت المطالب التي سلمها المخرج السينمائي خالد يوسف ممثلاً عن الجبهة مطلبين رئيسين يندرج تحتهما عدة مطالب فرعية، المطلب الاول وهو حرية الفكر والإبداع و الرأي ويتضمن الحفاظ على التراث المصري و تاريخه وإنتاجه ndash; المادي و المعنوي ndash; باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الوطن، وباعتبار ذلك مهمة أساسية للدولة المصرية بغض النظر عن توجه النظام الحاكم، ووجوب حماية حرية البحث العلمي والتعبير والإبداع وحق المعرفة والكشف عن المعلومات وتداولها كحقوق أصيلة كفلتها الدساتير والاتفاقيات الدولية، وحماية هذه الحقوق، وإعادة النص الخاص بحرية الإبداع و التعبير ndash; المعمول به في دستور 71 المادة 49 - إلى الإعلان الدستوري لحين الانتهاء من صياغة الدستور الجديد .

كما تضمن ايضًا تثمين وثيقة الأزهر الخاصة بالحريات باعتبارها أرضية مشتركة للمجتمع المصري في نظرته للإبداع والمبدعين ويمكن من خلال تبنيها الانطلاق نحو مجتمع أكثر قدرة على استثمار طاقاته الإبداعية بدلاً من دعاوى إهمالها وربما وئدها باسم الدين، وإصدار تشريعات تحفز عمل وسائل التعبير وفي مقدمتها تحرير تبادل المعلومات والتشريعات التي تخفف الأعباء الجمركية والضرائبية على هذه الوسائل بما يضمن عودة الريادة الفنية والأدبية والإعلامية إلى مصر الحديثة مع إلغاء التشريعات التي أثقلت كاهل وسائل التعبير، وصياغة آليات أكثر مرونة لمنح التراخيص لوسائل التعبير الخاصة وفي مقدمتها quot;القنوات ndash; الصحف ndash; الإذاعاتquot; بما يضمن تحرير الرأي ورفع راية الإبداع و توسيع آفاقه وإلغاء عقوبة الحبس كنتيجة للنشر في أي من مجالات النشر quot;الإعلامي ndash; الفني ndash; الأدبيquot;، واعتبار ترويع المبدع المصري بالتصريحات المعادية للحريات و الملوحة بتجريم الفنون جريمة تستحق المواجهة والتحقيق حتى و إن تم الالتفاف عليها أو تكذيبها، وكذا تجريم التعرض للمبدع في عمله والفصل التام بين أي حزب حاكم وبين مؤسسات الدولة الفنية والثقافية والإعلامية مع منحها الاستقلالية المالية والإدارية وتكليف إداراتها بوضع خطة إنقاذ وتحفيز وتطوير لأداءها بما يضمن ارساء مشروع نهضوي فاعل لتكون معبرة عن الوطن والمواطن ولا يتأثر بتغير الحاكم ونظامه وعدم إصدار أي قوانين في المرحلة الحالية وحتى صياغة دستور مصر الحديثة الذي يمهد لتشريعات تدعم حرية الإبداع و تثري وسائله و ليس العكس، وتشكيل لجنة مستقلة لفض النزاعات التي قد تنشأ بين المبدعين وأي جهة أو شخوص على أن تضم في عضويتها quot;برلمانيون ndash; قضاة ndash; ممثلوا النقابات التي تتبعها القضية ndash; رموزاً إبداعية أكاديمية و حرةquot;، على ان أن يتضمن الدستور حماية حقوق الملكية الفكرية لكونها أحد وسائل نهضة أي مجتمع في المجالات العلمية و الإبداعية و الصناعية و التجارية.

أما المطلب الرئيسي الرئيسي فهو خاص بالشأن الوطني العام، حيث طالبوا بوجوب تمثيل المبدع المصري بكافة مجالاته في لجنة (صياغة الدستور) الخاصة إلى جوار ممثلي النقابات، واستقلال لجنة صياغة الدستور بعد تشكيلها عن كافة مؤسسات الدولة بما فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكذا مجلس الشعب، وإلزام اللجنة بتشكيل لجان استماع تعبر عن كافة أطياف المجتمع المصري بما يضمن إدارة حوار مجتمعي واسع وشفاف حول دستور الدولة المصرية العصرية يكون الشعب طرفاً أصيلاً فيه على أن تكون مداولاتها علنية و مذاعة عبر وسائل الإعلام المصرية مطالبين بضرورة إيقاف كافة إجرءات مثول المدنيين أمام المحاكم العسكرية، وإعادة محاكمة كافة المحكومين عسكرياً أمام قاضيهم الطبيعي مع الإفراج الفوري عن المحكومين عسكرياً من الثوار.

على هامش المسيرة
-تاخرت المسيرة عن موعدها في الثانية عشر ظهرًا بسبب تأخر وصول عدد من الفنانين لازدحام الطريق المؤدي الى دار الاوبرا.
-عدد كبير من الفنانين لم يستكملوا السير لمجلس الشعب واكتفوا بالمشاركة في بداية الانطلاق بسبب طول الطريق وعدم قدرتهم على السير هذه المسافة.
-المخرج خالد يوسف ظل منتظرًا أمام مجلس الشعب وكان برفقته المنتجة اسعاد يونس حتى قدم المطالب.
-داليا البحيري وليلى علوي ارتدوا نظارات شمسية كبيرة للتخفي وسط العشرات من المشاركات.
-غابت الفنانة يسرا عن المشاركة في المسيرة على الرغم من مشاركتها في تأسيس الجبهة.