شهد عام 2018 حضورًا قياسيًا للنساء في السياسة الأميركية: 260 مرشحة لمجلسي النواب والشيوخ؛ 16 مرشحة لانتخابات حكام الولايات؛ نحو 3800 امرأة ترشحن لمقاعد الدولة التشريعية.

إيلاف: تقدم الصحافية الأميركية كايتلين موسكاتيلو في كتابها "لنرى جاين تنتصر: القصة الملهمة لنساء يغيّرن السياسة الأميركية" See Jane Win: The Inspiring Story of the Women Changing American Politics (المكون من 336 صفحة، منشورات داتون، 28 دولارًا) نظرة من الداخل الأميركي إلى الحضور القياسي للنساء في الانتخابات النصفية الأميركية في عام 2018، وتتحدث مع الخبراء الاستراتيجيين الذين ساعدوا في هذا الحدث التاريخي.

تغلبن على العقبات
كتبت انتخابات التجديد النصفي التي أُجريت في نوفمبر 2018 فصلًا جديدًا في تأريخ الولايات المتحدة، بفوز نساء بأكبر عدد من مقاعد مجلس النواب في تاريخ المجلس.

جاء هذا الإنجاز ليتوّّج جهد عامين من مقاومة سياسات الرئيس دونالد ترمب وتوجهاته، وهو جهد قادته النسوة بشكل أساس، عقب فوزه غير المتوقع بالرئاسة على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في عام 2016.

تعبر موسكاتيلو في الكتاب عن انزعاجها من صعود ترمب، لذلك أمضت عامين تتابع عن كثب أربع مرشحات تغلبن على العقبات: آنا إسكاماني، أول أميركية من أصول إيرانية في المجلس التشريعي في فلوريدا؛ لندن لامار، أميركية من أصول أفريقية تمثل ولاية تينيسي؛ أبيغيل سبانبرغر، التي فازت بمقعد في الكونغرس في فرجينيا؛ وكاتالينا كروز، "الحالمة" التي فازت بمقعد في الهيئة التشريعية في نيويورك.
&
قدمن التضحيات
ما هو عظيم ومُلهِم في الكتاب كان التطرق إلى تفاصيل حياة هؤلاء النسوة اللاتي كن مرشحات أول مرة، وعن التضحيات التي قدمنها، عند التخلي عن حياتهن الطبيعية وترك وظائفهن واضطرارهن لقضاء بعض الوقت بعيدًا عن العائلة.

تتحدث موسكاتيلو في الكتاب عن أهمية وجود المرأة في المناصب السياسية، وعن دورها المهم في خدمة المجتمع، متطرقةً إلى الرسالة التي حملتها الحملات الانتخابية للمرشحات، من إظهارٍ للقوة والثقة والاكتفاء الذاتي.

ظهور المرأة قوية من خلال جسدها خلال حملة انتخابية كان أمرًا لا يمكن تصوره فترة طويلة، وبقيت المرأة طوال العقود الماضية في أميركا تستند في حملاتها الانتخابية إلى الأسس التقليدية المعروفة، وتحاول أن تثبت أنها صارمة بما فيه الكفاية لتحمل مشاق المنصب.
&
علامة فارقة
إلا أن الانتخابات الرئاسية في عام 2016، التي صعدت فيها المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، كانت علامة فارقة في طريقة ترشح النساء في الانتخابات، حيث بدأت المرشحات في تجاهل القواعد السياسية القديمة للحملات الانتخابية.

تطلب موسكاتيلو في الكتاب من الأميركيين تقديم الدعم إلى المرشحات للانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2020، خصوصًا أن الولايات المتحدة بدت على استعداد لانتخاب رئيسة في عام 2016، إذ تفوّقت هيلاري كلينتون على ترمب من ناحية التصويت الشعبي على المستوى الوطني، غير أنها لم تحصد عددًا كافيًا من أصوات كبار الناخبين.
&
أعلى عدد من النساء
تدعو الانتخابات التشريعية التي جرت في نوفمبر 2018، كما ترى موسكاتيلو، إلى التفاؤل، إذ أظهرت النساء المرشحات طاقة كبرى. وتم تحطيم عدد من الأرقام القياسية، مع تسجيل أعلى عدد من النساء في الكونغرس الأميركي. وهي تمثل الجزء الثاني من عام انتخاب المرأة، في إشارة إلى انتخابات عام 1992، الذي شهد ترشح النساء بأعداد قياسية، وأسفر عن أربع سيناتورات.

يصف الكتاب كيف كان عام 2018 مختلفًا شكلًا وموضوعًا بالنسبة إلى المرأة الأميركية، حيث وُجد 260 مرشحة في سباقات مجلسي النواب والشيوخ في الولايات المتحدة، فضلًا عن 16 أخرى في انتخابات حكام الولايات، وما يقرب من 3800 امرأة ترشحن لمقاعد الدولة التشريعية. ويحتوي على مقابلات مع أشخاص نافذين يتحدثون عن تفاصيل المعركة الانتخابية.
&
&
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط:
https://www.nytimes.com/2019/08/27/books/review/see-jane-run-caitlin-moscatello.html
&