نواكشوط: أنا ووالدي و أبنائي وأمهم ولدنا في يوم واحد، نحن جميعا أصبحنا سنحتفل بنهاية سنة جديدة من أعمارنا حتى والدي الذي يقدر عمره بأكثر من سبعين سنة، يحمل بطاقة تعريف تؤكد أنه ولد في 31/12 قبل سبعين سنه من الآن، أما هو فيؤكد أن أمه لم تتذكر بشكل دقيق تاريخ ميلاده، وإن تذكر أنه كان في أحد quot;البيضquot;أو quot;الأكصارquot; (اسماء لبعض الأشهر القمرية باللجهة الحسانية) أما اليوم فلم تحدده مطلقا.

بهذا الكلمات يفتتح محمد عبد الله (سائق تكسي) حديثا طريفا مع ركابه، يستل منهم تعليقات ضاحكة ،يجيب أحد الركاب quot;إنه أمر مزعج ..لا يمكن أن يحصل هذا حتى مع الطيور أو الدجاج عندما تولد مجموعة من الفراخ في ساعة واحدة.
أما محمد يحيى ( صاحب دكان في العاصمة نواكشوط) فيجيب بطرافة quot;انظر إلى تلك الأكوام من حليب روز (حليب ألماني طويل المدة )quot; إنها تحمل جميعا تاريخ ميلاد واحد وتاريخ نهاية واحدة، لم أشتريها في دفعة واحدة، لكن الكميات الهائلة التي جلبها المستوردون كانت موحدة التاريخ، وهكذا نحن أيضا لقد حولتنا حماقة الحالة المدنية إلى مجموعة علب نولد جميعا في اليوم الأخير من السنة، إنه أمر مضحك ويدل على الغباء الشديد من طرف الذين نظموا هذه quot;الحالة الفوضويةquot; حسب تعبيرهquot;

أما الشاب عبده ولد الخليفة فقد وجه تهنئة إلى زملائه الموريتانيين من متصفحي الفيس بوك quot;عيد ميلاد سعيد مبروك عليكم أكثر من ربع قرن على الأديم الأغبر،في الحقيقة 31/12 عيد ميلاد كل الموريتانيين حسب البطاقة الشخصية إلا من رحم ربك،على كل حال أنا وأنت وعيسى عليه السلام وآخرون عيد ميلادنا quot;واحدquot;.


محمد عبد الله يقول في بداية العام 2000 حملت ملفي المتكامل وتوجهت إلى مفوضية عرفات بعد كثير من العراك والمواعيد حصلت على بطاقة تعريف غير قابلة للتزوير،لكنهم نقصوا أربعة أشهر من عمري لقد ولدت أصلا في 20/8/1983

ويضيف محمد عبد الله يبدو أن الموريتانيات يعتمدن نظام حمل ميكانيكي يدرك اليوم الأخير من السنة ...إنه شيئ طريف لكنه يمثل استهتارا بالشعب.

استثناء يؤكد صحة القاعدة
الطالب الموريتاني محمد عبد الرحمن المقيم في فرنسا يحمد الله على أنه استثناء من جوقة مواليد اليوم الواحد، ولا يرغب في الإنضمام إليها، rsquo;rsquo;لأنني ببساطة لا أريد أن يهنآني غيري بتاريخ ليس تاريخ ميلادي الحقيقي.

إضافة إلى ذلك يريد محمد أن ينصف الموظف الذي أشرف على إصدار بطاقته لأنه كان أمينا في نقل المعلومات، ويشعر محمد عبد الرحمن بالإعتزاز ببطاقته التي حافظت له على تاريخ ميلاده الأصلي مضيفا هذه مهزلة وعلي القيمين علي مشروع بطاقة التعريف أن يصححوا الغلط.

محمد عبد الرحمن ليس الوحيد من الموريتانيين الذين يحملون بطاقة تعريف لا تنتمي إلى نادي مواليد 31/12، لكنه وجملة الخارجين على هذا النادي رغم اعتزازهم بذلك إلا أنهم أقلية في البلاد

تهم بالتزوير
مشكلات كثيرة اعترضت وفودا وبعثات موريتانية عندما اكتشف أنها جميعا ولدت في يوم واحد وشهر واحد، لكن الأكثر غرابة كان في حالة منتخب موريتانيا للأشبال الذي وجد نفسه في واجهة إتهامه بالتزوير الجماعي لأن الجميع ولد في 31/12/1987.

ممرضون وطلاب ووفود رسمية واجهت السخرية في أكثر من مرة،عندما يلاحظ موظفو المطار أن الجميع ينتمي إلى نادي 31/12/.


الكثير من الموريتانيين يشعرون بالرغبة الملحة في العودة إلى تواريخ ميلادهم الأصلية، إذا كان الأمر يتعلق بقرار إداري فقد كان بالغ التغفيل ولا ينم عن وعي ولا مسؤولية يقول أحد المتحدثين للأخبار، أما إذا كان مجرد مزحة فقد مرت عشر سنوات ويجب العودة إلى الصواب.

ميلاد جماعي لأكثر من مليوني موريتاني ..ربما يكون من بينهم الرئيس وأعضاء حكومته والشعب برمته الجميع ولدوا في آخر يوم من السنة، إنه نظام جديد سيغير خارطة علم الأحياء ومراسيم الإنجاب يقول أحد الشباب