محمد الأمين من طهران: لم يعد الاحتفاء بالسنة الميلادية الجديدة مقتصرا على الأقلية الأرمنية في ايران والتي يقدر عددها بحوالي مائتي الف نسمة ، وانما تحولت هذه المناسبة الى واحدة من أكبر الأعياد غير الرسمية في ايران ، وتحظى باهتمام كبير من قبل شريحة الشباب الايراني الذي يتطلع الى فضاء من المناسبات الاجتماعية غير الرسمية.
واللافت في اتساع هذه الظاهرة هو بيع أشجار الصنوبر التي هي رمز أعياد راس السنة الميلادية في محلات بيع الورود المجاورة لضريح الأمام الرضا في مدينة مشهد التي تعد من أهم المدن المقدسة لدى الشيعة كذلك في المتاجر المجاورة لضريح السيدة معصومة في مدينة قم الايرانية.
و تشهد الأحياء المسيحية في العاصمة طهران اقبالا كبيرا من قبل مسيحيي ايران على المحلات المخصصة لبيع هدايا أعياد السنة الميلادية وأشجار الصنوبر ، وتزين أشجار الصنوبر سواء الصناعية منها أو الطبيعية واجهات المحلات والمتاجر في شوارع ميرزاي شيرازي وشارع نجات الهي.
وذكر مواطن ايراني أرمني لايلاف أن أسعار أشجار الزينة قد تضاعفت في هذا العام بالمقارنة مع السنة الماضية اذ يصل سعر شجرة الزينة بين مايعادل 200 الى 350 دولار ،مما دفع بالعديد من مواطنيه لشراء أشجار الصنوبر المصنّع نظرا لأسعارها المناسبة.
في المحلات التجارية المخصصة لبيع الهدايا في شارع ميرزا شيرازي ، يمكن شراء شجرة صنوبر صناعية بمبلغ 20 ألف تومان ايراني أي مايعادل 20 دولار أمريكي ، وقد تم استيراد أنواع جديدة باللون الأسود واللون الأبيض بما يتناسب مع ديكور المنزل حسب أحد الزبائن.
وقالت بيتا (مصورة فوتوغرافية 22عاما) لايلاف :quot;أفضّل شجرة صنوبر طبيعية أقوم بتزيينها وفقا لذوقي الخاص على الأشجار الصناعية التي تفتقد لأي نكهة روحية ، إن في تزيين شجرة الميلاد مع أفراد العائلة لذة غير متوفرة مع نصب شجرة صنوبر منتجة في مصانع صينية quot;.
وتهيأ هذه المناسبة فرصة للباعة الجوالين في عرض بضاعتهم من أشجار الزينة في الطرق الرئيسية المؤدية الى المناطق التي تسكنها الاقلية الأرمنية.
في ساحة quot;فانكquot; في شمال طهران ،التقت ايلاف بأحد الباعة الجوالين وهو شاب في العشرينات من العمر يدعى جواد ، قال أنه لايحصل على فائدة المبيعات ، انما يحصل على أجرة مقدارها 20 دولارا مقابل العمل طوال النهار ،وهو مبلغ لايصل الى الربح الذي يحصل عليه صاحب السلعة من بيع شجرة واحدة quot;أعمل لصالح التاجر المالك لهذه السلعة مع مجموعة من الشباب وقد قمنا بالترويج لبيع الخراف بمناسبة عيد الأضحى ، واذا هطلت الثلوج فسوف نتجه الى مهنة ازالة الثلوج من السقوف، سوف أستمر في هذه المهن المؤقتة على أمل أن أحصل على وظيفة مناسبة quot;.
مع ذلك يأسف جواد لمعلوماته القليلة عن الأقلية الأرمنية في ايران quot;العامل الاقتصادي جعلني أتعرف على القليل من عاداتهم، واذا سمحت لي الظروف سوف أحاول أن أتعرف على المزيد من ثقافة هذه الأقلية ولكنني أهتم بمتابعة الألعاب النارية التي تقام خارج ايران بهذه المناسبة.
ويتبادل العديد من الشباب الايراني رسائل التهنئة بمناسبة أعياد رأس السنة الميلادية عبر الرسائل الالكتورنية ورسائل ال SMS ، وفي حديث لايلاف قالت طالبة جامعية من مدينة رشت الايرانية : quot;الأعياد بالنسبة للشباب الايراني هي أعياد نوروز وأعياد السنة الميلادية الجديدة، سوف أحضر للمرة الثالثة في حفلة تقيمها صديقتي الأرمنية في منزلها وفي أجواء ممتعة ، وأرفض المشاركة في الحفل الذي يقيمه جدي كل عام بمناسبة عيد الحجاج (تقصد عيد الأضحى) إذ لا أستطيع تناول طعام معد من خروف شهدت ذبحه quot;.
التعليقات