37% لم يتزوجوا و30 من الأسر تعولها نساء وأميون


نبيل شرف الدين من القاهرة : هذه الأرقام ودلالتها الخطيرة التي يتضمنها هذا التقرير، لم تكن هي المفاجأة، بل الجهة الرسمية التي أعدت هذه التقرير، والشخصيات المسؤولة التي أقرت بنتائجه، بعلها كانت هي المفاجأة الحقيقية، إذ أكد أحدث تقرير للجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء وهو جهاز حكومي رفيع أن هناك نسبة متزايدة بين الشباب المصريين غير متزوجين.


كما رصد الجهاز في تقريره زيادة واضحة في عدد حالات الطلاق، فضلا عن الإشارة إلى أن نحو 30% من المصريين هم من الأميين (غير المتعلمين)، بينما اعترفت مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان في مصر، بأن عدداً كبيراً من الأسر المصرية أصبحت تعتمد الآن بشكل أساسي على عائد عمل الزوجة.


وأوضحت الوزيرة قائلة إن نحو rlm;30%rlm; من الأسر المصرية أصبحت تعولها نساء،rlm; كما أقرت الوزيرة أيضاً بازدياد معدلات الطلاق خاصة بين المتزوجين حديثا حيث وصلت العام الماضي إلى rlm;40%rlm; في مقابل rlm;13%rlm; خلال العام rlm;2004rlm; من مجمل الزيجات، أي أنها زادت بنسبة تقدر بنحو rlm;27%rlm; خلالrlm; خمسة أعوام فقطrlm;.
وورد في التقرير الإحصائي المصري الذي استند إلى التعداد العام الأخير للسكان أن عدد الشبان والشابات (غيرالمتزوجين) قد وصل إلى نحو 9 ملايين ونصف المليون نسمة، مقابل 22 مليوناً و252 ألفاً و630 متزوجاً، وذلك بنسبة 37% من السكان غير متزوجين، و65.5% متزوجون ممن هم فوق 16 عاماً للنساء، و18 عاماً للرجال، وأضافت الدراسة أن من بين غير المتزوجين نحو 3 ملايين و773 فتاة في سن الزواج غير متزوجة وقرابة 6 ملايين شاب غير متزوج.
وبشأن المستوى التعليمي، فقد أكد التقرير أن عدد الأميين من الجنسين في مصر يبلغ حالياً 17 مليوناً و646 ألفا بنسبة 30% من إجمالي السكان.

الأسرة والصحة
من جانبها أكدت مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان في مصر ضرورة طرح نقاش حول التحولات والتغيرات الكثيرة التي طرأت علي الأسرة المصرية، لافتة الى أنه ونتيجة للمستجدات العميقة في بنية الأسرة خلال العصر الحالي، فإن دورها التقليدي يأخذ في الانحسار بسبب عوامل اقتصادية على مستوى جميع الطبقات، ورأت خطاب خلال لقائها بصالون الأوبرا الثقافي أن هناك اختلافات عميقة داخل المجتمع المصري حول منظومة القيم التربوية الصحيحة.


وأشارت الوزيرة خلال لقاء ناقش التحولات داخل الأسرة المصرية إلى أن غياب التوافق حول القيم المشتركة للتربية ليست مسئولية الأسرة وحدها لكنها أيضاً مسئولية مؤسسات التنشئة الاجتماعية، متمثلة في المدرسة والمؤسسات الدينية ووسائل الإعلام التي أمست بدورها تعاني من تعدد المرجعيات، مما يعظم ظواهر العنف الأسري وتراجع قيم الوسطية لصالح التطرف والانغلاق الفكري والديني، على حد تعبيرها.
وحول متوسط عمر كل من الرجل والمرأة في مصر، أكد التقرير الإحصائي الرسمي أن النساء المصريات أطول عمراً من الرجال، إذ يصل متوسط عمر المرأة إلى 71 عاماً، والرجل إلى 67 عاماً، وهذا المتوسط قد يستمر طيلة الأعوام العشرين المقبلة مرتفعاً أيضاً بالنسبة للمرأة مقابل الرجل.


كما أشار التقرير الإحصائي أخيراً إلى أن متوسط عدد أفراد الأسرة المصرية يتراوح بين 4.8 فرد في محافظات مصر الشمالية و5.5 فرد في بعض المحافظات الجنوبية ومحافظة البحيرة الشمالية، بينما يقل هذا المتوسط في العاصمة القاهرة والمدن الساحلية مثل مدينة بورسعيد ليصل إلى 4 أفراد فقط.