أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: مع استمرار سقوط المطر في المغرب، وتوقع مديرية الأرصاد الجوية استمرار الاضطرابات، في الأسبوع الجاري، يضع سكان المنازل القديمة والآيلة للسقوط أيديهم على قلوبهم، خوفا من أن ينضموا إلى أولئك الذي شردوا، بعد أن انهارت البيوت التي تؤويهم.

وتأتي هذه المخاوف بعد إصابة أكثر من عشرة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة في انهيار بنايتين سكنيتين آيلتين للسقوط في المدينة العتيقة في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، نتيجة الأمطار الغزيرة، وهو ما أعاد إلى أذهانهم الفيضانات التي عرفها المغرب، في فصل الشتاء الماضي، إذ لقي العشرات مصرعهم، بعد انهيار آلاف المنازل.
يقول سمحمد لفضلي، أحد سكان المدينة القديمة، quot;نعيش على أعصابنا. فيوميا نتوقع أن تنهار منازلنا، مع كل تساقطات مطرية جديدة. فسكان البنايتين المنهارتين، أخيرا، ما زالوا يبيتون في الخيام، وينظمون وقفات احتجاجية للمطالبة بتوفير مساكن لهمquot;.

وأضاف سمحمد، لـ quot;إيلافquot;، quot;رغم أننا نعرف أن حياتنا وحياة أبنائنا مهددة يوميا، إلا أنه لا يمكننا مغادرة هذه البنايات، لأنه لا يوجد مكان نذهب إليه. والحالة المادية بالنسبة لنا ضعيفة، ولا يمكننا أن نبحث عن بيت جديد، في ظل الارتفاع الصاروخي في العقار، الذي طال حتى السكن الاقتصاديquot;.
من جهته، أوضح فريد (ش)، من سكان المنطقة الحي نفسه، quot;البرد قارس والخيام لا تقينا شره. وليس لنا من وسيلة تدفئة. خلاصة القول نحن نعيش حالة صعبة. ولا نعرف ما هو الحل بالنسبة لحالتناquot;.

وأبرز فريد، لـ quot;إيلافquot;، quot;ندعو الجهات المسؤولة إلى أن تجد حلا بالنسبة إلى هذه الفئة من السكان، لأنه عاجلا أم آجلا ستسقط هذه المنازل، سواء بالأمطار أو بغيرهاquot;، مشيرا إلى أن quot;حياة عشرات المواطنين مهددة في أي وقتquot;.
وسبق أن أحصت السلطات في المملكة المنازل القديمة والآيلة للسقوط، في حين أعطيت التعليمات إلى المصالح الأمنية ورجال الإنقاذ قصد التحلي باليقظة الدائمة استعدادا لحدوث كوارث.

وأعاد المغرب تفعيل لجنة اليقظة والتنسيق إثر الاضطرابات الجوية المسجلة، أخيرا. كما جرت أيضا إعادة تفعيل اللجان المحلية والإقليمية، برئاسة الولاة والعمال، لتنفيذ المخططات العملية التي تروم حماية السكان والممتلكات، ومساعدة الأشخاص المهددين أو المنكوبين.
وشهدت عدة مناطق في المغرب، قبل أيام، تساقط أمطار غزيرة، مصحوبة، في بعض المناطق الجبلية، بزوابع ثلجية وعواصف من البرد، أدت إلى اضطرابات في حركة المرور، وانهيار أسقف بعض المنازل، وعزل مناطق في الأطلس.

وارتفعت حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات إلى أكثر من 10 قتلى، إلى جانب عدد من الجرحى.
وتوقعت مصالح الأرصاد الجوية أن يظل الطقس باردا في ربوع المملكة خلال الأيام القليلة المقبلة مع تكون الصقيع خلال الصباح في المناطق الوسطى والشمالية الشرقية. كما ستهم زخات عاصفية معتدلة منطقة طنجة واللوكوس والريف الغربي، بالإضافة إلى تساقطات مطرية ضعيفة في الواجهة الغربية، ومن المحتمل أن تهم خلال الليل كذلك شرق المناطق الشرقية والسواحل الوسطى.