يوسف صادق من غزة: لا يزال تجار الأنفاق على الحدود بين قطاع غزة والأراضي المصرية، يصارعون الوقت ويتحدون الساعات لإدخال أكبر كمية مما يحتاجه مليون ونصف مليون فلسطيني يسكنون غزة، قبل أن تتمكن السلطات المصرية من إنهاء ظاهرة الأنفاق بشكل تام بعد إنجازها سور فولاذي على حدودها مع غزة.
وأستغلّ محمود اللحام، شاب يعيل أسرته بدلا من أبيه المريض، رخص أسعار الحمير والحصن المهربة من مصر إلى غزة، وأشتري حماراً يقوم بنقل مواد وسلع إلى منازل المواطنين بحسب الطلب. وقال اللحام quot;لا يوجد هنا عمل أو مصانع وغيرها، فمعظم هذه الأمور متوقفة تماماً. لذا إشتريت حماراً لأعمل عليه وأكسب رزق إخوتي وأهليquot;.
وأضاف quot;قبل حوالي سنة، حاولت أن أشتري حماراً، لكنه غالي الثمن حيث وصل سعره لأكثر من 900 دولار، وبعد دخول كميات كبيرة من الأنفاق، هبط سعره إلى نحو 550 دولارquot;.
وبحسب أبو إبراهيم، صاحب نفق، فإن عدد محدود من الأنفاق تقوم بتجارة المواشي والأبقار والدواب بأنواعه. وقال لإيلاف quot;الدواب المصرية تتحمل بشدة العمل الشاق الموكل لها، إضافة لسعرها الرخيص. فالتُجار في غزة لم يوفروا أي سلعة تدر عليهم أرباحاً، إلا وأدخلوهاquot;.
وأضاف quot;إرتفاع فتحة النفق تحدد طبيعة عملها، ودخول الحمير والأبقار والأحصنة، لا بكون إلا من خلال إرتفاع يمكن لتلك المواشي والدواب أو تدخل بسهولة ودون أذى. وعادةً ما يتم تهريبها ضمن مجموعات، وباستخدام حيوان مدرب لا يخشى السير في النفق، فتسير الـمجموعة الـمنوي تهريبها وراءه، إلى أن تصل الجانب الآخر من النفق. مع العلم بان أي تاجر لا يقوم بإدخال أي سلعة قبل التأكد من حاجة السوق في غزة تلك السلعة، وضمان بيعها بالكاملquot;.
وتشكل الحمير والأحصنة بالنسبة لسكان القرى الزراعية والـمناطق الريفية الواقعة شرق القطاع، وسيلة نقل هامة، إذ يعتمدون على الحيوانات بصورة كبيرة في التنقل ونقل أمتعتهم وحاجياتهم، لاسيما أن معظم الشوارع في تلك الـمناطق ترابية لا تصلح لسير الـمركبات.
وأشار عادل سالم، صاحب مركبة يقوم بنقل حمير وأحصنة لداخل مدن قطاع غزة، إلى أن الزبائن يقبلون على شراء الحمير والأحصنة الـمهربة من مصر أكثر من الـمحلية. وقال لإيلاف quot;بنيتها الجسدية قوية وحجمها أكبر، وقدرتها على التحمل ونقل البضائع أقوى. فالعديد ممن يملكون تلك الدواب، إستبدلوها بدواب مصرية لتلك الأسبابquot;.
وفضلاً عن إغراق شوارع غزة بالحمير والأحصنة المصرية، فإن مئات العمال داخل مئات الأنفاق التي تعمل على الحدود بين غزة ومصر، يوصلون الليل بالنهار في إدخال أكبر كمية من السلع والمواد المختلفة، قبل إنتهاء مصر من إنشاء جدار فولاذي بعمق 27 تحت الأرض، للحد من عمليات التهريب.
وقال أشرف سليم، أحد عمال الأنفاق، أن النفق الذي يعمل فيه يدخل إسمنت وسيراميك كليوبترا المصرية، بكميات هائلة. وأضاف لإيلاف quot;يوجد طلب كبير جداً على تلك المواد التي نقوم بإدخالها، فسعر متر السيراميك لا يتعدي 3.5 دولار في مصر، بينما يباع هنا بـ 18 دولار. والناس في غزة أصبحت تشتري بأي ثمن، في ظل إنعدام الأمل في فتح المعابر الرسمية الخمسة التي تتحكم بها إسرائيل، والتي كانت تغذي قطاع غزة بتلك الموادquot;.
وكشف سليم أن عدد من العمال المصريين الذي يعملون على الحفارات الخاصة التي تقوم بإنشاء الجدار الفولاذي، يرتشون. وقال لإيلاف quot;أصحاب الأنفاق يعطونهم 1000 دولار مقابل ترك أنفاقهم دون إغلاقها بالسور الفولاذيquot;. لكنه أكد أن مواسير المياه الضخمة التي ستحمل مياه البحر تحت هذا السور، لن تترك أي أثر لأي نفق، حيث سيتم غرق كافة الأنفاق بتلك المياه.
وعلى الرغم من رخص أسعار تلك المواشي والدواب والحيوانات، إلا أن مواطنون أعربوا عن خشيتهم من أن تكون حاملة لأمراض وأوبئة قد تضر الثروة الحيوانية في غزة، خاصة وأنها لم يتم إخضاعها للفحص الطبي عليها.
التعليقات