الكويت: مع اكتشاف ثروات الذهب الأسود، تناسى أبناء الخليج تقليد استخراج اللؤلؤ الطبيعي من البحر. لكن في السنوات الأخيرة، يستعيد هذا التقليد أمجاده السالفة.

لطالما وجدت أفضل اللآلئ في العالم في مياه الخليج العربي لا سيما في محيط مملكة البحرين. وتتحلى لآلئ الخليج ببريق فريد من نوعه نظرًا إلى اختلاط تيارات مياه عذبة ومالحة في المنطقة.

لكن مطلع القرن العشرين، أدى اكتشاف آبار النفط وازدهار صناعة اللآلئ المستنبتة في اليابان إلى وضع حد لتقليد كان طيلة قرون مفخرة الأجداد.

بيد أنّ عددًا من بلدان الخليج العربي تعيد منذ سنوات إحياء هذا الصيد التقليدي كما دولة قطر التي تحتفي بهذا التراث الشعبي خلال الأسبوع الثقافي السنوي. وفي الكويت، تشكّلت لجنة للتراث مولجة بتنظيم الرحلة السنوية التي يقوم بها الغواصون بحثًا عن اللآلئ. أما البحرين فمنعت استيراد اللآلئ المستنبتة وتقدمت هذا الأربعاء بطلب لإدراج هذا التقليد على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.


يقول محمد الصالح وهو مصور كويتي وحفيد صياد لؤلؤ quot;في الماضي، كانت رحلة الغواصين تدوم أربعة أشهرquot;مضيفاً quot;في صيف 2008، قصدت رأس السالمية قبالة النادي البحري الكويتي للترحيب بالغواصين العائدين من صيد المحار. فلجنة التراث الكويتية تنظم كل سنة رحلة تستغرق قرابة الشهرquot;.

ويواصل الصالح: عند وصولهم إلى الشاطئ، عرض الغواصون محصولهم وقاموا بفتح ما تبقّى من المحار أمام أعين الجمهور. عملية فتح المحار تسمى quot;فلق المحارquot; وعادة ما تتم في عرض البحر قبيل وصول quot;الطواشquot; وهو تاجر يقصد سفن الغواصين لتفحص أشكال وأحجام ما استخرجوه من لؤلؤ والتفاوض معهم حول السعر.

هذا التقليد يعود إلى قرون وله مصطلحاته وطقوسه. في الماضي، كانت رحلة الغواصين تدوم أربعة أشهر. يوم الانطلاق يسمى quot;الدشةquot; ويوم العودة quot;القفالquot;. وفي اليومين يتجمهر أهل الغواصين على الشاطئ إما لوداعهم أو لاستقبالهم. لكن وحده النهّام يرافقهم في مشوارهم الطويل، ينشد لهم أغاني بحرية تذكر بطولاتهم ومصاعبهم في البحر وشوقهم إلى الأهل والديارquot;.