نهى أحمد من سان خوسيه: ليست الولايات المتحدة الاميركية هي البلد الوحيد الذي يشكو من مشاكل زيادة الوزن، بل معظم بلدان اميريكا الجنوبية، والسبب في ذلك بالدرجة الاولى قلة الحركة وتناول المأكولات السريعة، لذا كثرت معاهد تخفيض الوزن في معظم عواصم هذه البلدان، الا ان الاقبال عليها يبقى ضعيفا بسبب تكاليفها المرتفعة.
وتحاول بعض البلدان حل المشكلة عبر نصائح يقدمها الاطباء لمن يشكو من زيادة الوزن، من بين تلك النصائح اتباع من يريد تخفيض وزنه حمية quot;اتكينزquot; التي انطلقت من بريطانيا ووضعها الطبيب البريطاني روبرت اتكينز عام 1989 وهي مبنية على أساس تقليل الكربوهيدراتواللجوء الى البروتينات واللحوم كوجبات أساسية.
ويقول بحث اجرته مؤسسة التغذية الوطنية و الاستقلاب في كوستاريكا ان الحميات الغذائية من نوع اتكينز يمكن ان تكون الحل المثالي لمشكلة السمنة لدى متوسطي الاعمار ، فقد وجد الباحثون ان الحميات المنخفضة جدا بالكربوهيدارت تركز في ازالتها للوزن على منطقتي المعدة والصدر، هو اكثر مناسبة للرجال منها للنساء، وان فقدان الشحوم لدى الرجال في منطقة الجذع، كان اكبر بثلاث مرات لانهم اعتمدوا على حمية اتكينز بالمقارنة مع الحميات المتعارف عليها.
وفقد معظم الاشخاص الذين شاركوا في بحوث أجرتها المؤسسة والبالغ عددهم 40 إمرأة ورجل وزنا أكثر في الاجزاء العلوية من اجسامهم عندما قللو من تناول الكربوهيدارت كما تنصح حمية اتكينز. ولحمية اتكينز أربع مراحل الاول تسمح لمتبعها بتناول 20 غراما فقط من الكربوهيدارت في اليوم، وهذا يعني حذف الحلوى من القمح والحبوب وكل أنواع الخبز والباستا والارز تماما وزيادة استهلاك اللحم والجبن، وحتى في المرحلة الاخيرة لا تسمح الحمية باكثر من 40 غراما من الكربوهيدرات يوميا، مع الاخذ بعين الاعتبار ان معدل استهلاك الانسان في اميريكا الجنوبية للخبز وما شابه ذلك يتجاوز ال250 غراما يوميا.
وحسب تفاصيل البحث أخضع الـ 40 رجل وإمراة ولمدة 50 يوما لحميتين، لكن قبل ذلك قسم الرجال الى مجموعتين المجموعة الاولى تتبع حمية اتكينز التي تدعو الى التقليل من تناول المواد الغذائية التي تحتوي على الكربوهدارات والثانية حمية التقليل من الدهون واللحوم. لكن النساء اخضعن للحميتين لمدة 30 يوما
للاخذ بعين الاعتبار فترة الطمث، وكانت النتائج كما يلي : 13 من الرجال ابدوا اداءا افضل على الحمية منخفضة للكربوهيدرات، وفقد 6 منهم أكثر من عشر كلغ وواحد فقد اكثر من 15 كلغ. وكانت النتائج أفضل بكثير لدى النساء حيث فقدت بعضهن اكثر من عشرين كلغ. وكتب كارلوس فوليك مدير الفريق الذي اجرى هذا الاختبار كانت هناك نتائج جيدة ومحتمل ان تكون ذات اهمية سريرية حول الخسارة للشحوم في منطقة الجذع باتباع حمية اتكينز التي تعتمد على تقليل الكربوهيدارت.
وأضاف ان الدسم والشحوم المختنزنة في القسم العلوي من الجسم تحمل مخاطر صحية اكبر من تلك المختزنة في المناطق الاخرى منه، ولذلك فان المقاربة الفعالة المعتمدة لخسارة الوزن يجب ان تأخذ بعين الاعتبار التوزيع المعتمد على المناطق في خسارة الشحوم. وهنا تكمن فائدة حمية اتكينز، اذ انها تقلل من عوامل الخطورة المؤدية الى الاصابة بامراض القلب، ومن المعروف ان الكتل الشحمية المحيطة بأوسط الجسم تترافق بشكل خاص مع أمراض القلب والاوعية.
إلا ان هناك مراكز بحوث حول التغذية والحميات تعارض فكرة الاستسلام لحمية اتكينز او الاعتماد عليها لانها قد تكون مؤذية. اذ من الممكن ان تعرض الانسان لمخاطر الاصابة بترقق العظام وامراض القلب وسرطان القولون ومشاكل الكلية واضطرابات في الكبد والاصابة بالاسهال والامساك نتيجة الاعتماد على اللحم والشحوم. ويدعّون بان فقدان الوزن الطويل الامد هو امر يصعب المحافظة عليه، خاصة باتباع حمية قليلة الكربوهيدارت.
لكن ما يلفت النظر ان هناك اكثر من 20 مليون انسان في كل انحاء العالم يلجأون الى حمية اتكينز.
التعليقات