أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: الكثير منا يصاب بالضيق من تناول الأدوية عندما يمرض. ولكن ماذا لو أخذت المركبات الطبية أو الأدوية المرة كمواد غذائية أو كانت مثل الطعام العادي؟ هذا الأمر ليس صعب التحقق، بل إنه سهل جدا ويوجد بين أيدينا، كما أن لا يكلفنا ماديا أو نفسيا.

إنها التغذية العلاجية، التي تبقى السلاح الأكثر نجاعة في مواجهة أمراض العصر، التي تعجز الأدوية في بعض الحالات عن الوقوف في وجه تفاقمها. والغذاء ضروري للإنسان أثناء المرض ليستطيع الجسم التغلب علي العوامل المسببة للحرص وإصلاح ما تهدم من أنسجة، كما أنه يقاوم المرض ويمنعه أساسا من الحدوث إذا كان بصحة جيدة.

وقالت حبيبة مطيوط، خبيرة مغربية في مجال التغذية، quot;يتميز الطعام بقدرة هائلة على رسم شكل صحة الإنسان، وهو أساس كل كائن بشري. فالصحة الجيدة أو السيئة تعتمد على كيفية غذاء الشخص ونوعيته. وقد يعلم كل كائن حي أنه بحاجة إلى الطعام ليعيش وينمو، ويجهل الكثير منا مدى تأثير نوعية الطعام على التفكير، وبالتالي السلوك الذي يقود إلى الصحة أو المرض.

وأضافت حبيبة، التي لها سلسلات حول العلاج بالتغذية، منها دليل الطبخ العلاجي، الذي يتضمن 115 وصفة طبيعية تقودك نحو صحة جيدة، quot;رواسب هذا الجهل تكمن في كون الإنسان قد اهتم منذ قرون بالتطور الحضاري المادي والتقدم التكنولوجي، وأهمل بقدر كبير كل ما يتعلق بسعادة الإنسان وتوازنه الجسدي، والعقلي، والروحي، وخصوصا في المجال الطبي، الذي بقدر ما يجهل الأطباء ما للإنسان من قدرات حقيقية داخلية للاستشفاء الطبيعي، والعلاقة القوية بين الجسد والعقل والروح، أصبحوا عاجزين في الكثير من الحالات المرضية على تحديد نوع من العلاج اللازم، والناجع للمريض والشامل لمساعدته على فهم مرضه وتقبله وعلاجه من تلقاء نفسهquot;.

ويقال، حسب الخبيرة المغربية، بأنه quot;سيأتي فيما بعد وقت تصبح فيه العقاقير الطبية عاجزة عن استعادة الصحة. ومع ذلك، فقد نجد أن معظم أطباء العالم متفقون على أن أغلب أمراض البشر ناتجة عن الطعام الخاطئ. ولذلك فأول ما يجب على المريض التنبيه له هو نوعية طعامهquot;.

وذكرت حبيبة أن quot;الطعام يحتوي على مكونات أساسية، إذا حسن استعمالها تمدنا بالطاقة اللازمة والمناعة الكافية للحفاظ على الصحة أو تحسينها في حالة المرض. كما يعتبر النظام الغذائي المحدد الرئيسي الوحيد للصحة الجسديةـ النفسية، التي يمكن لأي إنسان، سواء كان مريضا أو معافى، أن يتحكم فيها ويسيطر عليها، لأنه هو من يملك العزم الأخير والمضطرد حول ما يدخل وما لا يدخل إلى فمه ومعدتهquot;.

يشار إلى أن العلاج بالتغذية يشمل مظاهر مهمة، منها طرق للطبخ لإزالة المذاق والرائحة الغير مستحبة للأدوية. واستبدالها بأطعمة ذات مذاق جذاب. وثانيهما هو دراسة أطعمة جديدة ذات قيمة علاجية وتقديمها في صورة وجبات. بالإضافة إلى ذلك، فالعلاج بالتغذية له فاعلية في علاج بعض الأمراض مثل مرض نقص المناعة المكتسبة quot;الإيدزquot; أحد الأمراض الكبرى التي تهدد صحة الإنسان وحياته. فبها يمكن تقليل معاناة المريض كما يمكن إطالة فترة الحياة.