أكدت دراسة طبية تشيكية أن جراحة التجميل لم تعد تقتصر على الأغنياء والمشاهير، وإنما توسعت لتشمل العديد من الفئات التي لا تنتمي إلى المجموعتين، وأن مختلف المؤشرات تؤكد أن الأمر لن يكون مختلفا في المستقبل عن الحاضر.


أعلنت دراسة طبية حديثة صدرت في براغ أن جراحة التجميل لم تعد حكراً على الأغنياء بل باتت لمختلف الفئات الاجتماعية. ونبهت الدراسة إلى أن العديد من الأوهام لا تزال منتشرة بين الناس حول موضوع الجراحة التجميلية منها أن شفط الدهون هو خيار أفضل من العملية التجميلية للبطن، وأن الندوب لا تبقى بعد الجراحة التجميلية، وأن السيليكون يصدر صفيراً في الجو أثناء السفر بالطائرة، وأن زرع الثدي يؤدي إلى الإصابة بالسرطان وغيرها من المغالطات.

وأوضحت الدراسة أن عملية شفط الدهون هي إجراء أسهل من العملية الجراحية التجميلية للبطن، وتبقى بعدها ندوب أصغر، غير أنه لتنفيذ عملية الشفط يتوجب استيفاء عدة شروط منها ضرورة أن يكون الجلد جيد النوعية وخالياً من الندوب، وأن لا يكون هناك فائض فيه، وأن لا تكون العضلات بعيدة عن بعضها البعض.

وأشارت الدراسة إلى أنه ينصح بعملية الشفط عادة للشباب الذين يكون جلدهم مرناً وقابلاً للتكييف، فخلال العملية تتم إزالة الخلايا الدهنية فقط ولا يمكن إزالة الجلد الزائد والتموجات. أما خلال عملية تجميل البطن فتتم تسوية البطن عن طريق إزالة الدهن والجلد الزائد وتقوية عضلات البطن، وهي تجرى عادة بعد الولادة أو بعد النقص الشديد في الوزن.

السيليكون لا يصدر صفيراً

من جهة ثانية، أكدت الدراسة أن لا صحة للمعلومات التي يتداولها الناس بأن الصدر الذي جرى تكبيره بالسيليكون يصدر صفيراً في الطائرة، أو لدى الغوص تحت الماء، موضحة أن المعطيات التي نشرها معهد الطب تؤكد أنه في غضون سبعة أعوام لحق ضرر بنسبة 10 % بالصدر الذي تم تكبيره، وغالبية الأضرار سببها إصابات شديدة كحدوث كسر في الضلع أو التعرض لحادث سيارة. ونفت أن تحدث أي تشققات أو صفير في الطائرة أو أثناء ممارسة الغوص.

جراح التجميل ليس خياطاً ماهراً

كما أشارت الدراسة إلى اعتقاد الكثيرين أن جراح التجميل يتقن quot;التخييطquot; بشكل دقيق، إلى درجة أن ما يتم تعديله في الجسم يبدو ممتازاً وكأن يداً لم تمتد إليه. أما الواقع فهو أن العملية التجميلية هي عملية كأي عملية أخرى وبالتالي فإن الندوب تبقى دائما. ولفتت الدراسة إلى أنه بعد تكبير الصدر مثلا يمكن للندوب أن تبقى تحت الصدر أو حول الانحناء الموجود تحت الإبط، كما أنها تظل موجودة أيضاً حتى بعد شفط الدهون.

وأكدت الدراسة أن لا صحة للاعتقاد السائد لدى البعض بأن زرع الثدي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، مشيرة إلى أن معهد الأبحاث السرطانية اهتم بمسألة وجود علاقة محتملة بين الثدي الذي يجري تكبيره وبين نشوء سرطان الثدي، لذلك قام بدراسة واسعة تبين خلالها أن تكبير الصدر لا يحرض بأي شكل من الأشكال على نشوء المرض أو تعميق حدوثه، كما لم يتم تسجيل أي تأثير سلبي لزرع الصدر على صحة النساء.

ومن المغالطات التي لفتت الدراسة الإنتباه إليها أن الأغنياء والمشاهير هم الذين يجرون العمليات الجراحية التجميلية فقط، فأكدت أن الأمر لم يعد كذلك منذ فترة بعيدة، وإنما يلجأ الناس العاديون إلى العمليات بشكل متنامٍ.

شفط الدهون في الطليعة

وأشارت الدراسة إلى أن البحث الذي نفذته هذا العام الجمعية الدولية للجراحة التجميلية، توصل إلى أن نحو 31 ألف جراح تجميل يعملون الآن في العالم، وأن العام الماضي شهد تنفيذ أكثر من 8.5 ملايين عملية جراحة تجميل ونحو 9 ملايين عملية تجميل من دون تدخل جراحي.

ووفق الدراسة فإن الأميركيين هم الأكثر إهتماماً بالعمليات الجراحية التجميلية، يليهم الصينيون والبرازيليون، أما من بين الأوروبيين فالألمان يحتلون المرتبة الأولى. تتصدر اهتمامات الراغبين في إجراء عمليات تجميلية عملية شفط الدهون ثم تكبير الصدر ثم تعديل الشفاه والأنف.

أما من بين العمليات غير الجراحية ففي الطليعة هناك استخدام حقن البوتوكوس وعملية زرع للشعر. ويلجأ للعمليات التجميلية في الأغلب الناس في الأعمار التي تتراوح بين 35 و50 عاما، وتمثل النساء العاملات ما نسبته 86 % من زبائن جراحي التجميل.