طلال سلامة من برن (سويسرا): قد يتحول اللولب (spiral)، المانع للحمل لدى المرأة لكونه يتدخل في قدرة النطاف على المرور إلى جوف الرحم لاضعاف حركتها وقدرتها على تلقيح البويضة، الى علاج إبداعي في خدمة المصابات بسرطان بطانة الرحم. هكذا، تتفادى المصابة بهذا السرطان استئصال الرحم مبقية، في الوقت ذاته، على امكانية الحمل. هذا ما يؤكده الباحثون في المعهد الأوروبي للعلوم السرطانية الذين يسعون الى تطوير علاج سرطان بطانة الرحم والحد من عوارضه الجانبية.

ويحتل سرطان بطانة الرحم المركز السادس بين السرطانات الأكثر تفشياً لدى النساء. ويتمحور العلاج الحالي حول القضاء على خصوبة المرأة بما أنه يتطلب استئصال الرحم والبويضات معاً، جراحياً. لدى الشابات المريضات، اللواتي يرغبن انجاب الأطفال، فانه من الممكن ابطاء نمو الكتلة السرطانية بواسطة علاج هرموني، يؤخذ فموياً، تواكبه آثار جانبية كثيرة كالطفح الجلدي والاستفراغ ولعيان النفس والصداع والنزف المفرط للرحم.

في هذا الصدد، يشير الباحثون الى أن الاحتفاظ بخصوبة المرأة المريضة اضافة الى تفادي استئصال الرحم بات ممكناً بفضل لولب خاص، يحرر الأدوية داخل الرحم. يجري زرع هذا اللولب بالرحم لمدة ستة شهور. في تلك الأثناء، يحرر هذا اللولب هرمون ليفونورجستريل البروجستيني. في موازاة ذلك، يتم حقن المريضة، مرة واحدة شهرياً، بجرعة من هرمون غونادوتروبين.وينتج عن المفعول المشترك، لهذين الهرمونين، تباطوء في نمو الكتلة السرطانية. فمن جهة، يحول هرمون ليفونورجستريل دون نمو بطانة الرحم. أما هرمون غونادوتروبين فهو يشل انتاج الاستروجين الضالع في نمو السرطان.

بعد سنة تقريباً، يتم استخراج اللولب من الرحم. في تلك الأثناء، تتمكن المرأة من محاولة الحمل. وبعد نجاحها في الانجاب، يعمل الجراحون على استئصال الرحم لضمان حماية كاملة للمريضة ضد أي عودة ممكنة لسرطان بطانة الرحم لديها.