شهد المحيط الهادىء، يوم السبت، يوما عصيبا بعد أن ضربت سواحله موجات مدّية. وشكّل التسونامي لغزا عن مدى قوته عندما يضرب السواحل. فكان يوما طويلا مشبوبا بالتوتر والترقب فيما وقف سكان المناطق المهددة ترنو انظارهم صوب المحيط الذي لم ينم عنه شيء ينذر بنياته.
أُطلقت صفارات الانذار في هاواي، مصحوبة بدعوة أكثر من 144 الف شخص للتوجه الى مناطق مرتفعة. وأُعلنت تحذيرات من موجات تسونامي من بنما الى اليابان، ومن اكوادور الى نيوزيلندا. وانخرطت استراليا في اطلاق التحذيرات وحذا القطب الجنوبي حذوها. وفي كاليفورنيا اصدرت السلطات توجيهات الى الناس بالخروج من الماء كي لا تجرفهم التيارات القوية. وشرعت اليابان صباح الأحد في اجلاء المواطنين من المناطق الساحلية. واظهرت التنبؤات وصول الموجات الى الاسكا بعد اكثر من 24 ساعة على الزلزال الهائل الذي ضرب شيلي.
ولكن حتى ليل السبت لم يحدث ما تحسبت له التحذيرات من كوارث. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن منسقة برنامج تسونامي في خدمة الارصاد الوطنية جنيفر رودس قولها ان الخبراء يفضلون ان يكونوا مخطئين في تحذيراتهم من اسوأ الاحتمالات على ان يقللوا من حجم المخاطر. واوضحت رودس ان التنبؤ بموجات التسونامي علم جديد نسبيا quot;ونحن نتعلم الكثير كل مرة يقع فيها حدث كهذا... ولأن علم التسونامي علم غير دقيق فاننا أخطأنا لجهة التحذيرquot;.
بصرف النظر عن دقة التنبؤات او عدمها فإن ما شهدته منطقة المحيط الهادئ كان اختبارا لمنظومة التحذير من التسوماني، التي تستخدم طوافات منتشرة في انحاء المحيط لاكتشاف الموجات المدية. ويفقتر المحيط الهندي الى مثل هذه المنظومة التي كان من الممكن ان تُسهم في تقليل اعداد الضحايا بعد تسونامي 2004 الكارثي.
ولاحظ خبراء ان احداث يوم السبت اظهرت ان موجات التسونامي لا يمكن التنبؤ بها حتى باعتماد القياسات العلمية والتنبؤات والانذارات واجراءات الدفاع المدني. وحتى إذا قيست موجة مدية بدقة في البحر المفتوح فان قوتها يمكن ان تتضاعف في الخلجان والمرافئ غير العميقة.
وقال الاكاديمي اميل اوكال من جامعة نورثويسترن الذي امضى حياته العملية في دراسة موجات التسونامي quot;ان المرافئ مثل الآلات الموسيقية لها درجات وذبذبات محدَّدة. وان للمرفأ تصميما يمكن ان يضخِّم الموجة القادمة لبعض الوقت خلال هذه الفتراتquot;.
وكان اوكال في مختبر في تاهيتي عندما اطلقت أجهزته العملية انذارا يشير الى زلزال ارضي كبير. واظهرت القراءة الاولى زلزالا قوته 8.5 درجة في شيلي. وهو يعرف ما يمكن ان يفعله التسوماني الذي قتل مئات آلاف الاندونيسيين في عام 2004 ونحو 30 الفا في سريلانكا واجتاح المحيط الهندي الى الضفة الأخرى ليقتل 300 شخص على الساحل الافريقي في الصومال.
التعليقات