عمر فالديمارسونمن ريكيافيك: قال مسؤولون يوم الأحد إن بركانا ثار في جنوب أيسلندا مساء السبت ما اضطر مئات السكان الى النزوح من المنطقة وأدى الى تحويل مسار رحلات جوية بعد أن أعلنت السلطات حالة الطوارئ.

وبدأ نهر ايافيالايوكول الجليدي خامس أكبر الانهار الجليدية في الجزيرة ينفث الدخان والحمم قبيل منتصف الليل من عدة فوهات على امتداد صدع يتردد عليه كثير من هواة التخييم.

وأرسلت الشرطة فرق الانقاذ لإجلاء زهاء 500 شخص يعيشون في المنطقة الريفية القريبة من الموقع. ولم ترد تقارير عن اصابات أو خسائر في الممتلكات.

وأقيمت ثلاثة مراكز للرعاية تابعة للصليب الاحمر في قرى مجاورة لمساعدة السكان النازحين.

وقال كيارتان ثوركيلسون قائد الشرطة المحلية quot;جرت عمليات الإجلاء بسلاسةquot; مضيفا أنه لا توجد دلائل على أن البركان يمثل خطرا فوريا على السكان.

وقالت الشرطة إن البركان نفث حمما وتصاعد منه عمود من الدخان الى ارتفاع نحو كيلومتر لكن احتمال حدوث فيضان ضعيف ما لم يتسع نطاق ثورة البركان ويبدأ في اذابة كميات كبيرة من جليد النهر.

وألغيت رحلات جوية من أيسلندا واليها خشية أن تؤثر سحب الرماد في الملاحة الجوية كما حولت رحلات من مدينتي أورلاندو وسياتل الاميركيتين الى بوسطن حتى وقت لاحق يوم الاحد.

وذكرت سلطات الطيران المدني أن السبل تقطعت بزهاء 1300 مسافر في مطارات في أيسلندا وخارجها وأن من المتوقع أن تبدأ كل الرحلات الجوية الاقلاع في وقت لاحق الاحد.

وذكرت الشرطة أن الطريق الرئيس على ساحل أيسلندا الجنوبي أعيد فتحه بعد أن أغلق عدة ساعات بسبب ثورة البركان. كما سمح للمزارعين بالعودة الى ديارهم ليعتنوا بحيواناتهم.

وقال علماء ان المزيد من النشاط البركاني قد يكون وشيكا حيث إن ثلاث ثورات سابقة لنهر ايافيالايوكول أدت الى ثورة بركان ماونت كاتلا القوي الواقع شرقي النهر الجليدي.
وقال عالم الجيوليوجيا بول أينارسون للتلفزيون الرسمي الايسلندي quot; ما نعرفه هو أن ثورة ايافيالايوكول هي في ما يبدو الزناد الذي يقدح ثورة ماونت كاتلا.quot;

وذكر أينارسون أن ثورة ماونت كاتلا ستكون حدثا أكبر وأخطر حيث قد تذيب الحمم الجليد على قمة الجبل الامر الذي سيؤدي الى فيضانات جارفة.

وأضاف أن بركان ماونت كاتلا ينشط مرة كل نصف قرن وكانت اخر مرة ثار فيها عام 1918.

وتقع أيسلندا في منطقة نشاط بركاني في حيد وسط المحيط الاطلسي وتشهد ثورات بركانية كثيرة نسبيا رغم أن معظمها يقع في مناطق قليلة السكان ولا يمثل خطرا يذكر على الافراد أو الممتلكات. وكانت اخر ثورة بركانية في عام 2004.

ويراقب العلماء في أيسلندا نهر ايافيالايوكول الجليدي الخامد منذ عام 1821 لرصد أي مؤشرات لنشاط زلزالي لكنهم قالوا إنه لم يكن هناك مؤشرات تذكر السبت.