اذا كان العراقيين قد اختلفوا على تأييدهم للمرشحين للانتخابات التشريعية المقبلة، الا انهم اتفقوا في ترحيبهم بصور المرشحات التي رفعت في شوارع المدن العراقية، رغم اختلاف الملامح التي ظهرن بها.

بغداد: حين اصبحت شوارع بغداد عالما فسيحا من البوسترات واللافتات، على اختلاف احجامها، وتحولت الامكنة الى صور تتكاثر وتتلون وترتفع على المساحات بمختلف الاشكال، فليس هنالك مجال تنفذ النظرات منه الى اللاشيء، ولا يمكن لاحد ان يتخيل المنظر العام الذي اكتظت به الدعايات الانتخابية الا بالدهشة التي ترتسم ألوانها بالالوان الطبيعية، ومن بين هذه الاكتظاظات التي تنبت كالاشجار ثمة اضواء تلتمع وتستقطب الانظار.

تلك هي صور النساء المرشحات للانتخابات، وما اصبح حديث الشارع البغدادي، ويشرق بابتساماته لها، تلك حقيقة واضحة، فهناك النظر يجتمع في تلك الصور التي باتت تشكل علامة فارقة في الشوارع ، صور النساء الجميلات اللواتي كان لهن مع الناس احاديث صامتة او مسموعة. الكثيرون لا يخفون مشاعرهم عما يشاهدون ومن ثم يعززون ذلك بالمديح ومن ثم بالاشارة الى انهم سيبنتخبون الجمال.

ربما .. يكون الامر في حكم الغريب، ولكنه حقيقة ، فالناس ترسل نظراتها باعجاب الى تلك الوجوه الجميلة التي تتشكل معها ارقام وشعارات مختلفة تتحدث عن الائتلافات ، النظرات .. تحمل علامات دهشة وتساؤلات ، ولا تعود الى مصدرها الا وقد اتخذت رأيا وإعتنقته بأن هذه الوجوه الجميلة مما يسر الناظر وهي مما تستحق ان تنتخب ويكون لها مكانا في مجلس النواب المقبل ، كثيرا ما سمعت تعليقات طريفة حول هذا الموضوع وفيها ذكر لاسماء المرشحات: quot;شنو .. هالجمال اللي يملي الشوارع، والله هاي المرشحة حلوة كلش ، ما شاء الله .. نسواننا يعلقن صورهن وما يخافن ، انا سأنتخب هذه لانها الاجمل ، هناك واحدة جميلة جدا في المكان الفلانيquot;، حيث يتطلع العابرون الى الصور بنظرات مختلفة تتوزع ما بين الدهشة والاعجاب والاستغراب، وتحاكي الصور بشيء من الاستمتاع طبعا ، وربما لا يمكن ان يفتح موضوع يتناول الانتخابات الا وكانت النساء الجميلات من المرشحات جزءا من الاحاديث ، والساحة الافضل للاحاديث كانت سيارات النقل العام التي هي مدارات لاحاديث الشارع اليومية ، وكما قال احد الزملاء الصحافيين فان هذه الصور هي من بركات القائمة المفتوحة التي جعلت النساء لا تخشى من رفع صورهن على عكس الانتخابات السابقة التي اغلقت القائمة المغلقة الباب.

اول ما اثارني الى تلك الحالة هو ذلك الرجل الستيني الذي كان يحدق في صور كبيرة لاحدى المرشحات ، كنت اقف قريبا منه ولفت انتباهي الوقت الذي استغرقه في النظر وحين حاولت ان اشاكسه بقولي : quot;لا بد ان الصورة اعجبتك؟ quot; لم يلتفت الي ّ قال وهو يبتسم : quot;والله صحيح ، اعجبتني الصورة لانها لفتاة جميلةquot; ، ثم راح يردد بيتا من الشعر يقول : quot;فالوجه مثل الصبح مبيض / والشعر مثل الليل مسودquot;.

وأضاف : أنا استغربت في البداية وجود الصورة هذه لانني لم ار من قبل صور نساء جميلات تعلق في الشوارع ، اعرف انها من اجل الانتخابات ، لذلك انا اقول ما شاء الله على بناتنا ، حلوات ومثقفات ، ويرشحن انفسهن للبرلمان ، انا انظر الى هذه الصورة وكنت اقول انها تستحق ان انتخبها لانها ستجعل مجلس النواب اكثر جمالا !! ، وتابع : انا سعيد ان ارى النسوان الحلوات في البرلمان ، اللهم زد وبارك ، وهن احسن من المتجهمات (وضحك..) !!.

الصور .. تعلن انتعاشها وهي تنتشر بشكل كبير اينما شاء لها واضعوها ان ترتفع ، وهو ما جعلني امضي في النظر الى الصور التي تحلق في فضاءات الشوارع العامة والامكنة ، حيث تطل صور العشرات من النساء من بين مئات الصور للرجال ، لكنها الاكثر تميزا ، وان اختلفت الملامح التي ظهرن بها ، وهو ما دعاني الى ان استطلع اراء الذين ألتقيهم وأحاول ان اسألهم او استفزهم لمعرفة ما يضمرون من مشاعر تجاه تلك الصور ، قال لي احمد جبار (طالب جامعي) : حقيقة اثارتني صور النساء الجميلات اللواتي رشحن انفسهن للانتخابات ، وكثيرا ما استوقفتني هذه الصور وانا أهم بالدخول الى الجامعة ، صحيح ان الجامعة مليئة بالجميلات ولكن كظاهرة اجدها غريبة ، وانا افرح حين اجد نسوة (سافرات) في البرلمان مع احترامي للمحجبات وهناك الكثير منهن جميلات ، فالعراق لا يليق به سوى الجمال ، وربما افكر ان انتخب الاجمل بينهن .

كما قال لي زميل اعلامي : انا ارى هذه الصور مبهجة وهي تملأ الشوارع وتزينها ، انها بالفعل زينت الشوارع ومنحتها بهجة وغطت الحواجز الكونكريتية والخراب الذي في الشوارع ، فكان وجودها يضفي رونقا وجمالا ، وحقيقة ان البرلمان الذي فيه نسبة من النساء الجميلات والواعيات سيكون برلمانا في غاية الروعة ، واعتقد ان من الضروري انتخاب مثلهن وان كانت (الكوتا) تعطي بعضهن حضورا داخل البرلمان ، يعني اكثر من (80) امرأة سيكون لهن وجودا ومعناه ان الجمال سيكون حاضرا بالتأكيد خاصة ان العديد من القوائم تضم نساء جميلات حتى اللواتي هن محجبات، فالجمال واضح على ملامحهن وملابسهن الانيقة .

اما ندى علي حسن (موظفة) فقالت : ألا ترى ان الشوارع صارت احلى مع صور النسوة الجميلات ؟ صحيح انني اعتقد ان دور المرأة غير مؤثر داخل البرلمان ولكن يهمني جدا ان تكون حاضرة بجمالها واناقتها وشفافيتها وسحرها لكي تضفي على المكان بهاء ، واضافت : هذه الصور تدل على ان العراق بلد يزخر بالكفاءات النسوية ، ومثلما الرجال يبتهجون بمنظر الصور فنحن النساء نبتهج ايضا ، انا بالتأكيد سأنتخب امرأة تتمتع بالمواصفات التي اراها مهمة.

وقال رجل كان يستقل سيارة النقل العام بعد ان كان الحديث داخل السيارة عن الصور هذه : انا كدت قبل يومين ان اعمل حادثا في منطقة (زيونة) لانني فوجئت بصورة كبيرة لمرشحة ، كانت المرأة جميلة جدا وكنت اراها للمرة الاولى ، ولست انا فقط الذي انبهر بالصورة بل هناك الكثيرون غيرها ، واضاف الرجل وهو يضحك : الله يحفظ لنا القائمة المفتوحة فقد كشفت لنا عن الجمال !!، وانا ارى ان هذه الوجوه تستريح لها النفس حينما نشاهد جلسات البرلمان اكثر من الوجوه الاخرى.

اخيرا اجابني كريم جميل (محامي) : احلى شيء ان المرأة العراقية تحررت من الخوف ، كانت قبل سنوات لا تستطيع الخروج الى الشارع لوحدها ، الان هي تعلق صورها ، وبالتأكيد الجميلات يسترعين انتباه الناس الذين ومن خلال الذين اعرفهم والتقي بهم كانوا يعتبرون هذه ظاهرة مميزة ويشعرون بالفرح والمتعة لرؤيتها ، وانا اتمنى ان تكون كل عضوات البرلمان جميلات لان الجمال سينتصر للخير والمحبة ويهزم الارهاب ايضا .