أعلنت الولايات المتحدة انها تعتزم ان تُلزم جنوب أفريقيا بوعدها بالعمل على مواجهة آثار التغير المناخي بعد اسبوع على ضمان بريتوريا قرضا قيمته 3.75 مليار دولار من البنك الدولي لبناء واحدة من اكبر محطات الكهرباء العاملة بالفحم في العالم.

وقال نائب المبعوث الاميركي الخاص للتغير المناخي جونثان بيرشنغ في افادة امام الكونغرس ان ادارة اوباما ستحمِّل جنوب افريقيا مسؤولية اي زيادة في الانبعاثات الغازية الناجمة عن مشروع المحطة الذي ستنفذه مؤسسة quot;ايسكومquot; الحكومية. واكد بيرشنغ في افادته امام اللجنة الفرعية لشؤون افريقيا في مجلس النواب ان الحكومة الاميركية تعتزم ان تحاسب المسؤولين عما يحدث من انبعاثات غازية سببها هذا النوع من المشاريع.

ولكن بيرشنغ دافع عن قرار الادارة الامتناع الاسبوع الماضي عن التصويت في البنك الدولي على تمويل مشروع بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية تعمل بالفحم في جنوب افريقيا. وكان زعماء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ دعوا الادارة الى عرقلة منح القرض لبناء المحطة فيما انتقدت وزارة المالية المشروع بشدة. وقال بيرشنغ ان الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت ولم تعارض اتفاقية القرض مع جنوب افريقيا لأن هناك حاجة واضحة الى التنمية في القارة الأفريقية.

وكانت جنوب افريقيا اعلنت في الفترة التي سبقت قمة كوبنهاغن انها ستعمل على خفض الانبعاثات الغازية بنسبة 34 في المئة بحلول عام 2020 وبنسبة 42 في المئة بحلول عام 2025. ويقول خبراء بيئيون ان بناء المحطة الجديدة التي تعمل بالفحم سيهدد تحقيق الهدفين معا.

وقالت صحيفة الغارديان في تقرير اليوم الجمعة ان تصريحات بيرشنغ حول تحميل جنوب افريقيا مسؤولية اي انبعاثات غازية سببها المحطة الجديدة يتماشى مع سياسة الادارة الاميركية في نقل جزء من عبء التعامل مع آثار التغير المناخي من البلدان الصناعية التي كانت تاريخيا مسؤولة عن القسم العظم من الانبعاثات الى البلدان ذات الاقتصادات الناشئة مثل جنوب افريقيا والهند والصين والبرازيل.

وترى ادارة اوباما ان تقاسم الأعباء يسري ايضا على المساعدات المناخية. وان البلدان التي تعارض اتفاق كوبنهاغن أو ترفضه لن تكون مؤهلة لتلقي شيء من العشرة مليارات دولار التي وافقت البلدان الغنية على رصدها سنويا لمساعدة البلدان الفقيرة على التكيف من التغير المناخي.

واشار التقرير الى حجب مثل هذه المساعدات عن اكوادور وبوليفيا كما رشح الاسبوع الماضي. وقال بيرشنغ في تصريح لصحيفة الغارديان ان بلدانا أخرى يمكن ان تُعاقب إذا سجلت معارضة قوية للاتفاق. ونقلت الصحيفة عن المسؤول الاميركي: quot;نحن لا نقول إذا لم تسلِّموا بالاتفاق لن تحصلوا على تمويل. ما نقوله هو انكم إذا عارضتم الاتفاق أو رفضتموه بنشاطquot; لن تحصلوا على مثل هذا التمويل.

وكان مجلس النواب أُبلغ في وقت سابق ان الادارة تأمل بزيادة مساعداتها المناخية للبلدان الفقيرة والجزر الصغيرة الأشد تضررا بآثار الاحتباس الحراري. وستتلقى افريقيا نصيبا متزايدا من هذه المساعدات. وقال بيرشنغ في افادته المكتوبة ان ادارة اوباما تطلب موافقة الكونغرس على رصد مساعدات قيمتها 1.4 مليار دولار لعام 2011 ، تذهب 30 في المئة منها للبلدان الأفريقية. وقال ايضا ان الادارة تولي اهتماما أكبر بمشاريع أخرى مرشحة للدعم ، لا سيما ما يتعلق منها بتخفيف شحة الماء.