فتح علماء الباب لأول دليل اختباري عن لغز قديم ظل يحيط بأصل الماء على سطح الأرض

لندن: وجد العلماء أدلة جديدة تشير إلى أن الماء وصل إلى الأرض عن طريق سقوط كويكب فوقها خلال السنوات المبكرة من عمر مجموعة النظام الشمسي. وجاء هذا الدليل بعد اكتشاف فريقين علميين كانا يعملان بشكل مستقل عن بعضهما الآخر الكويكب quot;المبللquot; مما يفتح الباب لأول دليل اختباري عن لغز قديم ظل يحيط بأصل الماء على سطح الأرض.ويرى العلماء أن الأرض تشكلت أولا عاقرا. وخلال فترة تعرضها لقصف مكثف بالشهب والكويكبات الذي وقع قبل فترة زمنية تتراوح ما بين 4.1 و3.8 مليار سنة فإن من الممكن أن تكون هذه الأجسام قد جلبها معها المياه.

وظل هناك اعتقاد سائد أن هذه الكويكبات التي سقطت على الأرض آنذاك قد جفت الآن.

لكن رصدا جديدا قام بها الفريقان العلميان باستخدام تلسكوبات تحت الحمراء في جامعتي جونز هوبكينز في ماريلاند وسنترال فلوريدا أظهر أن quot;24 ثرميسquot; الذي يعد واحدا من أكبر الكويكبات التي تطوق مجموعة النظام الشمسي مغطاة بطبقات من الثلج.ويأمل العلماء أن يقوموا بمهمة إلى ذلك الكويكب لجمع عينات من الثلج على سطحه ومقارنتها بتركيبة الماء على سطح الأرض.وبإجراء اختبارات على التركيب المضبوط للماء ومقارنته بما هو موجود على سطح الأرض يأمل العلماء الآن أن يتمكنوا من تحديد كمية الماء التي تم استيرادها بواسطة الكويكبات التي ظلت تضرب الأرض لفترة طويلة بعد تشكلها.

وقارن عالم الفلك هنري هسيه من جامعة كوين ببلفاست اكتشاف المياه الجليدية الموجودة على سطح الكويكبات بـ quot;متحجرات الأحياءquot; تلك البقايا التي جعلتنا نتعرف على أنواع الكائنات الحية في المراحل المبكرة من حياة النظام الشمسي والذي اعتبر قبل اكتشافها بأنها قد اختفت منذ فترة طويلة. وأضاف هسيه لمراسل صحيفة تايمز اللندنية: quot;نحن لا نستطيع تفسير حتى سبب وجود الماء هنا. فلماذا نهتم بالماء الجليدي على الحزام الكويكبي؟ حسنا، لعلنا نشربه اليومquot;. ويبلغ عرض الكوكيب quot;24 ثرميسquot; 198 كيلومترا ويقع في الشريط العريض للكويكبات ما بين كوكبي المريخ والمشتري. وجاء اكتشاف الماء الجليدي على سطح هذا الكويكب من خلال دراسة طيف الضوء المنعكس من الكويكب حيث مكن الباحثون على تحديد أنه مغطى بطبقات من الثلج والغبار.

ومن خلال ثبوت طيف الماء أثناء دوران الكويكب استنتج العلماء أن الثلج منتشر على امتداد سطحه.واقترح العلماء أن سطح الكويكب الخارجي ظل مغطى بطبقة من الصقيع بينما ظل باطنه يتبخر ويصعد إلى السطح.

وكانت الأرض قد تشكلت قبل ما يقرب من 4.6 مليار سنة من خلال تراكم الصخور والكويكبات والأنقاض المتبقية من مجموعة النظام الشمس في أطوارها الأولى. وبعد أن تشكلت قشرة الأرض بفترة قصيرة قذف جزء من الغلاف إلى الفضاء ليشكل القمر. وبين ما يقرب من 4.1 و3.8 مليار سنة ظلت الأرض تتعرض لضربات مكثفة للكويكبات والمذنبات والكواكب البدئية الشبيهة بـ quot;24 ثرميسquot; ومعها جلبت الجليد الذي تبخر نتيجة للتصادم وتدريجيا راح بخار الماء يتنامى حول الأرض. ومع برود كوكب الأرض تشكلت الغيوم التي آلت أخيرا إلى تشكل المطر والمحيطات قبل ما يقرب من 4.2 مليار سنة. وتحتل محيطات الأرض اليوم ما يقرب من 70% من سطح الأرض.