خبراء قلقون من الابحاث الرامية الى تعديل الطحالب وراثيا لدورها الحيوي في انتاج الأوكسيجين.

تعمل عشرات الشركات والمختبرات الجامعية في الولايات المتحدة على تطوير طحالب ذات قدرة عالية على تحويل ضوء الشمس وثاني اوكسيد الكاربون الى مركبات عضوية وزيوت يمكن ارسالها الى المصافي ومعامل التكرير لتحويلها الى وقود ديزل أو بنزين طائرات. وتشترك هذه الابحاث في هدف واحد هو تحويل الطحالب الى مصدر طاقة خضراء بالمعنى الحرفي للكلمة.

تُستخدم في العديد من هذه الابحاث تقنيات الهندسة الوراثية أو غيرها من الطرق البيولوجية مثل التحويلات الوراثية المحفَّزة كيمياويا لتحسين وظائف الطحالب. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ماثيو بوزيفيتز مساعد استاذ الكيمياء في كلية التعدين بولاية كولورادو قوله ان هناك اكثر من 100 مشروع اكاديمي لاستخدام الهندسة الوراثية بهدف انتاج وقود حياتي من الطحالب مؤكدا وجود اهتمام عالمي بهذه الابحاث.

ويقول خبراء ان مبعث هذا الاهتمام هو ان سلالات الطحالب التي يمكن تطويرها وراثيا قادرة على انتاج وقود يزيد عشر مرات على ما يتحقق من استخدام الذرة لانتاج الاثينول أو فول الصويا لانتاج الديزل الحياتي. يضاف الى ذلك ان الطحالب يمكن ان تُزرع في ارض قاحلة وماء مالح بحيث لا يتنافس انتاج الوقود منها مع زراعة المحاصيل الغذائية. كما تتسم الطحالب بنهمها في استهلاك ثاني اوكسيد الكاربون وتستطيع بذلك ان تساهم في الحد من مسؤولية هذه الغاز عن ارتفاع حرارة الأرض والاحتباس الحراري.

ولكن خبراء اعربوا عن قلقهم من الابحاث الرامية الى تعديل الطحالب وراثيا بسبب الدور الحيوي الذي تقوم به الطحالب في البيئة. فان هذه العضويات ذات الخلية الواحدة تنتج الكثير من الاوكسجين على الأرض من خلال عمليات التركيب الضوئي وتشكل قاعدة السلسلة الغذائية البحرية. ويشير الخبراء الى شهادة العالم البيئي اليسون سنو من جامعة ولاية اوهايو امام لجنة الاخلاق الحياتية التي شكلها الرئيس باراك اوباما حين قال ان سيناريو اسوأ الاحتمالات يتمثل في ان الطحالب المعدلة وراثيا لانتاج الوقود يمكن ان تتسرب الى البيئة وتحل محل انواع اخرى وتنمو نموا مفرطا يحرم الماء من الاوكسجين فتقتل ما فيه من اسماك. في ضوء هذه المحاذير اكد نائب مساعد مدير قسم الطاقة المتجددة في وزارة الطاقة الاميركية ستيفن تشوك ان اي مشروع يمول من الحكومة الفيدرالية لتطوير طحالب يمكن ان تُستخدم مصدرا للطاقة النظيفة يتعين ان يخضع للتقييم والتمحيص من وجهة النظر البيئية. ولكنه اضاف ان المخاطر ستُدرس في كل حالة على انفراد ولا يستهدف الطحالب المعدلة وراثيا بصورة عامة.