تسعى الحكومة لمعالجة الخلل البيئي اللاحق بمناطقها الزراعية التي فقدت العناصر العضوية المهمة فيها.

تبذل الصين مساعٍ حثيثة لمعالجة الخلل البيئي اللاحق بمناطقها الزراعية لاسيما وانها تعد من إحدى أكبر الدول الصناعية في العالم المسببة للتلوث البيئي، حيث ادى اهمال القطاع الزراعي على حساب النمو المتزايد لقطاع المصانع في الدولة إلى تراجع نسبة المحاصيل الزراعية، فقد تعرضت التربة السوداء لسلسلة من المشكلات بفقدانها العناصر العضوية المهمة بسبب الاستغلال غير المدروس لها. فيما تسعى الحكومة الى سلسلة من الإجراءات الفعالة لترويض التربة المتآكلة مثل تحويل الحقول السفحية إلى مدرجات وزراعة أحزمة من الأشجار حول الحقول الزراعية، إضافة إلى زراعة الأعشاب حتى يتم استعادة الغطاء النباتي على الأراضي القاحلة في المناطق النائية من حيث الكثافة السكانية، ومن جهة أخرى، شجعت الحكومة على حظر جميع النشاطات البشرية الضارة في بعض المناطق لضمان عمليات الاسترداد الايكولوجية فيها.

وقد اشار تقرير نُشر اليوم في وكالة انباء الصينية الى ان مستوى المواد العضوية المفيدة للزراعة في التربة قد انخفض من 12بالمائة إلى أقل من 2 بالمائة علاوة على ازدياد نسبة التلوث والسمية فيها، حيث من المتوقع أن ينخفض حجم إنتاج الحبوب في الصين بنسبة حوالي 40 بالمائة عقب 50 عاما قياسا إلى المستوى الحالي، إذا لم تعجل الحكومات الصينية على مختلف المستويات من خطواتها لمعالجة مشكلة تآكل التربة السوداء، وحتى الفقدان التام لهذه الموارد الزراعية القيمة.

من جهة اخرى فقد شرعت الصين في تنفيذ مشاريع معالجة تأكل التربة السوداء في 30 محافظة بمقاطعتي هيلونغجيانغ وجيلين، لضمان محافظة التربة على خصوبتها، ومواصلة لعب دورها الهام في إنتاج الحبوب في الصين. وقد صرح مسؤول من الحكومة المحلية لوسائل الاعلام الى إن المشاريع التي بدأت في عام 2008 ستستكمل في العام الحالي، وعلى سبيل المثال، استثمرت مقاطعة هيلونغجيانغ 250 مليون يوان ( حوالي 36.7 مليون دولار أمريكي) في مشاريع من هذا النوع، وتم ترويض الأراضي الزراعية التي تبلغ مساحتها 2.2 مليون مو ( 146. ألف هكتار ).

الجدير بالذكر أن التربة السوداء الخصبة في شمال شرقي الصين تعد من أحسن أنواع التربة الزراعية في العالم، وأن الصين تتمتع بوجود إحدى مناطق التربة السوداء الثلاث في العالم، والمساحة الإجمالية لمنطقة التربة السوداء الصينية تبلغ 35.23 مليون هكتار ممتدة من مقاطعات هيلونغجيانغ وجيلين ولياونينغ بشمال شرقي الصين حتى منطقة منغوليا الداخلية بشمال الصين.

ويشكل حجم إنتاج الحبوب السنوي في هذه المنطقة للتربة السوداء حوالي 30 بالمائة من إجمالي الحبوب المتداولة في أسواق الصين، وتلعب هذه المنطقة دورا محوريا من حيث الحفاظ على استقرار أسواق الحبوب الصينية.