قال خبير إعادة تدوير المخلفات في مصر إن المخلفات عبارة عن ثروة يجب الحفاظ عليها واستغلالها في إعادة التصنيع.

فتحي الشيخ من القاهرة: قال الدكتور بهجت محمود أستاذ تدوير المخلفات في معهد البحوث الزراعية في مصر، والذي تحدث عن أن المخلفات عبارة عن ثروة مهملة يجب الحفاظ عليها وتحدث عن إمكانية استغلال هذه المخلفات في تصنيع الأعلاف التي تعاني دولة مثل مصر عجزا في انتاجه وكذلك استغلال المخلفات في إنتاج الطاقة بطرق مختلفة، وعن حجم الاستثمارات في تدوير المخلفات في العالم العربي مقارنة بدول العالم.
وكانت دراسة اقتصادية قدرت حجم خسائر الدول العربية نتيجة عدم تدوير المخلفات ب5 مليارات دولار سنويا.

في بعض الدول العربية ومنها مصر تمثل المخلفات عبئا في التخلص منها كيف ترى ذلك؟
المخلفات يجب التعامل معها على اعتبار انها ثروة قومية، المشكلة اننا لا نعرف كيف نستفيد منها،ولا نحسن التعامل معها، نحن من الممكن مثلا ان نستغل المخلفات الزراعية ونفايات التصنيع الزراعي في إنتاج الاعلاف ذات القيمة الاقتصادية العالية والاستفادة منها في تغذية الحيوان وذلك لانخفاض محتواها من البروتين وارتفاع محتواها من السليوز،كذلك يمكن الاستفادة من المخلفات الرزاعية والحيوانية في إنتاج الطاقة وذلك عن طريق وحدات البيوجاز التي أثبتت الدراسات جدواها الاقتصادية عند استخدامها في المزارع لإنتاج الكهرباء،ايضا يمكن استخدام المخلفات الزراعية في إنتاج الاسمدة،وكذلك باقي أنواع المخلفات الاخرى يمكن تدويرها محققة الوفر الاقتصادي فمثلا انتاج طن من الورق يوفر 2ونصف طن من الاخشاب.

لماذا في مصر عجز في إنتاج الاعلاف يقدر بحوالى 3.5 ملايين طن سنويا في الوقت نفسه هناك مشكلة في التخلص من المخلفات الزراعية في مصر التي يمكن إنتاج العلف منها؟
اولا مشكلة إنتاج الأعلاف في مصر جاءت من اتجاه الفلاحين لزراعة المحاصيل الاقتصادية وليس من بينها المحاصيل العلفية التي تتغذى عليها الحيوانات بالطبع، هذا مع وجود مخلفات زراعية في مصر تصل إلى 23 مليون طن سنويا، ويرجع العجز في وجود اعلاف مع هذه الكمية من المخلفات إلى ان عدم تشجيع الدولة لهذا الاتجاه لفترة طويلة من الزمن ثم عندما بدأ التفكير في استغلالها كانت المشكلة في احتواء هذه المخلفات على مواد منخفضة المحتوى من الطاقة،وكذلك انخفاض محتواها من الكربوهيدرات المتاحة مثل السكريات والنشا، ايضا كونها تشغل حيزا كبيرا ما يرفع تكلفة نقلها وتداولها ولكن هذه المشاكل تم التغلب عليها في السنوات الأخيرة.

كيف تم التغلب على هذه المشاكل؟
هناك عدة طرق أحدها طريقة يستعملها الان كثير من الفلاحين في قرى مصر وهي جمع المخلفات وهي خضراء مع نسبة من البرسيم الاخضر ودفنها في الارض بطريقة معينة( مضغوطة وبمعزل عن الهواء ) لمدة تتراوح بين شهر وشهرين ثم تستخدم كعلف بعد ذلك يحتوي على قيمة غذائية مرتفعة وتسمي هذه الطريقة الكمر في ريف مصر، كذلك يتم استخدام المخلفات الزراعية بعد جفافها كتربة لزراعة بادرات الشعير والذي يستخدم كعلف في التربة التي زرع فيها بعد ان زادت قيمتها الغذائية بواسطة الشعير،ايضا هناك طريق بتقطيع المخلفات واضافة اليوريا او الامونيا اليها و تخلط بعد ذلك مع الاعلاف بنسبة معينة.

تحدثت عن إمكانية استخدام المخلفات الزراعية في استخراج الطاقة كيف يمكن ان يتم ذلك؟
تم ذلك عن طريق ما يعرف بوحدة البيوجاز و قد تبنت وزارة البيئة المصرية ووزارة الزراعة هذا المشروع وجرب فيه قش الارز والذي تصل كميته سنويا إلى 6.3 ملايين طن كان يتم حرقها مخلفين ما يعرف بالسحابة السوداء، حيث يتم وضع المخلفات الزراعية مع الحيوانية بمعزل عن الهواء مع انواع معينة من البكتريا لتنتج غاز الميثان بجانب سماد عضوي وعلف حيواني وتجري تجارب لاستخدام حطب القطن ومصاصة القصب، كذلك يمكن واعتقد ان اعلان الحكومة المصرية الاخير عن وجود مشروع كبير جديد لانتاج الطاقة المتجددة اعتمادا على المخلفات الزراعية يصب في الاتجاه نفسه، وهناك كذلك إمكانية لتحويل قش الارز لإنتاج الغاز الحراري ويتم ذلك عن طريقة بأجهزة صينية الصنع.

لماذا يتم التركيز على المخلفات الزراعية؟ وإلى أي مدى تم استغلالها؟
يتم التركيز على تدوير المخلفات الزراعية لان حجمها كبير حيث تبلغ المخلفات الزراعية 196.5 مليون طن سنويا على مستوى الدول العربية، وتبلغ في مصر 35 مليون طن سنويا،و ويمثل قش الأرز والقمح مصاصة القصب وحطب الذرة والقطن النسبة الأكبر في هذه المخلفات،وهذه المخلفات يتم التخلص منها عادة بطريقة ضارة بالبيئة،وبالنسبة إلى استغلالها لم تنظر الدول العربية لاعادة التدوير نظرة جدية ولا تجيد التعامل معها،وليس هناك استثمارات كبيرة في تدوير المخلفات في اي دولة عربية، حيث يقدر حجم الاستثمارات في الدول العربية في اعادة تدوير كل انواع المخلفات ب20 مليون دولار فقط في حين انه يمثل 28% من الاستثمار الصناعي في الولايات المتحدة و 35% في دولة مثل المانيا.

هل هذه فقط هي اوجه الاستفادة من المخلفات الزراعية؟
اوجه الاستفادة من المخلفات الزراعية كثيرة،ومن أهمها إنتاج سماد عضوي مصنع من المخلفات الزراعية ولذلك هناك اكثر من طريقة يتم بها وتعتمد هذه الطرق على التخمير ويمتاز هذا النوع من السماد بانه سهل التحلل في التربة وانه عن طريقه يتم التخلص من المخلفات الزراعية، كذلك فإنه يخلو من الحشائش ومن مسببات الأمراض للنبات، ايضا هناك اوجه اخرى للاستفادة من المخلفات الزراعية باستخدامها كتربة لزراعة عيش الغراب والخضروات،كذلك يمكن استخدام المخلفات في إنتاج الاخشاب وهناك تجارب نجحت في استعمال قش الارز في إنتاج الطوب.

وماذا عن باقي أنواع المخلفات وهل هناك طرق للاستفادة منها؟
نحن قلنا منذ البداية ان المخلفات يمكن ان تكون ثروة قومية لو أحسن استغلالها،تقريبا كل انواع المخلفات يمكن اعادة تدويرها بما فيها مخلفات المستشفيات والعيادات التي تتم معالجتها والتخلص بالحرق تحت ظروف معينة ويمكن استغلال الطاقة المتولدة من الحرق في عمليات صناعية، في ما عدا ذلك يمكن الاستفادة من كافة انواع المخلفات، حتى ان مخلفات هدم المباني يمكن استخدامها في تصنيع انواع من الطوب.