كما هي العادة دائماً، تتيح الملابس الجميلة التي يقدمها هذا العام كبار مصممو الأزياء في اليابان بديلاً أنيقاً للطلّة التي تفضلها بشكل كبير الأجيال الشابة. ومع أن المصممين ،ري كاواكوبو ويوهجي ياماموتو وإيسي مياكي، لا يميلون لأن يتم تصنيفهم بصورة تامة على أنهم من أنصار quot;المعسكر اليابانيquot;، إلا أن لكل منهم بصمته الخاصة.
فحين ظهر اليابانيون للمرة الأولى على المشهد العالمي للموضة في مطلع ثمانينات القرن الماضي، لم يكن المحنكون في هذا المجال قد سبق لهم أن رؤوا أي شيء مماثل لستراتهم الطويلة المشابهة للصناديق، وحواف الثياب الممزقة، والأقمشة البالية.
وظهرت حينها مخاوف من أن يتسبب اليابانيون في إحداث كارثة بعالم الموضة، وبعد مرور عام تقريباً على تلك المناظرة التي أثيرت بهذا الشأن، لم تحظى أعمال المصممين اليابانيين الضخمة وغير المتناظرة بإعجاب عشاق الموضة والمتخصصين فيها على حد سواء، بعد أن تم تشبيهها بالملابس التي يرتديها الناس في الشوارع.
بيد أنها ظلت موجودة بصورة ما، ودخلت عليها بعض التحديثات، حيث بدأت تُصمَّم الحواف إلى أعلى وإلى أسفل، والبناطيل إلى الداخل وإلى الخارج، وبدأت تتسم قطع الترتر ومجموعة الألوان التي يستعان بها بالبذاءة، ثم اتسمت بالأناقة، وبعدها عادت لتتسم بالبذاءة، في حين كان يقوم كل مصمم بأربع عروض في السنة ( عرضان للملابس الرجالية وعرضان للملابس النسائية ). وظلوا يستكشفون 101 طريقة بخصوص الصورة الأحادية اللون، ودفعوا بإبتكارات الأقمشة إلى أبعاد جديدة، وأتوا ببعض من أغرب الأشكال التي تم عرضها، ليس فقط من منصات العرض الباريسية، وإنما أيضاً لبيعها في المتاجر والمحلات المنتشرة حول العالم.

وعلى مدار أعوام، ظل المصممون اليابانيون جميعهم يتوددون إلى نوع معين من العملاء؛ وهم هؤلاء الناس المولعين بعالم الفن وهؤلاء الذين يريدون أن يظهروا كما لو كانوا في مهن متطفلة على الفن. والآن، ورغم ذلك، فالمصممون اليابانيون يروقون لأي شخص يرغب في الاستجابة للحالة المزاجية الجديدة. فما يقدمه اليابانيون لمديري الفنون ،المصورين ،أصحاب المطاعم ،المخرجين ،الممثلين والممثلات عبارة عن تفسير أكثر تنظيماً وأكثر أناقةً وأكثر تصحيحاً للأنماط التي يفضلها الشباب.
فزبائن ،إيسي مياكي، على سبيل المثال غالباً ما يكونون أكثر توهجاً من زبائن باقي مصممي الأزياء اليابانيين. ويقول في هذا الشأن محبو مياكي إنهم يحبون الطريقة التي لا تُقيَّد فيها الملابس بجسم الإنسان. واللافت أيضاً في كل الأشياء تقريباً التي يفعلها المصممون اليابانيون هو أنهم ينتجون الملابس التي لا تنسجم تماماً مع ملابس الغرب الكاشفة، والتي لا تتماشى بأي حال من الأحوال مع عرف إخفاء مفاتن الجسد.
كما يحرصون على تقديم منتجاتهم بأسعار معقولة، بعيدة كل البعد عن الأسعار الباهظة. وعلى عكس ما هو حاصل في بقية دول العالم، حيث تستحوذ الملابس اليابانية على إهتمام كثيرين، يختلف الوضع في اليابان، حيث يهتم العملاء، وبخاصة من النساء، أن يرتدوا ملابس المشاة التي تتسم بالنمط الغربي. وتقول هناك السيدات المتزوجات المحتشمات في ثيابهن :quot; قبل الزواج، كنت أرتدي ملابس من تصميم إيسي مياكيquot;، كدليل على أنهن كُنَّ متشددات من قبل. أما المولعون الحاليون بمصممي الأزياء اليابانيين فيفكرون بطريقة مختلفة، حيث لا مانع لديهم على الإطلاق من الإستعانة بمنتجات من تصميم أرماني، إن وجدوها مناسبة لهم.