بين الحين والآخر، ينجح أحد مصممي الأزياء في فرض هيمنته على الساحة، وتصبح منتجاته هي الأبرز على صعيد صيحات الموضة، ثم يظهر بعدها مصمم آخر بأفكار جديدة تثير إعجاب متتبعي الموضة، وهكذا يتواصل مسلسل الإبداع دون انقطاع.
ويبدو أن الفترة الحالية هي فترة المصممة الاسكتلندية، دونا ويلسون، التي تبلغ من العمر 33 عاماً، والتي نجحت بفضل ذكائها ومجهودها في الانتشار والتواجد بكل مكان. فوسائدها المحبوكة المصممة على أشكال حيوانات هي الأكثر مبيعاً في محلات جون لويس وهيلز، كما تحظى الأرائك والكراسي المنقوشة الخاصة بها بحالة من الرواج، وتحظى المخلوقات الرائعة التي تحنطها بأهمية خاصة في اليابان بعد السوشي.
هذا ويتم بيع المنتجات التي تقدمها ويلسون في 25 دولة حول العالم. وإلى جانب قصص نجاحاتها الأخرى، يعود الفضل في ما وصلت إليه الآن بصورة جزئية إلى الحظ والموهبة والتوقيت. فويلسون نشأت في مزرعة بالريف الاسكتلندي، وتعرفت على الحرف اليدوية الساذجة وجميع أنماط الشمال والأنسجة المريحة. ويبدو أن جميع منتجاتها بدءً من البطاطين، السيراميك، الأوشحة، القفازات ،القبعات والسجاجيد تعتبر منتجات مريحة ودافئة ومثيرة للحنين إلى الوطن. هذا وتنتج ويلسون معظم أعمالها في ورشة مزدحمة بشرق لندن، ويعمل معها طاقمي عمل بنظام الدوام الكامل، وتتم حياكة جميع منتجاتها الصغيرة مثل لعب الأطفال والأوشحة على ماكينات، وتعّرف عن نفسها بقولها quot; أنا بطيئة في عمليات الحياكة اليدويةquot;.
بينما تُحاك المنتجات الأكبر كالبطاطين والوسائد في مشروع عائلي صغير بمنطقة غالاشيلز على الحدود الاسكتلندية. وقد درست ويلسون في الكلية الملكية للفنون، وعلمت أنها بحاجة لأن تبدأ المشروع التجاري الخاص بها. وأثناء دراستها، قامت بعرض منتجاتها على المسؤولين في متجر التصميمات quot;Couverturequot; الذي يقع في غرب لندن، واشتروا منها ست قطع في الحال. وبعدها، بدؤوا يطلبون منها الحصول على 20 قطعة شهرياً. وتتذكر ويلسون بقولها quot; القطعة الواحدة كانت تقدر بـ 20 إسترليني، وكان يدفعون لي الأجرة من خلال الكلية، حتى تخرجت عام 2003quot;.
ثم كانت انطلاقتها الكبرى في اليابان، حيث شاركت في عرض خاص بالتصميمات هناك بعد التخرج، ومع مرور الوقت، بات هناك إقبالاً كبيراً على الأوشحة التي تقوم بتصميمها على شكل حيوانات وكذلك المخلوقات التي تقوم بحياكتها، وبخاصة غريبة الشكل منها. ثم أتيحت لها فرصة الانطلاق في الهاي ستريت قبل عامين، حين طلب منها مسؤولو متجر هيلز تصميمات وسائد. وبعدها، اتصل بها مسؤولو متجر جون لويس. وقالت هنا ويلسون :quot; لم أتصور مطلقاً أن تباع أعمالي هناك. لما ؟ فالسوق هناك ضخمة للغاية، وكنت أفترض دائماً أن أعمالي لن تُعرَض إلا في محلات التصميمات التجارية الصغيرةquot;. وتابعت في نفس السياق بقولها :quot; كنت قلقة من الركود، لكن ذلك لكوننا شركة صغيرة. كنا دائماً واسعي الحيلة، ولحسن الحظ أن موجة الركود هذه لم تؤثر علينا، فنحن مازلنا ننمو، والأمور تسير حقاً بشكل جيدquot;.
وأضافت quot; ليس في نطاق اهتماماتي أن أطوِّر ماركة. فأنا فقط معجبة بمصممات من أمثال أورلا كيلي، لكني أحب أن أكون أكثر تخصصاً على نحو أقل. وأحب أن أعمل بيدي على الدوام، لأن ذلك جزء من وظيفتي وأستمتع به كثيراً. ومازالت أشعر بمزيد من الراحة مع الإبرة والخيط على عكس ما أشعر به عن استخدام الآلة الحاسبةquot;.