باريس : أكثر من مئة دولة لم تبدأ بعد في تطعيم سكانها ضد فيروس كورونا السمتجد لأسباب متعددة منها الفقر وعدم التنظيم والاعتماد بشكل كبير على آلية "كوفاكس" لمنظمة الصحة العالمية والحذر... في ما يأتي خمس حالات لها رمزية.
أبرمت اليابان التي كانت بمنأى نسبيا عن الوباء مع تسجيلها أقل من 6 آلاف وفاة فيما عدد سكانها 126 مليون نسمة، اتفاقات مع مختبرات فايزر وموديرنا وأسترازينيكا لاستيراد لقاحات تكفي جميع سكانها.
لكن رغم التحدي الوطني الذي يتمثل في تنظيم الألعاب الأولمبية في يوليو والتي تم تأجيلها أصلا لمدة عام بسبب كوفيد-19، اختارت البلاد أن تمنح نفسها المزيد من الوقت قبل إطلاق حملة التطعيم.
وتتحدث وسائل إعلام عن إطلاق هذه الحملة في مايو، بعد أكثر من خمسة أشهر من معظم البلدان المتقدمة الأخرى. لم يحصل أي لقاح بعد على الضوء الأخضر من السلطات التي ترغب في إخضاع اللقاحات لفحوص سريرية معززة.
والتفسير: تعد اليابان واحدة من أكثر الدول المشككة في اللقاحات وترغب الحكومة في حماية نفسها من الدعاوى القضائية الجماعية المحتملة. فقد ارتفعت هذه الدعاوى منذ السبعينات ما أدى إلى سحب العديد من اللقاحات. فمن الممكن تحميل السلطات المسؤولية عن أي آثار جانبية.
وفي محاولة ليكون مثالا يحتذى به، أعلن رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا أنه سيكون من بين أول من يتم تطعيمهم. وبعد ذلك، سيقدم اللقاح لنحو 10 آلاف عامل صحي ثم ل50 مليون شخص يبلغون أكثر من 65 عاما.
بسبب أزمتين اجتماعية واقتصادية اسفرتا عن اشتباكات منتظمة بين متظاهرين والقوات الأمنية، على لبنان الاعتماد بشكل أساسي على آلية كوفاكس التابعة لمنظمة الصحة العالمية للحصول على اللقاحات، مثل 92 بلدا آخر. وهو يعتمد كذلك على تمويل من البنك الدولي.
ومن المتوقع وصول اللقاحات الأولى من شركة فايزر الأميركية بحلول منتصف فبراير في هذا البلد المتضرر بشدة جراء الوباء والذي يخضع سكانه البالغ عددهم ستة ملايين نسمة لتدابير إغلاق صارمة للغاية.
وتم إطلاق منصة للتسجيل المسبق للتطعيم في نهايةيناير وجمعت أكثر من 100 ألف طلب في أقل من 24 ساعة. ستكون الأولوية للعاملين في المجال الطبي والبالغين أكثر من 75 عاما.
وأكدت وزارة الصحة أنها تريد تلقيح 80 في المئة من السكان بحلول نهاية العام، وهو هدف اعتبرته منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية والمسؤولون الطبيون غير واقعي.
جنوب إفريقيا تهدف إلى تلقيح ثلثي السكان مع نهاية العام
تعتمد جنوب إفريقيا الدولة الإفريقية الأكثر تضررا بالفيروس مع تسجيلها أكثر من 44 ألف وفاة، مثل معظم دول القارة السمراء، في إمدادات اللقاح على آلية كوفاكس جزئيا وكذلك على الاتحاد الإفريقي.
ومع ذلك، فقد طلبت البلاد بشكل مباشر 1,5 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا المنتج في الهند والتي تأمل أن تبدأ به حملة التطعيم في منتصف فبراير.
وتلقت البلاد أول شحنة من اللقاحات الاثنين، وفقا لصور بثها التلفزيون العام "سابك". وبعد انتقاد السلطات لبطئها في حملات التطعيم، أعلنت الحكومة في نهاية يناير أنها حجزت 20 مليون جرعة من لقاح فايزر، وهو ما يزيد العدد الإجمالي للجرعات المطلوبة إلى 40 مليونا.
وتهدف الدولة التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة إلى تلقيح ثلثي السكان بحلول نهاية العام، وهو ما اعتبرته لجنة الأطباء غير قابل للتحقيق.
لن تبدأ كولومبيا، وهي ثالث أكثر دولة تضررا في أميركا اللاتينية بعد البرازيل والمكسيك بالوباء مع وفاة 53 ألف شخص، حملة التطعيم قبل 20 فبراير.
ونددت المعارضة والسلطات الطبية بشدة بـ"تأخر" و"عدم شفافية" حملة التطعيم في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 50 مليون نسمة.
وأكد الرئيس إيفان دوكي في نهاية يناير أنه سيتم تطعيم مليون شخص بنهاية مارس. وحتى الآن، طلبت أكثر من 60 مليون جرعة من مختبرات رئيسية وعبر آلية كوفاكس، وفقا لبوغوتا.
جمهورية صرب البوسنة بانتظار اللقاح الروسي
لم تبدأ البوسنة بعد حملة التطعيم رغم أنها تملك واحدا من أعلى معدلات الوفيات في العالم مع 4650 وفاة لـ3,5 ملايين شخص.
وزعم الرئيس الصربي البوسني الذي يشغل الرئاسة الدولية للبوسنة ميلوراد دوديتش الذي تعرض لانتقادات شديدة أنه والقادة الآخرين "خدعوا بمسألة التوريد عبر آلية كوفاكس" التي طلبت من خلالها البلاد 1,2 مليون جرعة، لا يتوقع أن تصل قبل الربيع.
وتأمل جمهورية صرب البوسنة أن تكون قادرة على بدء الحملة "في الأيام القليلة المقبلة" بحوالي 100 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك-في" الذي طلبته مباشرة من روسيا.
وقالت الحكومة الفدرالية التي تتوقع أيضا الحصول على 900 ألف جرعة من خلال آلية الإمداد الخاصة بالاتحاد الأوروبي، إنها تسعى لطلب جرعات إضافية مباشرة من الصين وروسيا ومختبر فايزر.
التعليقات