قالت الشركة المطورة للقاح أوكسفورد أسترازينيكا إن اللقاح لا يقدم سوى حماية محدودة من الأعراض الخفيفة والمتوسطة ضد الإصابة بالسلالة الجنوب أفريقية من فيروس كورونا.

وجاء إعلان الشركة بعد تجارب أولية أجرتها على نحو ألفي حالة ، لكنها أضافت أنها لم تقرر بعد بشكل حاسم ما إذا كان اللقاح يوفر حماية من الأعراض الشديدة التي تسببها الإصابة بالسلالة الأكثر حدة وقابلية للانتقال.

لقاحات فعالة في مواجهة كورونا، وأخرى لا تزال قيد التجربة

قيود الاتحاد الأوروبي على تصدير لقاح كورونا "ستطيل أمد الوباء"

ومن المنتظر أن تُراجع نتائج الدراسة الأولية الصغيرة التي أجرتها الشركة من قبل المختصين بشكل علمي لمزيد من التدقيق وذلك بعدما كشفت السلطات البريطانية وجود أكثر من 100 إصابة بالسلالة الجنوب أفريقية.

ويرجح الاكتشاف الأولي الذي كشفت عنه فاينانشيال تايمز، وسينشر رسميا الإثنين، أن اللقاح يوفر حماية محدودة ضد أعراض الإصابة بالسلالة الجديدة سواء البسيطة أو المتوسطة ولم يتم التأكد بعد من أنه يوفر حماية ضد الأعراض الفتاكة له.

وقال متحدث باسم شركة أسترازينيكا إن المسؤولين لازالوا في مرحلة الحسم لتأكيد ما إذا كان اللقاح سيقدم أي حماية من الأعراض الحادة للسلالة الجديدة والتي تستوجب نقل المصابين لتلقي الرعاية في المستشفى.

وأشار المتحدث إلى أن كل المشاركين في الدراسة كانوا من الشباب البالغين الأصحاء مؤكدا أن المسؤولين في جامعة أوكسفورد والشركة يعملون حاليا على تطوير اللقاح ليكون قادرا على توفير الوقاية المطلوبة ضد السلالة الجديدة وربما يكون جاهزا بحلول الخريف.

وقال مايكل هيد، رئيس الباحثين في جامعة ساوثهامبتون، "لو كان اللقاح لا يوفر سوى حماية محدودة من الأعراض البسيطة للإصابة لكنه يمنع الأعراض الفتاكة لكانت تلك النتائج جيدة".

وأضاف لبي بي سي "لا أظن أننا بحاجة إلى رفع حال التأهب بسبب نتائج البحث لكننا بحاجة للاطلاع على النتائج بالكامل للتعرف على مزيد من التفاصيل".

وطالبت نيكي كناني، مديرة أقسام الرعاية الأولية في مستشفيات انجلترا، المواطنين بالحصول على اللقاح إذا عرض عليهم لأن هناك أدلة على أنه يوفر "حماية قوية" خاصة ضد ضرورة نقل المصابين إلى المستشفى أو الوفاة بسبب أعراض فيروس كورونا.

وأضافت لبي بي سي أنه لابد من الاستمرار في مراقبة فعالية اللقاح أمام السلالات الجديدة للفيروس لأنه في الغالب سيتم تقديم اللقاح للمواطنين بشكل سنوي مثل لقاحات الانفلونزا المعتادة.

ويأتي ذلك بعدما كانت الشركة قد أعلنت السبت أن اللقاح يوفر حماية جيدة ضد أعراض الإصابة بالسلالة البريطانية التي تم اكتشافها في مقاطعة كنت جنوبي انجلترا وأصبحت الآن هي السلالة المسيطرة على الإصابات في بريطانيا.

وطور الباحثون اللقاحات لمكافحة السلالة الأولى للفيروس ورغم أنهم يؤكدون أنها لازالت فعالة في مواجهة السلالات الجديدة إلا أن العلماء يعتقدون أنه ينبغي الاستمرار في العمل على تطوير اللقاحات.

وتشير النتائج الأولية لدراسات أخرى إلى أن لقاح فايزر بيوتك يوفر حماية من السلالات الجديدة بينما تقدم لقاحات أخرى تنتظر الحصول على الموافقة قبل طرحها مثل نوفافاكس وجانسن نوعا من الحماية.

وتشير دراسات أولية أخرى من شركة موديرنا إلى أن لقاحها يوفر نوعا من الحماية أيضا في مواجهة السلالة الجنوب أفريقية.

وبقول العلماء إن تطوير اللقاح ليكون أكثر فعالية في مواجهة السلالات الجديدة ربما يكون بحاجة إلى أسابيع أو أشهر.