برلين: أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل في وقت مبكر الثلاثاء أن ألمانيا التي تواجه ارتفاعا "متسارعا" في عدد الإصابات وحيث تنتشر نسخة متحوّرة "أكثر فتكا" من فيروس كورونا، ستخضع لتدابير إغلاق مشددة خلال عطلة عيد الفصح.

ويفترض أن يتلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين م الثلاثاء أيضا اللقاح المضاد للفيروس وأن توجه المملكة المتحدة تحية لضحايا الوباء.

وصدر القرار بعد حوالى 12 ساعة من المفاوضات بين المستشارة وممثلي المقاطعات الألمانية. ستغلق معظم المتاجر أبوابها وستلغى الصلوات في عطلة عيد الفصح، من 1 إلى 5 أبريل وستحظر التجمعات، مثل تناول الطعام في الهواء الطلق.

وقالت ميركل "الوضع خطير. عدد الإصابات يتزايد بشكل متسارع والأسرّة في أقسام العناية الفائقة بدأت تمتلئ مجددا".

وتواجه ألمانيا "جائحة جديدة" بسبب انتشار نسخ متحوّرة جديدة وفق المستشارة التي حذرت "لدينا فيروس جديد (...) إنه أكثر فتكا بكثير، وأشد عدوى".

هل يتلقى بوتين لقاح سبوتنيك-في؟
من جهة ثانية، يستمر الجدل حول موافقة الاتحاد الاوروبي على اللقاح الروسي سبوتنيك-في فيما استنكر الرئيس فلاديمير بوتين التصريحات "الغريبة" للمفوض الأوروبي تييري بريتون الذي قال إن أوروبا ليست في حاجة إلى هذا اللقاح.

وقال خلال اجتماع عبر الفيديو حول التطعيم بثه التلفزيون "نحن لا نجبر أحدا على فعل أي شيء (...) لكننا نتساءل عن المصالح التي يدافع عنها هؤلاء الأشخاص، هل هي مصالح شركات الأدوية أم مصالح المواطنين الأوروبيين؟".

وأكد الرئيس الروسي البالغ 68 عاما أنه "يعتزم" تلقي اللقاح يوم الثلاثاء، وهو إعلان طال انتظاره بعدما تعهد هذا الامر في ديسمبر.

ومع ذلك، لم يحدد ما إذا كان سيتلقى لقاح سبوتنيك-في، وهو أول لقاح طورته روسيا التي أعلنت أيضا أنها طورت لقاحين آخرين.

وما زال الاتحاد الأوروبي منقسما بشأن تشديد شروط تصدير اللقاحات المصنعة على أراضيه، وهو إجراء سيستهدف مجموعة أسترازينيكا ويؤجج التوترات مع لندن التي تحرز تقدما كبيرا في حملة التطعيم.

ويجتمع ممثلو الدول السبع والعشرين التي تواجه خلافا مع المجموعة السويدية البريطانية بشأن تسليمها كمية أقل بكثير من اللقاحات المتوقعة، في قمة يومي الخميس والجمعة.

واعتبر رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن الاثنين أن وقف تصدير اللقاحات سيكون "إجراء رجعيا". من جهتها، أعربت لندن عن ثقتها بعدم تنفيذ هذا التهديد.

تحية
ويوم الثلاثاء، ستقدم المملكة المتحدة، البلد الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا من حيث عدد الوفيات، تحية لضحايا الفيروس، بعد عام من فرض أول إغلاق في البلاد، من خلال الوقوف دقيقة صمت ظهرا في البرلمان.

فمساء 23 مارس 2020، قرر رئيس الوزراء بوريس جونسون الإعلان، على غرار دول أوروبية أخرى، عن إغلاق فوري على المستوى الوطني من أجل مكافحة انتشار الوباء.

وبعد ذلك بعام، دخلت البلاد في ثالث إجراء مماثل وسجّلت أكثر من 126 ألف وفاة، وهي أعلى حصيلة وفيات في أوروبا، وأكثر من 4,3 ملايين إصابة.

ودعا بوريس جونسون البريطانيين إلى الاستفادة من هذه الذكرى "للتأمل في أحداث العام الماضي، وهو من أصعب الأعوام في تاريخ بلادنا".

رهينة لسنوات مقبلة؟
في أماكن أخرى من العالم، تتواصل الجهود، بدرجات متفاوتة من النجاح، لمحاولة وقف الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 2,716 مليون شخص حتى الآن، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس يوم الاثنين استنادا إلى مصادر رسمية.

في لومبارديا، إحدى أغنى مناطق إيطاليا وأكثرها تضررا بالوباء، تستحيل حملة التحصين "كارثة" بسبب خلل في نظام الحجز لتلقي اللقاح. واضطر رئيس بلديتها لاستعارة حافلة صغيرة في نهاية هذا الأسبوع لاصطحاب المسنين الذين لم يتلقوا استدعاء للحصول على اللقاح، من منازلهم.

وكانت لومبارديا بؤرة تفشي المرض قبل 13 شهرا وما زالت المنطقة الإيطالية التي تسجل أكبر عدد من الإصابات.

وفي البرازيل، يختلف حكام المناطق ورؤساء البلديات والرئيس جايير بولسونارو حول طريقة مواجهة الوباء.

وقال جواو دوريا حاكم ولاية ساو باولو حيث يتجاوز معدل إشغال العناية المركزة 91 في المئة "أواجه حاليا أسوأ تحد في حياتي".

وأضاف "نحن نمر بواحدة من أحلك الفترات في التاريخ حيث يدفع الملايين من الناس ثمن وجود زعيم مريض نفسيا وغير مستعد لقيادة الأمة".

وما زاد الوضع تعقيدا وجود وزيرين للصحة في البرازيل. وزير منتهية ولايته، وخليفة له لم يتمكن بعد من تولي منصبه بعد أسبوع على تعيينه.

وفي فرنسا، ما زالت الشكوك قائمة بشأن فعالية الإجراءات الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ يوم السبت والتي تشبه "حجرا في الهواء الطلق".

وقال عالم الأوبئة الفرنسي رينو بيارو "يجب ألا نحلم، فلن نشهد تراجعا سريعا للوباء" فيما تعتمد الحكومة الآن أيضا على افتتاح مراكز كبيرة "لتلقيح الفرنسيين على نطاق واسع" اعتبارا من أبريل.

وبدأت كوبا الاثنين تلقيح 150 ألف عامل صحي بلقاح "سوبيرانا-2" المحلي و48 ألفا بلقاحها الثاني "أبدالا" وهما في المرحلة الثالثة من التجارب، وهي المرحلة الأخيرة قبل الموافقة عليهما.

وفي العالم يتفاقم انعدام المساواة في الحصول على اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بين الدول الغنية والفقيرة ويصبح "فاضحا"، كما أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الاثنين قائلا إنه يخشى أن يأخذ الفيروس العالم كرهينة لسنوات مقبلة.

وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "في يناير، أعلنت أن العالم على وشك فشل أخلاقي كارثي اذا لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة لضمان التوزيع العادل للقاحات ضد كوفيد. لدينا الإمكانات لتجنب هذا الفشل لكن من المثير للصدمة رؤية أن القليل من الجهود بذلت لتجنبه".