دمشق: أبلغت السلطات السورية وزير الصحة اللبناني حمد حسن الذي زار دمشق الأربعاء، أنها سترسل 75 طناً من الأكسجين إلى لبنان حيث كان المخزون على وشك النفاد فيما نحو ألف مريض على أجهزة التنفس الاصطناعي جراء وباء كوفيد-19.

ويسجل في البلدين عدد كبير في الإصابات بفيروس كورونا. وتكتظ أقسام العناية المشددة المخصصة لكورونا بالمرضى في الأسابيع الأخيرة.

وأعلن وزير الصحة السوري حسن الغباش خلال مؤتمر صحافي عقد مع نظيره اللبناني الذي وصل في زيارة مفاجئة، وفق ما نقل الإعلام الرسمي السوري، أنه بناء على طلب من حسن "سيتم تزويد لبنان بـ75 طناً من الأكسجين، كل يوم 25 طناً لمدة ثلاثة أيام"، بناء على توجيهات من الرئيس بشار الأسد.

وسيتم تزويد لبنان بالأكسجين "بشكل فوري"، على أن يصطحب حسن الدفعة الأولى معه أثناء عودته إلى لبنان.

وأكّد الغباش في الوقت ذاته أن ذلك لن يؤثر "على منظومة الأكسجين في سوريا".

ووصل حسن الى دمشق في زيارة لم تكن معلنة. وقال لصحافيين "لدينا ما يقارب الألف مريض على أجهزة التنفس في غرف العناية الفائقة، ولا سمح الله لو استنفدت الكميات المتبقية، التي كانت حقيقة كافية حتى اليوم (الأربعاء) فقط، لكانت زهقت لا سمح الله آلاف الأرواح".

وأشار إلى أن "سوء الأحوال الجوية" أعاق وصول "شحنات من مصادر مختلفة الى لبنان.. خاصة عبر البواخر".

وأضاف "رغم ازدياد الطلب والحاجة إليه لاسعاف المرضى السوريين، جاءنا الرد الإيجابي سريعاً (...) كما يقال دائماً أن الرهان على الأخ والصديق خلال الأزمات رهان صائب".

ومنذ بدء اندلاع النزاع في سوريا، طغت انقسامات كبرى بين القوى السياسية في لبنان إزاء العلاقة مع دمشق ومشاركة حزب الله في القتال إلى جانب قوات النظام. وحافظ البلدان على علاقات دبلوماسية بينهما، إلا أن الزيارات الرسمية تراجعت إلى حد كبير.

ويكرر حزب الله، الذي يعدّ حسن من حصته الوزارية، الدعوة إلى الانفتاح الرسمي على سوريا الأمر الذي ترفضه قوى سياسية أخرى على رأسها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

وسجّل لبنان منذ مطلع العام معدلات إصابات ووفيات قياسية بوباء كوفيد-19، وبلغ إجمالي الحالات 444,865 إصابة بينها 5,850 وفاة على الأقل منذ بدء انتشار الوباء قبل عام.

وتخطت مستشفيات رئيسية خلال الفترة الماضية طاقتها الاستيعابية في ظل نقص بأجهزة وأدوية ضرورية، بينها الأكسجين.

ويأتي تدهور الوضع الصحي فيما يشهد لبنان أسوأ أزماته الاقتصادية التي ضاعفت معدلات الفقر.

وفي سوريا، ومع تسارع وتيرة تفشي الوباء، أعلن مسؤول في وزارة الصحة السورية الخميس أن نسبة إشغال أسرة العناية المشددة المخصصة لمرضى كورونا في مستشفيات دمشق بلغت مئة بالمئة.

ومنذ بدء الجائحة، سجّلت المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية والبالغة نسبتها حوالى ثلثي الأراضي السورية، 17,743 إصابة بكوفيد-19 بينها 1183 وفاة.