لندن: تدفق البريطانيون إلى الحانات والمتاحف وغيرها من الأماكن العامة المغلقة في وقت خففت البلاد قيود احتواء كوفيد-19 الاثنين، بينما تفاقمت في المقابل مأساة الهند التي ضربها إعصار قوي.

وعادت الحانات والمطاعم والمقاهي لاستضافة الزبائن في الأماكن المغلقة في أنحاء انكلترا وويلز ومعظم أجزاء اسكتلندا.

كما أعادت دور السينما والمتاحف والصالات الرياضية فتح أبوابها للمرة الأولى منذ شهور.

وسُمح للبريطانيين بزيارة المنازل الخاصة والسفر إلى دول محددة أبرزها البرتغال، التي يتدفق إليها عادة السياح القادمون من المملكة المتحدة.

وقال باري تومسون، وهو شرطي متقاعد من مانشستر يبلغ 63 عاما وصل إلى مدينة فارو في جنوب البرتغال برفقة زوجته ونجله، "جميل أن نسافر ونعود إلى هنا.. متحمّسون للغاية".

شهدت بريطانيا، البلد الأكثر تضرراً في أوروبا من الوباء مع وفاة نحو 128 ألف شخص، تحسناً ملحوظاً في وضعها الصحي بعد الإغلاق الصارم خلال فصل الشتاء وحملة التطعيم التي شملت حوالي 40 % من السكان الراشدين.

لكن خطوة بريطانيا المقبلة المتمثلة بالرفع الكامل لقيود احتواء كوفيد-19 في 21 حزيران/يونيو قد تواجه مصاعب نظرا لانتشار النسخة المتحوّرة للفيروس والأكثر عدوى التي رصدت للمرة الأولى في الهند.

قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد "وصلنا معا إلى عتبة جديدة في خارطة الطريق التي وضعناها للخروج من الإغلاق، لكن علينا أن نرفق هذه الخطوة المقبلة بجرعة كبيرة من الحذر".

وتابع "نراقب عن كثب تفشي المتحوّرة التي رصدت للمرة الأولى في الهند ونتحرّك بشكل سريع في المناطق حيث ترتفع معدلات الإصابة".

وبحسب البيانات الحكومية، يتفشى المتحوّر الهندي على الأراضي البريطانية إذ ارتفعت الإصابات الناجمة عنه من 520 إلى 1313 الأسبوع الماضي.

يترقب الفرنسيون إعادة فتح شرفات المطاعم والمقاهي ودور السينما والمسارح والمتاحف الأربعاء وإن كان ذلك بقدرة استيعابية محدودة، مع إعطاء 20 مليون جرعة أولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا وتراجع الوباء.

اعتباراً من الأربعاء، سيبدأ حظر التجول في الساعة 21,00 بدلاً من 19,00، تزامناً مع إعادة فتح صالات السينما والمتاحف والمسارح وحدائق الحيوان وعدة متاجر بقدرة استيعابية محدودة.

أما بالنسبة للحانات والمطاعم، فسيتم السماح فقط بفتح الشرفات بنسبة 50% من طاقتها الاستيعابية على ألا تضم الطاولة أكثر من ستة أشخاص.

وفي مؤشر آخر على عودة الحياة إلى طبيعتها في أوروبا، أعلن متنزه "ديزني لاند باريس" الترفيهي أنه سيعيد فتح أبوابه للجمهور في 17 حزيران/يونيو.

أما "لو مولان روج" في باريس، أحد أشهر الملاهي في العالم، فسيفتح ابوابه في 10 أيلول/سبتمبر المقبل بينما سيعاود ملهى "ليدو" الباريسي نشاطه قي 18 من الشهر ذاته.

وستباشر ألمانيا اعتبارا من السابع من حزيران/يونيو تلقيح جميع البالغين ضد كوفيد-19.

ويعلن الرئيس الاميركي جو بايدن الاثنين أنه سيتم بحلول نهاية حزيران/يونيو ارسال عشرين مليون جرعة اضافية من اللقاحات المضادة لكوفيد الى دول مختلفة، وفق ما قالت المتحدثة باسمه.

وفي السعودية، سمحت الرياض للمواطنين المحصنين ضد فيروس كورنا بالسفر مجددا إلى الخارج بعد أكثر من عام من منع الرحلات الخارجية، حيث تجمّعت مئات السيارات الاثنين عند الجسر الذي يربط بين السعودية والبحرين.

تسبب فيروس كورونا بوفاة 3,38 ملايين شخص في العالم، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة الإثنين. ويواصل حصد الأرواح في الهند، حيث أكتظت المشافي وأُنهك الطاقم الطبي ويوجد نقص بالاكسجين والأدوية.

والدولة الشاسعة البالغ عدد سكانها 1,3 مليار نسمة، سجلت الاثنين 4100 وفاة بالفيروس و280 ألف إصابة في الساعة الأربع والعشرين الماضية ما يرفع الحصيلة إلى 25 مليون إصابة، أي ما يزيد بمرتين على العدد المسجل في الأول من نيسان/أبريل.

وفيما تعاني الهند في الأساس من بنى تحتية صحية محدودة وإمدادات شحيحة من اللقاحات، ضربها الاثنين إعصار قوي ترافقه رياح عاتية.

وأجلت السلطات قرابة 15 آلاف شخص في غوجارات حيث نٌقل جميع مرضى كوفيد من المستشفيات.

كذلك تكافح السلطات في المنطقة لضمان عدم انقطاع الكهرباء عن المستشفيات المخصصة لمرضى كوفيد-19 ومعامل الأكسجين في المناطق المهددة جرّاء العاصفة.

ونُقل نحو 600 مريض في بومباي، عاصمة الهند المالية، إلى "مواقع أكثر أمانا.

تفيد منظمة الصحة العالمية أن نسخة كورونا المتحوّرة التي تسببت بتفشي الوباء بشكل واسع في الهند باتت منتشرة حاليا في 44 دولة على الأقل.

وتشمل هذه الدول سنغافورة حيث دفع العدد الكبير من الإصابات الحكومة إلى تشديد القيود، بما في ذلك إغلاق المدارس.

بدورها، أعلنت السلطات في تايوان، التي لم تتأثر نسبيا بالوباء العام الماضي، تعليق الصفوف في المدارس اعتبارا من الثلاثاء في تايبيه ومدينة تايبيه الجديدة المحاذية للعاصمة في وقت تشهد الجزيرة ارتفاعا في عدد الحالات. كما منعت الجزيرة جميع الأجانب، باستثناء المقيمين، من دخول البلاد أو المرور عبرها لمدة شهر.

في الأثناء، يزداد القلق حيال احتمال تخلّف الدول الأفقر عن الركب بشكل إضافي نظرا لغياب المساواة في توزيع اللقاحات.

وحضّ مدير منظمة الصحة العالمية الجمعة الدول الثرية التي تملك فائضا من اللقاحات على الامتناع عن إعطائها للأطفال والمراهقين والتبرّع بها بدلا من ذلك إلى الدول الأخرى.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) هنرييتا فور الاثنين "نشعر بالقلق من أن يكون التفشي المميت في الهند نذيرا لما سيحصل في حال بقيت هذه التحذيرات من دون استجابة".

وذكرت المنظمة الأممية في بيان "الإصابات ترتفع بشكل هائل والأنظمة الصحية في دول مجاورة تتعرض لاختبار صعب مثل نيبال وسريلانكا وجزر المالديف أو بعيدة مثل الأرجنتين والبرازيل".

اعتبرت منظمة اليونيسف أن دول مجموعة السبع ودول الاتحاد الأوروبي بإمكانها التبرع بأكثر من 150 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لصالح البلدان المحرومة، في محاولة لسد الفوارق في اللقاحات لمواجهة الوباء.

وأطلقت جنوب إفريقيا بعد تأخير طال أمده، حملة تطعيم واسعة الاثنين تستهدف نحو خمسة ملايين شخص تبلغ أعمارهم فوق 60 عاما حتى أواخر حزيران/يونيو.

وتلقى ديزموند توتو، الحائز جائزة نوبل للسلام والبالغ 90 عاماً جرعة من اللقاح في احد مستشفيات مقاطعة الكاب.

اقتصاديا، أعلن منظمو المنتدى الاقتصادي العالمي المعروف باسم منتدى دافوس الاثنين إلغاء لقاء 2021 الذي كان من المقرر عقده في سنغافورة على أن يُعقد الاجتماع المقبل في النصف الأول من عام 2022.