واشنطن: اجتمع خبراء أميركيون في الولايات المتحدة الأربعاء لمعاينة نحو 300 حالة التهاب في القلب نشأت بعد تلقي يافعين وشبان بعض لقاحات كوفيد.

فقد سُجلت هذه الحالات بعد تلقي أحد لقاحي بايونتيك/فايزر وموديرنا اللذين يشتركان في أنهما طورا وفق تقنية الحمض النووي الريبي المرسال.

واجتمع الخبراء المستقلون بطلب من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وهي هيئة الصحة العامة الفدرالية الرئيسية في البلاد، لمراجعة حالات التهاب عضلة القلب والتهاب غشاء القلب المسجلة لدى صغار العمر.

هذا في حين أكدت روشيل والينسكي مديرة الهيئة الصحية الأميركية الأسبوع الماضي أن "هذه الحالات نادرة، وغالبيتها العظمى عولجت بفضل خلود المرضى للراحة وتلقيهم العناية الصحية".

وجرى تحليل معلومات نظام يتيح لأي شخص الإبلاغ عن مشاكل صحية بعد تلقي جرعة لقاح من قبل مركز السيطرة على الأمراض وتمّ تقديمها إلى لجنته الاستشارية للتحصين.

التهاب عضلة القلب

واعتبارا من 11 حزيران/يونيو، تم التأكد من 323 حالة لدى أشخاص تبلغ أعمارهم 29 عاما أو أقل، وهي التهاب عضلة القلب أو التهاب غشاء القلب.

وغالبا ما تحدث هذه الحالات بعد الجرعة الثانية من اللقاح، وعادة ما تبدأ الأعراض بعد أيام قليلة من الحقن.

وتم نقل 309 من بينهم إلى المستشفيات، وما يزال تسعة يخضعون للعلاج. وكان قد شفي 80% منهم حين جرى الابلاغ عن الاصابات. والغالبية من المعنيين من الذكور (غالبا ما يكون الذكور اكثر عرضة للاصابات بهذه الامراض).

وقال المسؤول في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توم شيمابوكورو، في عرض تقديمي "مما يبعث على الاطمئنان، أن البيانات تظهر أن المرضى يتعافون عموما من الأعراض وهم في حال جيدة". ولم يتم تأكيد أي وفيات حتى الآن.

وما زالت 148 حالة قيد الدراسة.

أعلى من المتوقع

وبدءا من 11 حزيران/يونيو، تم إعطاء أكثر من 50 مليون جرعة من لقاحي فايزر وموديرنا لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 12 و29 عاما في الولايات المتحدة، حسب البيانات المقدمة خلال الاجتماع.

وإذا بدت هذه الحالات نادرة جدا مقارنة بعدد الأشخاص الذين تم تلقيحهم، فإنّ العدد جاء أعلى من المتوقع لهذه الفئة العمرية.

وتشير البيانات المتاحة إلى وجود صلة "محتملة" بين حالات التهاب عضلة القلب وهذه اللقاحات لدى المراهقين والشبان، وفقا لعرض قدمه عضو في الهيئة.

وقال ماثيو أوستر، الطبيب المتخصص في أمراض القلب لدى الأطفال في أحد مستشفيات أتلانتا، إنّ "التهاب عضلة القلب مرض نادر، لكنه ليس مرضا جديدا". وأضاف "نعتقد أنه عادة ما ينجم عن فيروس (...) ويبدو أن لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال قد تكون محفزا جديدا".

وقال لوري روبين مدير قسم الأمراض المعدية للأطفال في مركز كوهين الطبي للأطفال في نيويورك لوكالة فرانس برس: "أنا قلق، لكنني أود أن أشير إلى أنه لم يتم بعد تحديد صلة سببية" بين اللقاح والأعراض المسجلة.

وأضاف أن "في مستشفانا، رأينا حالات لأطفال يافعين يعانون من ألم في الصدر بعد يوم أو يومين من تلقي جرعتهم الثانية من اللقاح المعد بالاستناد إلى تقنية الحمض النووي الريبي المرسال".

لكن هذه الحالات كانت "خفيفة نسبيًا" وعولج معظمها بالأدوية المضادة للالتهابات، وفق الطبيب الذي قال إنه حتى وإن ثبت وجود صلة بين التطعيم والتهاب عضلة القلب، فإن فوائد هذه اللقاحات تظل أكبر من مخاطرها.

فعلى الرغم من أن الأطفال والشبان أقل عرضة للإصابة بأعراض كوفيد-19 الحادة، توفي جراء المرض أكثر من 2600 شخص تقل أعمارهم عن 29 عامًا في الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات السلطات الصحية.

وقالت لي سافيو بيرز رئيسة الاكاديمية الأميركية لطب الاطفال لوكالة فرانس برس إن بعض الاطفال أصيبوا "بالمرض الشديد" جراء كوفيد ويعانون من "آثار طويلة المدى" بسببه. وأضافت: "يمكن أن يصاب المريض أيضًا بمشكلات خطرة في القلب جراء الإصابة بكوفيد".

وأضافت أنها ما زالت تنصح "بوضوح بإعطاء اللقاح لليافعين"، ولا تتوقع إحداث تغيير في التوصيات الخاصة باستخدام اللقاحات.

صُرح في الولايات المتحدة باستخدام لقاح فايزر ابتداء من 12 عامًا، ولقاح موديرنا من 18 عامًا في الوقت الحالي.

أبلغ عن مثل هذه الحالات للمرة الأولى في إسرائيل حيث كان التطعيم أسرع منه في سائر البلدان. وأشارت وزارة الصحة الإسرائيلية في نهاية أيار/مايو إلى "صلة محتملة" بين لقاح فايزر وحالات التهاب عضلة القلب أصيب بها شبان، لكنها قالت إن 95% منها كانت حميدة.

كذلك سُجل عدد قليل من هذه الحالات في فرنسا.