حذر خبراء في بريطانيا من أن أجهزة تستخدم لقياس نسبة الأكسجين في الدم، ويعتمد عليها البعض لاكتشاف الدلائل المبكرة على وجود انخفاض خطير في مستويات الأكسجين لدى مرضى كوفيد-19، لا تعمل بشكل جيد مع أصحاب البشرة الداكنة.

وتقول هيئة الصحة الوطنية في إنجلترا والوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية إن أجهزة قياس نسبة الأكسجين "pulse oximeters" قد تبالغ أحيانا في تقدير مستويات الأكسجين.

ويُنصح أي شخص لديه مخاوف حيال هذا الأمر بالبحث عن التغيرات التي تحدث مع مرور الوقت بدلا من الاعتماد على قراءة واحدة.

وتعتزم هيئة الصحة الوطنية في إنجلترا إصدار توجيه محدّث، تنصح فيه المرضى من الأقليات العرقية السوداء والآسيوية وغيرهما بالاستمرار في استخدام هذه الأجهزة ، ولكن بعد طلب النصيحة من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وأوصى تقرير لمرصد الصحة والعرق التابع لهيئة الصحة الوطنية نُشر في مارس/ آذار بأن تجرى مراجعة عاجلة لاستخدام هذه الأجهزة.

وقد استخدمت هذه الأجهزة بشكل متزايد خلال وباء فيروس كورونا، في المستشفيات وفي المنازل.

ومن الممكن أن تنخفض مستويات الأكسجين في الدم لدى مرضى كوفيد-19 إلى مستويات خطيرة دون أن ينتبهوا - وهي حالة معروفة باسم "نقص الأكسجين الصامت".

تجربة صعبة

اشترت رانجيت سنغيرا مارواها جهازاً من هذا النوع عندما كانت مصابة بفيروس كورونا العام الماضي، لكن مستويات الأكسجين عندها انخفضت جداً لدرجة أنها اضطرت لدخول المستشفى.

وقالت مارواها: "عندما دخلت المستشفى، كان أول شيء قالوه لي: لقد تركتي الجهاز متأخرة".

وأضافت قائلة: "كنت موصولة بجهاز سعته 14 لترا من الأكسجين- وهذا أعلى ما يمكنهم إعطاؤه قبل أن يتم نقلك إلى الرعاية المكثفة".

وختمت قائلة: "لم يخطر ببالي أبداً أن يكون للون بشرتي أو لتصبغ بشرتي تأثير على طريقة عمل هذه الأجهزة".

وقد رحب الدكتور حبيب ناقفي، مدير مرصد الصحة والعرق التابع لهيئة الصحة العامة، بالتوجيه المحدّث حول هذه أجهزة قياس نسبة الأكسجين.

وقال: "على الرغم من أنها أداة سريرية قيمة، إلا أن الأطباء باتوا واعين بشكل أكبر لمسألة الأخطاء المحتملة... وبالتالي علينا أن نضع ذلك في الاعتبار عندما نستخدم هذه الأجهزة".

"تحيز وعنصرية"

لاحظ الدكتور عمر الجندي، وهو طبيب استشاري في قسم الرعاية المكثفة في ويست يوركشاير، وجود عدم دقة في قراءات نسبة الأكسجين لدى مرضى كوفيد-19 من السود.

وقال الدكتور الجندي: "كنت ألاحظ هذا الشيء على الأقل مرة في اليوم على اثنين أو ربما ثلاثة من المرضى".

وأضاف قائلاً: "هذا جانب من حالات التحيز والعنصرية الممنهجة التي تحدث في هيئة الصحة الوطنية وفي الرعاية التي نقدمها في الهيئة كل يوم."

وتظهر الأرقام أن الأشخاص السود والآسيويين والأقليات العرقية الأخرى هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا والتحول إلى مرضى بأعراض خطيرة أو الوفاة بسبب ذلك.

ويعتقد الخبراء أن عدم الدقة المحتملة في قراءات الأجهزة قد يكون من العوامل المساهمة في ذلك.

وقال دكتور ناقفي: "علينا أن نضمن وجود معرفة مشتركة حول القيود المحتملة في معدات وأجهزة الرعاية الصحية، وبخاصة بالنسبة للسكان المعرضين لخطر الإصابة بأمراض تغير الحياة أكثر من غيرهم، وهذا يشمل السود، الآسيويين والجاليات المتنوعة".

وأضاف بأن من المهم أن يتم الآن إجراء دراسة شاملة ثقافيا لضمان عمل أجهزة قياس نسبة الأكسجين بشكل دقيق على الأشخاص من ذوي البشرة الداكنة.