إيلاف من القاهرة: توصلت دراسة علمية جديدة نُشرت نتائجها في دورية "لانسيت"، في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، إلى وجود "خطر طفيف" للإصابة بنوع من أنواع الشلل يُسمى "شلل بيل" مرتبط بالتطعيم ضد فيروس كورونا.

وشلل بيل أو شلل الوجه النصفي هو شلل يقع على جانب واحد من الوجه. وتُشفى معظم حالات الإصابة به من تلقاء نفسها.

العصب السابع

وتُعد تلك الدراسة أول تحليل سكاني واسع النطاق لخطر الإصابة بشلل بيل بعد التطعيم باللقاحات المعطلة كلقاح سينوفاك الصيني، أو لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال مثل لقاح فايزر-بيونتيك.

وبحسب موقع "الشرق"، أكدت الدراسة أن التأثيرات المفيدة والوقائية للقاحات تفوق بكثير مخاطر هذا الحدث الضار النادر، فمقابل كل 100 ألف شخص تم تطعيمهم بلقاح معطل قد يصاب 4.8 شخص إضافي بهذه الحالة.

وينجم شلل الوجه النصفي عن ضعف أو شلل يصيب عضلات الوجه، ويحدث عندما يصاب عصب الوجه السابع بتلف ينتج عنه تدلي جانب واحد من الوجه. وتعد حالة شلل الوجه النصفي في الغالب مؤقتة يمكن أن تزول أعراضها في فترة لا تتجاوز الأسبوعين.

تم الإبلاغ عن عدد محدود من حالات شلل الوجه النصفي في التجارب السريرية للقاحات الحمض النووي الريبي المرسال mrna، ولكن حتى الآن توصلت تحليلات الارتباط إلى استنتاجات متضاربة.

أثر نادر

وفي الولايات المتحدة، أكدت منظمة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA) عدم وجود ارتباط سببي واضح بين اللقاحات والإصابة بشلل بيل، ولكنها أوصت بالمراقبة المستمرة. وتم الإبلاغ عن شلل الوجه الجزئي الحاد كأثر جانبي نادر لكلا اللقاحين من قبل وكالة الأدوية الأوروبية.

في هذه الدراسة، قام الباحثون بتحليل حالات شلل الوجه النصفي المتعلقة باللقاحين المعتمدين في هونج كونج (سينوفاك وفايزر-بيونتيك). وتم تضمين حالات شلل الوجه النصفي التي حدثت في غضون 42 يوماً من جرعة اللقاح الأولى أو الثانية.

وفي الفترة ما بين 23 فبراير 2021 و4 مايو 2021، تم تحديد 28 حالة مؤكدة إكلينيكياً لشلل الوجه النصفي من بين 451939 شخصاً تلقوا جرعة أولى على الأقل من لقاح سينوفاك (ما يعادل 3.61 حالة لكل 100000 جرعة)، وتم تحديد 16 حالة من بين 537205 أشخاص تلقوا جرعة أولى على الأقل من لقاح فايزر-بايونتيك (ما يعادل 2.04 حالة لكل 100000 جرعة).

الآثار المفيدة أكبر

من خلال تحليل البيانات في الفترة ما بين عامي 2010 و2020، قدّر الباحثون الخطر الأساسي لشلل الوجه النصفي في هونج كونج بنحو 27 حالة لكل 100 ألف شخص سنوياً. وتتراوح التقديرات العالمية من 15 إلى 30 حالة لكل 100 ألف شخص سنوياً، بحسب تقرير "الشرق".

وخلص الباحثون إلى أنه مقابل كل 100 ألف شخص تم تطعيمهم بلقاح سينوفاك قد يصاب 4.8 شخص إضافي بشلل بيل. وبالنسبة إلى لقاح فايزر-بايونتيك، كان الخطر المتزايد يعادل حالتين إضافيتين لكل 100 ألف شخص تم تطعيمهم.

ولا يزال شلل الوجه النصفي من النتائج الضائرة النادرة والمؤقتة في الغالب للقاحات المضادة لفيروس كورونا. وتشير جميع الأدلة حتى الآن، من دراسات متعددة، إلى أن الآثار المفيدة والوقائية للقاحات تفوق بكثير أي مخاطر.

السبب غير واضح

لم يستطع فريق الدراسة تحديد علاقة سببية بين شلل بيل والتطعيم في أي حالة فردية من هذه الدراسة، أو التوصل إلى الآلية التي يمكن من خلالها للقاحات -في حالات نادرة جداً- أن تؤدي إلى شلل بيل.

وكانت دراسات سابقة خلصت إلى حدوث حالات نادرة من الإصابة بشلل الوجه النصفي بعد لقاحات أخرى مثل الإنفلونزا.