باريس: تظاهر آلاف الأشخاص في فرنسا ضد التصريح الصحي الذي فرضته الحكومة للتصدي لجائحة كوفيد-19، في الأسبوع الحادي عشر على التوالي من تعبئة تراجع زخمها في الأسابيع الأخيرة.

في باريس حيث كانت السلطات تتوقّع تنظيم أربع مسيرات، سار آلاف المتظاهرين عصرًا في شوارع العاصمة.

وتتوقّع السلطات أن يراوح العدد الإجمالي للمشاركين في 185 مسيرة مقرّرة في كل أنحاء فرنسا السبت بين 60 ألفًا و80 ألفًا، في أرقام تعكس تراجعًا حادًّا في زخم هذا التحرّك الذي انطلق في منتصف تموز/يوليو.

والأسبوع الماضي شارك 80 ألفًا في التظاهرات مقابل 121 ألفًا في الأسبوع السابق و237 ألفًا في السابع من آب/أغسطس.

وكانت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين بارزة في المقاطع المتداولة على مواقع التواصل.

اللقاح إلزامي

وفي منتصف أيلول/سبتمبر دخل حيّز التنفيذ قرار يلزم العاملين في القطاع الصحي من أفراد طواقم المستشفيات ودور رعاية المسنين وأطباء العيادات ومقدّمي الرعاية الصحية المنزلية والإطفائيين والمسعفين، بتلقّي اللقاح.

ومن المقرّر أن يعرض على مجلس الوزراء في 13 تشرين الأول/أكتوبر مشروع قانون يمدّد العمل بهذا القرار إلى ما بعد 15 تشرين الثاني/نوفمبر.

واعتبارًا منذ 21 تموز/يوليو أصبحت حيازة التصريح الصحي إلزامية لدخول أماكن تتخطّى قدرتها الإستيعابية 50 شخصًا. ومن ثم تم توسيع نطاق هذا القرار ليشمل المستشفيات باستثناء أقسام الطوارئ، والحانات والمطاعم والمراكز التجارية الكبرى وفي 30 آب/أغسطس ليشمل 1,8 مليون موظّف على تماس مع العامة.

وفي 30 أيلول/سبتمبر يفترض أن يشمل الفئات التي تراوح أعمارها بين 12 و17 عامًا.

وقال تريستان وهو متقاعد يبلغ 72 عامًا خلال مشاركته في تظاهرة في باريس "أنا أتظاهر ضد (رئيس الجمهورية) إيمانويل ماكرون وتدابيره التي تشكّل إبادة للحريات. أنا غير ملقّح، لا ثقة لدي (باللقاح)، لكن ربما سأكون مجبرًا" على تلقّي اللّقاح إذا بات علينا أن ندفع ثمن الفحوص.

تظاهرات أقل زخمًا

في وسط مرسيليا (جنوب شرق) سار نحو 800 شخص في تظاهرة هي الأقل زخمًا ضد فيروس كورونا في المدينة منذ 17 تموز/يوليو.

والأسبوع الماضي تظاهر في مرسيليا 1500 شخص مقابل ستة آلاف في آب/أغسطس.

في بوردو (جنوب غرب) تظاهر أكثر من ألف شخص مقابل نحو ثلاثة آلاف في مطلع الشهر.

وندّدت أورور (24 عامًا) وهي تعمل بائعة بـ"ابتزاز غير مقبول" تمارسه الحكومة التي "تفرض التصريح الصحي" على الرغم من "عدم جدواه، على غرار ما نشهده في إسرائيل حيث ينتقل الفيروس من طريق ملقّحين كثر".

وفي فرنسا البالغ عدد سكانها نحو 67 مليون نسمة، تخطّى عدد الذين تلقّوا جرعة لقاحية واحدة على الأقل 50 مليون شخص.