لندن: قبل يومين من عيد الميلاد، تتفشّى المتحوّرة أوميكرون الشديدة العدوى بسرعة فائقة في أوروبا حيث أعادت إسبانيا الأربعاء فرض إلزامية وضع الكمامات في الأماكن غير المغلقة فيما أعلنت المملكة المتحدة تسجيل أكثر من 106 آلاف إصابة في الساعات الأربع والعشرين الماضية في حصيلة قياسية.

تسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 5,368,777 شخصًا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن حصيلة الوباء قد تكون أكبر بمرتين أو ثلاث من الحصيلة المعلنة رسمياً.

وأوروبا هي المنطقة التي تسجل حاليا أكبر عدد من الإصابات في العالم بلغت 2,870,947 حالة خلال الأيام السبعة الأخيرة (60% من الحصيلة العالمية الإجمالية)، تليها منطقة الولايات المتحدة وكندا (1,108,580 إصابة، 23%).

إلزامية الكمامة

وإزاء طفرة الإصابات هذه، قرّرت إسبانيا التي سجّلت الثلاثاء حصيلة قياسية للإصابات بلغت 49823 حالة جديدة في 24 ساعة نحو نصفها بالمتحوّرة أوميكرون، إعادة فرض إلزامية وضع الكمامات في الأماكن غير المغلقة.

ومن المفترض أن تصادق الحكومة في جلسة طارئة تعقدها الخميس على قرار يجعل وضع الكمامات في الأماكن غير المغلقة إلزاميا في فترة عيد الميلاد التي غالبا ما تشهد تجمّعات كبيرة.

بدورها سجّلت المملكة المتحدة حصيلة قياسية جديدة للإصابات تخطّت للمرة الأولى الأربعاء عتبة مئة ألف حالة جديدة في اليوم (106.122 أكثر من نصفها بالمتحورة أوميكرون).

وبريطانيا من أكثر دول العالم تضررا من الفيروس لجهة الوفيات مع أكثر من 147.500 وفاة، بينها 140 في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. وتسعى إلى تسريع حملة التلقيح على أراضيها. ويوميا تقدّم نحو مليون جرعة معزّزة للمناعة.

وكانت اسكتلندا قد ألغت الثلاثاء احتفالات العام الجديد. بدورها شدّدت ويلز قيود احتواء الجائحة وبات الحد الأقصى للتجمّعات في الأماكن غير المغلقة 50 شخصا، وفي الأماكن المغلقة 30، مع قيود مشدّدة في دور السينما والحانات والمطاعم.

حذّرت الحكومة الفرنسية من أن "أوميكرون" تتفشى بسرعة كبيرة في فرنسا، ومن أنها قد تصبح المتحوّرة المهيمنة في البلاد، ودعت إلى تعزيز العمل من المنزل.

وتوقع وزير الصحة الفرنسي الأربعاء أن يتجاوز عدد الإصابات اليومية في فرنسا بنهاية الشهر الحالي المئة ألف حالة.

وتعوّل فرنسا على تسريع وتيرة حملة التلقيح على أراضيها أكثر منه على تشديد القيود. والأربعاء أطلقت البلاد حملة لتلقيح الأطفال.

وتستعد فنلندا للاقتداء بفرنسا على غرار دول أوروبية عدة بينها بلجيكا والدنمارك والنمسا واليونان وإسبانيا والبرتغال.

وأعلنت بلجيكا مساء الأربعاء إغلاق دور السينما وصالات العروض. وبات يتعيّن على المقاهي والمطاعم ان تغلق أبوابها عند الساعة 23,00.

وتنتشر المتحورة الجديدة بشكل سريع في كل أرجاء القارة الأوروبية.

الصحة العالمية

وقال هانس كلوغه مدير منطقة أوروبا في منظمة الصحة العالمية أن "أوميكرون في طور أن تصبح أو أنها أصبحت مهيمنة في دول عدة من بينها الدنمارك والبرتغال والمملكة المتحدة حيث تتضاعف الأرقام كل يوم ونصف اليوم إلى ثلاثة أيام ما يؤدي إلى عدد أصابات غير مسبوق".

من جهته، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس من الاعتقاد الواهم أن إعطاء جرعات معزّزة للمناعة يكفي للقضاء على الجائحة.

وقال إن "برامج إعطاء الجرعات المعززة بشكل عشوائي يمكن أن تطيل أمد الجائحة بدلا من وضع حد لها، وذلك بتغيير وجهة الجرعات المتوافرة إلى دول معدّلات التلقيح فيها مرتفعة مما يتيح للفيروس مجالا أكبر للتفشي والتحوّر".

تشكل المتحورة أوميكرون 73 % من الإصابات في الولايات المتحدة بيد أن الرئيس جو بايدن قال الثلاثاء إن بلاده "جاهزة" للمواجهة مجددا التأكيد أن "لا داعي لهلع".

والأربعاء، أعطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الضوء الأخضر للاستخدام الطارئ لأقراص مضادة لكوفيد-19 طورّتها شركة فايزر.

وتتيح هذه الأقراص خفض احتمالات دخول المستشفى ووفاة الأكثر ضعفا بنسبة 90 بالمئة في حال أخذت خلال الأيام الأولى من ظهور العوارض، وفق تجارب سريرية شملت أكثر من 2200 شخص.

في تركيا وافق السلطات على الاستخدام "الطارئ" للقاح توركوفاك، وفق ما أعلنت وزارة الصحة.

وتشير المعطيات السريرية خلال الأسابيع الأخيرة إلى أن أوميكرون ليست أكثر خطورة من المتحورات السابقة، وخصوصا دلتا. لكن علماء يحذّرون من أن المعطيات المسجّلة قد تكون خادعة.

ولأن أوميكرون أسرع تفشيا، قد تكون العواقب أكثر خطورة على المستوى الجماعي، إذ تؤدي طفرة الإصابات تلقائيا إلى تزايد عدد المرضى في المستشفيات، خصوصا الأكثر ضعفا وغير الملقحين، وبالتالي إلى تزايد الوفيات.

في الصين فرضت السلطات الأربعاء إجراءات الحجر على مدينة شيآن في شمال البلاد والتي يبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة، بسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، قبل أكثر من شهر من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين.

وقالت السلطات المحلية في بيان إن على سكان مدينة شيآن "البقاء في منازلهم ما لم يكن هناك سبب مقنع" لمغادرتها، موضحة أنه يُسمح لشخص واحد من كل أسرة بالخروج للتسوق "كل يومين".