إيلاف من بيروت: يبدو أن الرحمة التي أظهرتها متحورات كورونا السابقة تجاه الأطفال والرضع قد اختفت مع "أوميكرون" الذي تسبب برفع نسبة دخولهم إلى مشافي الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقالت نيكيا جاكوبس، طبيبة الرعاية الحرجة للأطفال في مستشفى أدفوكيت للأطفال، بالقرب من شيكاغو: "لا تزال هناك فكرة خاطئة مفادها أن كوفيد-19 دائمًا ما يكون معتدلاً عند الأطفال أو المراهقين أو أن الأطفال لا يصابون به".
وأكد كبير المسؤولين الطبيين في المستشفى فرانك بيلمونتيفي أن عدد حالات الاستشفاء المرتبطة بكوفيد- 19قد ارتفع بأكثر من ثلاثة أضعاف في 30 يوم حتى 6 كانون الثاني/يناير، مشيراً إلى أن ربع المرضى ينتهي بهم الأمر كل يوم في وحدات العناية المركزة للأطفال، ما يرفع النسبة بحوالي 10٪ مقارنة بالموجات السابقة.
بريطانيا
استشاري أمراض الجهاز التنفسي وطبيب الأطفال العام في أحد مستشفيات لندن، تشينيدو نوكوروو، رأى أنه من السابق لأوانه معرفة المدى الكامل لتأثير المتغير الجديد على الأطفال، وحذّر من تزامن إصابة الأطفال بكوفيد مع وجود متلازمة الالتهاب طويلة الأمد.
وتابع: الإصابة بكوفيد لدى الأطفال قد تؤدي إلى معاناتهم من (MIS-C). وهي حالة التهابية نادرة تصيب بعض الأطفال بعد حوالي ستة أسابيع من الإصابة بالفيروس، وهو ما يجب الاستعداد له في الفترة المقبلة.
في هذا السياق، أفاد باحثون بأن سلالة أوميكرون من فيروس كورونا التي تسببت بارتفاع معدل نقل الأطفال الرضع إلى المستشفى، جاءت أقسى عليهم من المتحورات السابقة، لكن، مدة إقامتهم في المستشفى كانت قصيرة، ولم تسجل وفيات بينهم.
وبلغت نسبة الرضع ما دون السنة من العمر 42 % من إجمالي الأطفال الذين نُقلوا إلى المستشفى خلال موجة أوميكرون، بينما كانت هذه النسبة 30 % بين شهري أيار/مايو ومنتصف كانون الأول/ ديسمبر مع سلالة متحورة دلتا.
وشهدت المملكة المتحدة إدخال 576 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات وما دون إلى المستشفيات بين 2 و9 كانون الثاني/يناير الجاري، وهو معدل أعلى بكثير من الذروة السابقة التي سُجِّلت فيها حوالي 160 حالة في آب/أغسطس 2021.
وتُظهر البيانات المنفصلة من المستشفيات، أن الزيادة في عدد الإصابات شملت أيضا من تتراوح أعمارهم من 6 إلى 17 عامًا.
وتأتي هذه الزيادة في حالات استشفاء الأطفال في مقابل تراجعها بين البالغين. وهو ما يربطه الخبراء بتراجع ذروة المرض بفضل اللقاحات.
من جهةٍ أخرى، يرى باحثون في بريطانيا أنه لا توجد بيانات واضحة تؤكد أن متحور أوميكرون هو السبب الرئيسي في زيادة الإصابات في أعداد الأطفال. ورأوا أن زيادة الإصابات في العدوى التنفسية في فصل الشتاء تُعتبَر أمراً معتاداً.
العناية المركزة
وفي السياق ذاته، تشير البيانات الواردة من وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إلى أن نسبة دخول وحدة العناية المركزة للأطفال بعمر 4 سنوات وما دون لم ترتفع بشكلٍ ملحوظ خلال شهر ديسمبر، على الرغم من تضاعف حالات دخول المستشفى أربع مرات بين تلك المجموعة.
وعلى ما يبدو، فإن أوميكرون قد أثر على الأطفال أكثر من سابقاته من المتحورات، كما يظهر جلياً من ارتفاع عدد المصابين، بحسب ما أوضح طبيب الأطفال إدوارد دالاس، الذي قال أنه يصيب الأطفال بسيلان الأنف والسعال، دون أن يؤدي إلى التهاب الرئة.
هذا وقالت رئيسة جمعية طوارئ الأطفال في المملكة المتحدة، جين بايروثر، أن أوميكرون مثل أي فيروس آخر،" ومن الطبيعي أن نرى المزيد من الأطفال يأتون للمستشفيات، لكن نسبة الخطورة لم تسجل ارتفاعاً بشكلٍ عام.
التعليقات