واشنطن: من المقرر أن يعاد صاروخ "أس أل أس" العملاق الذي تعتزم وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إرساله إلى القمر إلى المبنى المخصص لتجميعه بغية إجراء التعديلات اللازمة عليه بعد فشل الاختبار الأول له على منصة إطلاقه في فلوريدا، وبات من شبه المؤكد تالياً أن يُرجأ انطلاق مهمته الأولى إلى الصيف.

وبذلت فرق عمل "ناسا" محاولات عدة لإنجاح هذا الاختبار في مركز كينيدي للفضاء لكنها واجهت مجموعة مشكلات حدت بها إلى اتخاذ قرار بإدخال الصاروخ إلى حظيرته في انتظار تنظيم اختبار عام نهائي جديد له.

ومن أبرز التصليحات المطلوبة تغيير صمّام معطّل، وهي مهمة يتعذر إجراؤها فيما الصاروخ على قاعدة الإطلاق.

كذلك تبيّن خلال العمليات الأخيرة لملء الطبقة الرئيسية بالهيدروجين السائل أن ثمة تسرباً تنبغي معالجته.

مشاكل مألوفة

وقال المسؤول عن تطوير أنظمة الاستكشاف في "ناسا" توم ويتماير في مؤتمر صحافي الاثنين إن رصد "هذا النوع" هذه المشاكل مألوف "عند خضوع أي نظام إطلاق جديد لهذه العملية للمرة الأولى".

وأكد أن "الصاروخ نفسه يعمل بصورة جيدة جداً، لكنّ العمليات في غاية التعقيد".

ويلحظ اختبار "أس أل أس" تنفيذ كل مراحل الاستعدادات الآيلة إلى الإطلاق، من ملء خزانات الوقود إلى العد العكسي الأخير الذي يتوقف مباشرة قبل تشغيل المحركات.

وأشارت مديرة إطلاق "أرتيميس" تشارلي بلاكويل تومسون إلى أن "ناسا" لم تحدد بعد موعد إجراء اختبار جديد، لكنها أوضحت أن التصليحات في مبنى التجميع ستستغرق أسابيع عدة على الأقل.

"أرتيميس"

ويطلق اسم "أرتيميس" على البرنامج الأميركي للعودة إلى القمر.

وستكون "أرتيميس 1" أول رحلة لصاروخ "أس أل أس" الذي تأخر تصميمه وتصنيعه سنوات. وسيدفع "أس أل أس" الكبسولة "أوريون" إلى المدار القمري، قبل أن يعود إلى الأرض، لكنّ أي رائد فضاء لن يشارك في هذه الرحلة.

وسيتم تحديد موعد إطلاق مهمة "أرتيميس 1" في ختام الاختبار العام النهائي.

وكان من الممكن أن يحصل ذلك في مطلع حزيران/يونيو، لكنّ الالتزام بهذا الموعد بات صعباً جداً، بحسب ويتماير، بسبب المشاكل التي واجهت الاختبار.

وتقع المواعيد الجديدة الممكنة للإقلاع، والتي تحدد بناء على اعتبارات عدة أهمها موقع الأرض والقمر، ما بين 29 حزيران/يونيو و12 تموز/يوليو، أو ما بين 26 تموز/يوليو و9 آب/أغسطس.

وسبق أن أُرجئ الإقلاع الذي كان مقرراً أصلاً في نهاية 2021 مرات عدة.