بيروت: يُشكّل السفر والبقاء مدة طويلة في الفضاء مشاكل صحية عدة للرواد أبرزها في القلب والأوعية الدموية والعظام التي تعاني العديد من التغييرات. ذلك لأن السوائل تتجمع في الجزء العلوي من أجسامهم في غياب الجاذبية التي تسحب حركة الدم والسوائل إلى الأجسام السفلية، وهو ما ينعكس سلباً على نظام القلب والأوعية الدموية والرؤية.

وفوق خطر تعرضهم للإشعاعات التي تزيد خطر تعرضهم للإصابة بالسرطان كلما ابتعدوا عن الأرض، تبرز مشكلة هشاشة العظام.
ففي دراسة شملت 17 من رواد الفضاء، متوسط ​​أعمارهم 47 عاما، وتراوحت الفترة التي قضوها في الفضاء من أربعة إلى سبعة أشهر، أظهرت الاختبارات بعد عام من عودتهم إلى الأرض انخفاضا في المتوسط بنسبة 2.1 في المئة في كثافة المعادن العظمية في قصبة الساق وانخفاضا في قوة العظام بنسبة 1.3 في المئة لدى رواد الفضاء. ولم يستعد تسعة منهم كثافة المعادن في عظامهم بعد رحلة الفضاء وأصيبوا بفقدان دائم.

في هذا السياق، قالت لي جابل، الأستاذة بجامعة كالغاري وعالمة التمارين الرياضية والمعدة الرئيسية للدراسة التي تم نشرها الأسبوع الماضي في دورية (ساينتفك ريبورتس) "التقارير العلمية": "نحن نعلم أن رواد الفضاء يفقدون العظام في رحلات الفضاء التي تستمر فترة طويلة. ما هو جديد في هذه الدراسة هو أننا تابعنا رواد الفضاء لمدة عام واحد بعد سفرهم إلى الفضاء لفهم ما إذا كانت العظام تتعافى وكيف تتعافى".

وأضافت: "أصيب رواد الفضاء بفقدان كبير في العظام خلال رحلات الفضاء التي استمرت ستة أشهر، وهي عملية نتوقع أن نراها في كبار السن على مدى عشرين سنة على الأرض، واستعادوا نصف ما فقدوه بعد عام واحد على الأرض".

وإذ شرحت أن العظام التي تحمل وزنا على الأرض لا تحمل أوزانا في الفضاء، قالت جابل: يجب أن تعزّز وكالات الفضاء أنظمة التمارين والتغذية خلال الرحلات، للمساعدة في تعزيز صحة العظام وعدم فقدها للمعادن.