أوستان (فرنسا): وصل عناصر إطفاء من دول أوروبية عدة الجمعة إلى فرنسا لمساعدتها على مكافحة حرائق تلتهم غابات بسبب موجات حرّ وجفاف تاريخية، بينها حريق هائل في جنوب غرب البلاد.

وتوجه 361 من عناصر الإطفاء الأوروبيين إلى جنوب غرب فرنسا لدعم 1100 عنصر إطفاء يعملون ليلًا ونهارًا لاحتواء حريق هائل اشتعل مجدداً في لانديراس في جنوب غرب البلاد حيث احترق 14 ألف هكتار في تموز/يوليو.

وقال سيمون فريتز، وهو رجل إطفاء محترف وصل من بون في جنوب غرب فرنسا، "نحن جميعًا رجال إطفاء ونتفهم الوضع. من الصعب فعلاً مكافحة حرائق استمرت هذه المدة وبهذا الحجم".

وإلى قاعدة جوية قرب مدينة بوردو، وصلت خلال النهار قاذفتان مائيتان ايطاليتان من طراز "كنداير" وأخريان يونانيتان. وبدأ بعضها مهمّة إخماد النيران على الفور.

وقال القائد أناستاسيس ساريوغلو (36 عامًا) الذي يقوم بأول مهمة له في فرنسا "جمع قواتنا هو ميزة إضافية. نرى ذلك كلّ عام في اليونان، ونراه الآن في فرنسا".

"جاهزون للانطلاق"

في أوستان في منطقة جيروند في جنوب غرب فرنسا حيث هيمن على مركز مراقبة العمليات عناصر من إسبانيا، أكّد قائد فرق الإطفاء الرومانية الكولونيل كريستيان بوهايانو أن الـ77 عنصرًا الذين يقودهم "جاهزون للانطلاق إلى الموقع".

دمّر الحريق 7400 هكتار من الغابات خلال يومين وأجبر عشرة آلاف شخص على مغادرة منازلهم، بعضهم للمرة الثانية خلال شهر. والشهر الماضي، احترق نحو 14 ألف هكتار في هذه المنطقة.

وأعلن نائب رئيس دائرة أركاشون رونان ليوستيك أن الحريق "لا يزال نشطًا" ويمتدّ على 40 كيلومترًا. ولفت إلى أن الحريق "لم يتطور لكن الأحوال الجوية تدفعنا إلى توخي الحذر الشديد".

وأضاف أن، في ظلّ توقّع تسجيل 37 درجة مئوية في الموقع، "من المرجّح أن يكون يوم (الجمعة) معقدًا".

ولا تزال الحرائق مشتعلة في مناطق وجورا (شرق) ودروم وأفيرون ولوزير (جنوب شرق)، إلى جانب بؤر حرائق أصغر تشتعل كل يوم من الشمال إلى الجنوب.

في غرب فرنسا، اندلع حريق أيضًا ليلًا في غابة بروكيلياند دمّر أكثر من 300 هكتار من الغطاء النباتي. وأفادت السلطات المحلية أن قاذفتين مائيتين سويديتين كانتا تعملان الجمعة على إطفائه.

متطوعون

وفي مواجهة هذا الوضع "الاستثنائي"، اتخذت عدة شركات فرنسية إجراءات لتسهيل خروج موظفيها المتطوعين في صفوف فرق الإطفاء، استجابةً لنداء الحكومة.

في المجموع، احترق أكثر من أربعين ألف هكتار من الغابات هذا العام في فرنسا، حسب الحكومة، ونحو خمسين ألفا، وفق بيانات الأقمار الاصطناعية الأوروبية. وأيا تكن المساحة، فهي تفوق المتوسط السنوي للأعوام ال15 الماضية، كما هي الحال في إسبانيا، بينما لم ينته الصيف بعد.

ولا يتوقع هطول أمطار قبل الأحد في فرنسا.

وبدأت موجة الحر الحالية في فرنسا في 31 تموز/يوليو، وهي الثالثة خلال العام الجاري بعد واحدة في أواخر حزيران/يونيو وأخرى في منتصف تموز/يوليو.

وتقول التقارير العلمية إن موجات الحرارة ستتضاعف وسيطول أمدها وستزداد حدّة.

الوضع كارثي أيضاً في وسط البرتغال. فقد تم حشد أكثر من 1500 رجل إطفاء الخميس لإخماد حريق غابة مشتعل منذ أيام في المحمية الطبيعية سيرا دا إستريلا، وقد دمّر حوالى عشرة آلاف هكتار، حسب بيانات أوروبية.

الأكثر جفافاً

ويرى العلماء أن، في أوروبا، يمكن أن يتضاعف عدد الوفيات المرتبطة بالإجهاد الحراري أو يصل حتى الى ثلاثة أضعاف، بحسب مدى الاحترار العالمي، خلال القرن الحالي.

وتمّ تصنيف شهر تموز/يوليو هذه السنة على أنه الشهر الأكثر جفافاً منذ آذار/مارس 1961.

وفي المملكة المتحدة، أعلنت الحكومة الجمعة حالة الجفاف في جزء كبير من انكلترا التي شهدت منذ مطلع العام أكثر المواسم جفافاً منذ نحو نصف قرن.

وهذا الإعلان، الذي من شأنه أن يفرض قرارات وقيوداً على استهلاك الماء، هو الأول من نوعه منذ العام 2018.

وأوضحت وكالة البيئة في بيان أن "إمدادات الماء مضمونة"، داعيةً السلطات وشركات المياه إلى "مواصلة تخطيطها الوقائي من أجل حماية الامدادات الأساسية في حال كان الخريف جافا".

وقال المدير التنفيذي لوكالة البيئة هارفي برادشو "ندعو كل شخص للتصرف وفقاً لكمية الماء المتاحة في هذه الفترة الاستثنائية الجافة".