شرم الشيخ (مصر): أكد المفاوض باسم الدول الجزرية الصغيرة المهددة بالاحترار المناخي في مقابلة مع وكالة فرانس برس الأربعاء أن هذه البلدان "تخلت عن الكثير" ولن تغادر مؤتمر الأطراف في شرم الشيخ (كوب27) من دون إنشاء صندوق مخصص لتعويض "الخسائر والأضرار" التي تتعرض لها.

وقال كونرود هانت من تحالف الدول الجزرية الصغيرة Aosis "لقد تخلينا عن الكثير (..) لذا نأمل أن تكون (الدول المتطورة) قادرة على أخذ بعض ألوياتنا بالاعتبار. ولم تتغير أولوياتنا منذ اليوم الأول".

أصدرت مجموعة ال77+الصين التي تضم أكثر من 130 دولة ناشئة وفقيرة من بينها دول Aosis ال39 والصين موقفا رسميا الثلاثاء حول إنشاء صندوق للخسائر والأضرار . وبالنسبة لهذه البلدان الهدف واضح ويتمثل بإنشاء الصندوق خلال مؤتمر المناخ الراهن كوب27.

وأُدرج الموضوع رسميا على جدول أعمال المؤتمر في شرم الشيخ "لذا من الأهمية بمكان إنشاء هذا الصندوق خلال المؤتمر الراهن لكي لا نفقد الزخم".

لكن تحالف Aosis يندد بغياب مفاوضات فعلية حتى الآن في حين يختتم المؤتمر رسميا الجمعة.

وقال السفير هانت "نحتاج إلى فسحة لمناقشة الموضوع وجها لوجه بين الأطراف" مشيرا إلى ان العملية اقتصرت حتى الآن على مناقشات بين المسهلين الذين عينتهم الرئاسة المصرية للمؤتمر وكل مجموعة على حدة.

أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بوضوح عن تحفظهما على إنشاء صندوق خاص مشددين على مواصلة المباحثات لدراسة الفكرة حتى 2023 أو 2024.

وشدد هانت "ليس خيارا بالنسبة لنا الخروج من هنا من دون نتيجة" مطالبا "باتفاق على الأقل للعمل على إنشاء صندوق".

وأشار هانت إلى أن بعض الدول النامية ولا سيما "خمس إلى ست" دول في الاتحاد الأوروبي أبدت "مرونة" على صعيد هذه المسألة آملا أن تؤثر هذه الوفود على الدول الأخرى. وأوضح "إذا وصلنا إلى 130 طرفا مطالبة بهذا الصندوق ومستعدة للنضال من أجل ذلك فقد يتمكنون من اقناع شركائهم".

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فأكد أنها "بلد واحد يقابلها 130 بلدا تصرخ بصوت واحد".

وفي حين يطالب البعض بكين بالمساهمة في تمويل "الخسائر والأضرار"، قال هانت إن الصين "تدعم كليا" إنشاء الصندوق إلا ان Aosis لا تطلب منها المساهمة.

وأضاف "أنا على ثقة بأن الصين ودولا نامية أخرى لو سنحت الفرصة، ستساهم في الصندوق لكن يجب ألا ينظر إلى ذلك على أنه طلب من جانبنا" في حين أن مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ نصت على أن الدول المتطورة يجب أن تكون الممولة.

وحتى في حال إنشاء صندوق خلال المؤتمر الحالي ، تتبقى مناقشة "آلياته" بهدف "انجازه قبل 2024" على ما أكد هانت. ويشمل ذلك خصوصا طريقة احتساب الأضرار "غير الاقتصادية" مثل الثقافة التي تختفي والمواقع الاُثرية التي تغمرها المياه والتقاليد التي تتلاشى.

كيف يمكن تقييم هذه الخسائر؟ قال هانت "علينا أن نتفاوض لكن ذلك على الأقل يوجه إشارة إلى حصول خسارة".

مهما كانت التفاصيل التي تبت لاحقا وبعد تجربة كوب26 التي حصلت فيها الدول النامية فقط على "حوار" على سنتين حول الخسائر والأضرار، أكد تحالف الدول الجزرية الصغيرة أنها لن تتخلى عن طلبها الأول.

وأكد كونرود هانت "في وضعنا الراهن لا أظن اننا سنكتفي بما يريدون منحنا إياه. آمل أن تدرك الأطراف أن الوقت حان اليوم بعد ثلاثين عاما" على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.