يمر مذنب أخضر عبر الفضاء الخارجي المحيط بكوكب الأرض، لأول مرة منذ نحو 50 ألف عام.

وتقول وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إن المذنب رصد للمرة الأولى في مارس/أذار الماضي، بينما كان لا يزال في موقع قريب من كوكب المشترى.

ويمكن رؤية المذنب من خلال المناظير البسيطة، ويبدو مثل كرة خضراء لامعة لسكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

وقد يظل المذنب في الفضاء الخارجي المحيط بالأرض لنحو شهر كامل. ويقول علماء إنه سيكون في أقرب نقطة من كوكبنا في الثاني من الشهر المقبل.

وقالت ناسا في بيان قبل نحو أسبوع: "لا يمكن توقع ما سيحدث مع المذنب. لكن لو استمر بنمط الإضاءة الحالي، سيكون من السهل رؤيته".

وأضافت: "يمكن أن تصبح رؤيته متاحة بالعين المجردة في السماء الصافية".

وأطلق على المذنب اسم "سي/2022 إي 3- (زذ تي إف). وحسب ناسا، فإن أقرب نقطة في مساره للشمس كانت في 12 يناير/ كانون الثاني.

وبحلول الثاني من الشهر المقبل، يفترض أن يكون المذنب في أقرب نقطة للأرض، على بعد نحو 40 مليون كيلومتر، حسب مساره على موقع "بلانيتري سوسايتي".

تجربة مثيرة

تمكن أستاذ العلوم للمتقاعد، والمصور الهاوي، للفضاء، دان بارليت، من التقاط صور للمذنب من كوخ منعزل، في غابات يوسميتي بولاية كاليفورنيا الأمريكية. وقد قال إن الأمر كان بمثابة تجربة مثيرة.

وقال بارليت لبي بي سي: "أقول لكم، نظارات مقربة، وأجواء مظلمة، وسوف تتمكنون من الرؤية. ادعو الأصدقاء وشاركوهم رؤية منظر لمرة واحدة في العمر".

ويحتفظ بارليت، باثنين من "التلسكوبات القوية" في منزله قرب بحيرة جون، وتسمح له الأجواء الصافية هناك، بالتقاط صور مذهلة.

ويقول: "عندما توجد بحيرة في الجوار، أو محيط، يكون تدفق الهواء رحبا، وهو ما يجعل وهج النجوم قليلا، لذا تظهر تفاصيل أكثر في السماء".

وبالنسبة للمراقبين بالعين المجردة، في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، سيبدو المذنب "كضوء أخضر خافت في السماء"، بينما سيتمكن الآخرون باستخدام التلسكوبات من رؤيته ومشاهدة ذيله بشكل واضح.

ويمكن مشاهدة الوهج الأخضر اللامع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بينما يتحرك المذنب تدريجيا خلال الشهر الجاري باتجاه الشمال الغربي. أما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، فسيمكن رؤيته في الشهر المقبل، حسب تأكيدات ناسا.

وتؤكد ناسا أنه لا يتوقع أن يقدم المذنب عرضا واضحا كما شاهدنا المذنب "نيووايز" في عام 2020، والذي اعتبر أكثر المذنبات لمعانا في نصف الكرة الأرضية الشمالي منذ عام 1997.

وأضافت: "لكن تظل فرصة ممتعة لرؤية الزائر المتجمد القادم من النطاق الخارج لنظامنا الشمسي".

ويستغرق المذنب نحو 50 ألف سنة لينهي دورته حول الشمس، "لذا فهي فرصة لا تأتي سوى مرة واحدة في العمر".