يشترك البشر في لغة الإشارة مع القردة الأخرى، ويفهمون العديد من الإيماءات التي تستخدمها قرود الشمبانزي البري والبونوبو للتواصل مع بعضهم بعضا.

هذا هو الاستنتاج الذي توصلت إليه دراسة قائمة على الفيديو قام فيها متطوعون بترجمة إشارات القرود.

وأجرى هذه الدراسة باحثون في جامعة "سانت أندروز".

وتشير الدراسة إلى أن آخر الأسلاف المشتركين بين البشر والشمبانزي كانوا يستخدمون إيماءات مماثلة، وربما كانت هذه "نقطة انطلاق" لغتنا.

ونُشرت النتائج في مجلة "بي إل أو إس بيولوجي" العلمية.

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة كيرستي غراهام من جامعة سانت أندروز: "نحن نعلم أن جميع القردة العليا - الشمبانزي والبونوبو - تشترك في حوالي 95 في المئة من الإيماءات التي تستخدمها للتواصل".

وأضافت: "لذلك كان لدينا بالفعل شك في أن هذه كانت قدرة على إرسال إيماءات مشتركة ربما كانت موجودة في سلفنا المشترك الأخير. لكننا واثقون تماما الآن من أن أسلافنا قد بدأوا هذه الإيماءات، وأن هذا قد اُستخدم في اللغة".

وكانت هذه الدراسة جزءا من مهمة علمية مستمرة لفهم قصة أصل هذه اللغة من خلال دراسة التواصل بعناية في أقرب أقربائنا من القردة.

وقضى فريق الباحثين سنوات عديدة في مراقبة الشمبانزي البري. وكانوا قد اكتشفوا سابقا أن القردة العليا تستخدم "قاموسا" كاملا من أكثر من 80 إيماءة، كل منها تنقل رسالة معينة إلى عضو آخر في مجموعتها.

ويتم توصيل رسائل مثل "اعتني بي" من خلال حركة خدش طويلة؛ في حين أن ضربة على الفم تعني "أعطني هذا الطعام"؛ أما تمزيق ورقة بالأسنان فيعد بمثابة لفتة غزل من الشمبانزي.

ترجمة لغة القرود

استخدم العلماء تجارب تشغيل الفيديو، لأن هذا النهج كان يُستخدم لاختبار فهم اللغة في رتبة الرئيسيات، من الثدييات، غير البشرية. وفي هذه الدراسة، قلب العلماء هذا النهج رأسا على عقب، لتقييم قدرة البشر على فهم إيماءات أقرب أقربائهم من القردة الحية.

وشاهد المتطوعون مقاطع فيديو للشمبانزي والبونوبو (نوع من قرود الشمبانزي) وهي تشير، ثم اختاروا من قائمة ترجمات متعددة الخيارات.

وكان أداء المشاركين أفضل بكثير مما كان متوقعا عن طريق الصدفة، إذ نجحوا في تفسير معنى إيماءات الشمبانزي والبونوبو بشكل صحيح في أكثر من 50 في المئة من الحالات.

وقالت الدكتورة كاثرين هوبيتر من جامعة سانت أندروز: "لقد فوجئنا حقا بالنتائج". وأضافت مازحة: "اتضح أنه يمكننا جميعا القيام بذلك بشكل غريزي تقريبا، وهو أمر مذهل من منظور تطور الاتصال، ومزعج حقا لي كعالمة قضيت سنوات في التدريب على كيفية القيام بذلك".

قد تشكل الإيماءات التي يمكن للناس فهمها بالفطرة جزءا مما وصفته الدكتورة غراهام بأنها "مفردات إيماءات قديمة ومشتركة تطوريا عبر جميع أنواع القردة العليا، بما في ذلك نحن البشر".