إيلاف من الرياض: تتعاون "عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية" و"آي سونو هيلث" لطرح أول جهاز تصوير محمول ثلاثي الأبعاد للثدي في العالم، يستخدم تقنية الذكاء الصناعي، لمساعدة مئات الملايين من النساء في 31 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا على الاكتشاف المبكر لإصابتهن بأيٍّ من أمراض الثدي.

وأتى الإعلان عن الاتفاقية مع شركة "آي سونو هيلث" المختصة في التقنيات الطبية في إطار سعي "عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية" إلى إحداث تحول في مجال علاج أمراض الثدي، بالاستعانة بالتصوير الآلي والذكاء الصناعي. وتقضي الاتفاقية بأن تكون "عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية" الموزع الحصري لنظام "أتوسا" الذي ابتكرته "آي سونو هيلث" في الجنوب العالمي.

الأول من نوعه

صممت "آي سونو هيلث" جهازها "أتوسا" ليكون الأول من نوعه في مجال التصوير بالاستعانة بالذكاء الصناعي، وصممت معه ملحقاً قابلاً للارتداء وبرنامجاً ذكياً سهل الاستخدام يستطيع التقاط الصور الشعاعية الدقيقة لأنسجة الثدي من خلال ماسح ضوئي صغير، يعمل بالموجات فوق الصوتية، ويلتقط صوراً ثلاثية الأبعاد لكامل الثدي بالمسح الآلي في دقيقتين فقط، لينقل بياناتها إلى تطبيق سحابي آمن يحللها.

وهذا الجهاز حاصل على براءة اختراع ومُرخص من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، ولا يستدعي تشغيله خبرة مسبقة، إنما يكفي توصيله بجهاز كمبيوتر محمول أو كمبيوتر لوحي لالتقاط صور ثلاثية الأبعاد في لحظتها. وقد صمّم "أتوسا" ليتكامل بسلاسة مع نماذج التعلم الآلي التي توفر للأطباء مجموعة شاملة من الأدوات الضرورية لاتخاذ قرارات طبية مستنيرة في علاج المرضى.

لا شك في أن لهذا الجهاز دوره المرتقب مساهماً في الحد من تطور الإصابة بسرطان الثدي عند النساء، خصوصًا أن منظمة الصحة العالمية تصنف هذا المرض بأنه أوسع أمراض السرطان انتشاراً في العالم، وأن امرأة واحدة من كل ثماني نساء تشخص بالإصابة بسرطان الثدي في حياتها. ويؤكد الخبراء في هذا المجال أن علاج سرطان الثدي يمكن أن يكون فعالاً جدًا، إذ يحقق احتمالات بقاء على قيد الحياة بنسبة 90 في المئة أو أعلى، شريطة الكشف عن المرض في وقت مبكر. لذا، إن توفير تقنيات تصوير شعاعي شخصي فاعل للثدي أمرٌ يساعد كل امرأة على مراقبة ثدييها، واكتشاف أي ورم في مراحله الأولية، ليكون العلاج بالجراحة الفورية ناجعًا جدًا.

رؤية علاجية متقدمة

في هذا الإطار، تقول "آي سونو هيلث" إن "أتوسا" يأتي ضمن هذه الرؤية العلاجية المتقدمة، لوضع التصوير بالموجات فوق الصوتية ثلاثي الأبعاد للثدي في متناول المرضى والأطباء في أي نقطة رعاية في العالم، فيما تؤكد "عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية" أن مهمتها إتاحة هذه التقنية الشعاعية الحديثة، التي يسيّرها الذكاء الصناعي، لأكبر عدد ممكن من النساء في الجنوب العالمي، وهذا هو الهدف الواضح من هذه الشراكة التي تصفها مريم ضيائي، والمؤسس الشريك والرئيس التنفيذي في "آي سونو هيلث" بالقول: "لا شك في أن شراكتنا ’مع عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية‘ ستُساهم في تمكين العديد من النساء من الوصول إلى الرعاية الصحية التي يحتجنها، وتحسين النتائج العلاجية لهن وصولاً إلى إزالة مخاوفهن من شبح سرطان الثدي"، مؤكدةً فخرها بالنجاح الذي حققته شركتها في تطوير ماسح ضوئي يستغرق دقيقتين فقط لتصوير الثدي من دون ألم أو انزعاج، وتطلعها إلى توسيع نطاق هذه التقنية في المنطقة، وإحداث تأثير دائم ومستدام في مجال الرعاية الصحية.

أما أكرم بوشناقي، الرئيس التنفيذي في "عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية"، فوصف الشراكة مع "آي سونو هيلث" بأنه أبرز نموذج للشراكات التي يتطلع دوماً إليها، "من أجل تحقيق رؤيتنا المتمثلة في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، والقضاء على التفاوت في العدالة الصحية في جميع أنحاء العالم، وتسليط الضوء على دور التقنيات الصحية الحديثة في تحقيق هذه الأهداف". أضاف أنه لا يبالغ عندما يقول إن جهاز "أتوسا" هو واحد من أكثر التقنيات ابتكاراً، متوقعًا أن يصبح قريباً جداً أحد أكثر الأجهزة كفاءة وفعالية لدى الأطباء وأنظمة الرعاية الصحية، "فصحيح أن هذا الجهاز المبتكر يُشكل نقلة نوعية للعاملين في مجال التصوير الطبي، لكن تتجلى أهميته الكبرى في مردوده الإيجابي على صحة المرأة في الجنوب العالمي".

حرص دائم

كذلك، تأتي هذه الشراكة امتدادًا طبيعيًا لحرص "عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية" قديم خدمة شاملة ومتكاملة عبر توفير الأجهزة الطبية والمنتجات الصيدلانية الحديثة، وتمكين مصنعي أجهزة التشخيص والعلاجات من الوصول إلى العديد من الأسواق بسرعة أكبر مما يمكنهم القيام به بجهودهم الفردية. يقول بوشناقي: "ودورنا يقضي بتسريع توزيع هذه المنتجات على الفئات السكانية التي تحتاج بالفعل إلى هذه المنتجات بشكل عاجل، وتلبية احتياجاتهم الطبية غير الملباة، وتعزيز شمولية الرعاية الصحية".

ففي سبتمبر 2022، أعلنت "عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية" عن إنشاء قناة تجارية دولية جديدة تستهدف منها تسريع الوصول إلى الرعاية الطبية الحديثة وتعزيز الشمول الصحي في الجنوب العالمي، متعاقدة مع شركاء محليين مرموقين في عدد من الأسواق الرئيسية (تركيا والهند وعمان والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول أخرى)، يتولون توزيع منتجات "عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية" في مختلف المستشفيات والعيادات والمؤسسات الطبية، بهدف تسريع الشمول الصحي لمن هم في أمس الحاجة إلى الرعاية الصحية.

مستشارون خبراء

إلى ذلك، كانت "عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية" قد أعلنت في نوفمبر الماضي عن تعيين ثلاثة علماء مرموقين ومشهورين عالمياً بوصفهم مستشارين علميين خاصين يضمون إليها جهودهم لتسريع الوصول إلى الرعاية الطبية الحديثة في الجنوب العالمي، وعلى رأسهم البروفيسور اللورد كاكار، مدير معهد بحوث التخثر وأستاذ الجراحة الفخري في كلّية لندن الجامعية، والبروفيسور جيمس ج. كولينز، أستاذ الهندسة الطبية والعلوم في معهد الهندسة الطبية والعلوم وقسم الهندسة البيولوجية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومؤسس عيادة جميل في المعهد نفسه، إضافة إلى البروفيسور تشارلز كومبس زميل الكلّية الملكية للأطباء وأكاديمية المملكة المتحدة للعلوم الطبية، وأستاذ طب الأورام في إمبريال كوليدج بلندن.

وتجدر الإشارة إلى أن "عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية" نجحت، منذ إطلاقها في عام 2020، في إقامة علاقات قوية مع شركاء لهم مكانتهم الرفيعة في القطاع الصحي، من أجل تبني أساليب مبتكرة وثورية قطاع تقديم الرعاية الصحية بطرق أشد كفاءة. آخر هؤلاء الشركاء "آي سو هيلث"، التي تنضم إلى "شبكة باترفلاي" وشركات "اكريكس" و"سيبرداين" و"إيفلو بايوساينسز" و"ميلودي إنترناشيونال" و"هولويز إنك".