يُعرّف مرض حساسية القمح باسم «الداء البطني» أو «السيلياك». وهو عبارة عن استجابة غير طبيعية في الجهاز المناعي لبروتينات موجودة في القمح. وهو أحد أمراض الجهاز الهضمي المرتبطة بالمناعة الذاتية.

ويحذّر الأطباء من مضاعفات خطيرة لهذا المرض في حال عدم علاجه. ذلك لأنه يصيب الأمعاء الدقيقة، وهي العضو المسؤول عن امتصاص الطعام، في إطار عملية الهضم.
ففي حال الإصابة بـ"حساسية القمح"، سينتج الجسم المصاب أجساماً مضادة تعمل على تدمير الأهداب المبطنة للأمعاء الدقيقة عند تناول القمح ومشتقاته، ما قد يتسبب بنقص في امتصاص العديد من الفيتامينات والمعادن.

أعراض
ولخص معهد بحوث تكنولوجيا الغذاء أعراض الاصابة بحساسية القمح على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك» كما يلي:

التهاب الأنف التحسسي، مشاكل في التنفس، الإكزيما، الطفح الجلدي والحكة مع احتمال تورم في الجلد، الغثيان، الإسهال والقيء، وتهيج واحتمال تورم الفم أو الحلق أو كليهما، وتهيج وحكة في العيون، وانتفاخ المعدة، وحدوث صداع، وتشنجات، ومشكلة في البلع.

ويمكن أن يتطور مرض حساسية القمح إلى بعض المضاعفات الخطيرة، مثل: عدم انتظام ضربات القلب، وصعوبة في التنفس، والإصابة بدوار وإغماء، وتحول الجلد إلى اللون الأزرق، وضيق شديد في الحلق والصدر.

تشخيص المرض
ويمكن تشخيص مرض حساسية القمح، من خلال الفحص الجلدي، وفحص الدم، واختبار الطعام.

ويتم فحص الجلد عن طريق حقن مستخلصات بروتين القمح، تحت جلد ذراع المصاب أو ظهره، ويمكن من خلال هذا الاختبار التأكد من عدم ظهور أي علامة تدل على الحساسية مثل الحكة والتورم.

كما يتم التشخيص عن طريق فحص الدم للبحث عن بعض الأجسام المضادة للمثيرات المسببة للحساسية.

ويمكن إجراء اختبار الطعام، عن طريق تناول كمية محددة من الأطعمة أو كبسولات تحتوي على مستخلصات للأطعمة، التي يشتبه في أنها تسبب الحساسية، لكن ذلك يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب.

أطعمة يجب عدم تناولها
يجب على المصابين بحساسية القمح الابتعاد عن تناول الخبز، والمناقيش، والفطائر، والمعجنات، والنشا، والمعكرونة، والشعرية، والفريك، والبرغل، والكيك، والبسكوت، والمقرمشات، والحلويات العربية والغربية المصنعة بطحين القمح، والتوابل، والشوربات التي تحتوي على برغل أو طحين القمح، ومرقة الدجاج، وخل الشعير، والبرغر النباتي، وصلصة الصويا، ونشا القمح، ونخالة القمح، والكسكسي، والتبولة، والفتوش، والقمح المكسور، والسميد، والشعير والشوفان والذرة، وبعض منتجات الألبان، مثل الآيس كريم، وكذلك اللحوم المعلبة، والسجق، والكبة.

بدائل القمح ومشتقاته
يمكن التعايش مع حساسية القمح باتباع نظام غذائي منخفض الدهون وعالي الألياف، مع ضرورة إجراء الفحوص الدورية للتحقق من فقر الدم، ومستوى الدهون، ونقص الفيتامينات.

وهناك الكثير من الأطعمة المسموح بها لمرضى حساسية القمح، لكونها خالية من القمح بشكل طبيعي، ويمكن أن تكون بدائل صحية للمرضى، وهي: الفواكه والخضر، والفاصوليا، والحمص، والبقوليات، والمكسرات، والبطاطا، والبيض، ومنتجات الألبان، والزيوت والخل، وحبوب الذرة، والأرز، والسمك، واللحم البقري، والدجاج، والمأكولات البحرية، والذرة الرفيعة، والصويا، والحنطة السوداء.

العلاج
يمكن العلاج من حساسية القمح، عبر تجنب بروتينات القمح، ومضادات الهستامين، وتناول «الايبينيفرين»، وتغيير نمط الحياة، والعلاج بالحقن الموسعة للشعب الهوائية، والمكملات الغذائية.

تجنب بروتينات القمح أسهل علاج منزلي، ويمكن تجنبه ايضا في الأطعمة الجاهزة، عبر قراءة ملصقات المنتجات بعناية.

أما مضادات الهيستامين فتقلل من علامات وأعراض الحساسية البسيطة للقمح، وتؤخذ هذه الأدوية بإشراف الطبيب، بعد الإصابة بالحساسية للسيطرة على رد الفعل والمساعدة على تخفيف الانزعاج.

وبالنسبة لدواء «الايبينيفرين»، فهو علاج طارئ للحساسية المفرطة، وقد يحتاج المريض لحمل جرعتين، قابلتين للحقن من «الايبينيفرين» طوال الوقت، ويوصى بحمل الجرعة الثانية للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالحساسية المفرطة، التي تهدد الحياة في حالة عودة الأعراض قبل الوصول إلى الرعاية الطبية الطارئة.

ويجب إخبار أي شخص يعتني يالشخص المصاب عن إصابته بحساسية القمح، خاصة إذا كان المريض طفلاً يرتاد المدرسة أو أماكن يمضي فيها وقتا طويلا. فيتوجب إخبار المدير والمعلم والممرضة في المدرسة والمسؤولين في الأماكن التي يرتادها.

يبقى أن الحقن الموسعة للشعب الهوائية، لا تؤخذ إلا في الحالات الطارئة، وتحت الإشراف الطبي.

هذا وينصح بتناول المكملات الغذائية في بعض الحالات لتعويض نقص الفيتامينات والمعادن الموجودة في القمح.