إيلاف من بيروت: في 27 أبريل الماضي، نجح رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في خوض أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب خارج محطة الفضاء الدولية، ضمن البعثة 69، ليسطر إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سجل الإنجازات التي حققها مركز محمد بن راشد للفضاء في مجال استكشاف الفضاء. كما يُضاف هذا الإنجاز التاريخي إلى إسهامات العالم العربي في استكشاف الفضاء الخارجي.

ونشر النيادي على حسابه في تويتر مقطعًا مصورًا ضمن تغريدة قال فيها: "مهمة السير في الفضاء كانت تجربة مليئة بالتحديات الصعبة. تعلّمت منها الكثير ولمست خلالها دعمكم الكبير"، عارضَا فيديو "يختصر ساعات من العمل خلال هذه المهمة، بينما أستعد لما هو قادم".

وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد قال إن المهمة التي تعد إنجازاً إماراتياً وعربياً في مجال علوم الفضاء "جاءت بعد عمل شاق وجهد وإصرار على مدار ثلاث سنوات".

أضاف: "بعد 3 سنوات من التدريب المكثف، رأينا اليوم سلطان النيادي في أول مهمة للسير في الفضاء الخارجي، وتنفيذ مهمات لتركيب أجزاء جديدة وإجراء صيانة في محطة الفضاء الدولية. أول إماراتي، أول عربي، أول مسلم، يسير في الفضاء الخارجي، نحن فخورون بذلك".

وتابع: "يقولون إن ثلثي نجوم السماء تحمل أسماءً عربية... العرب قادرون... العرب قادمون... العرب مبدعون إذا قررنا التركيز على العلم... والاستثمار في الشباب... والابتعاد عن الخلافات".

وبحسب وكالة انباء الإمارات، استمرت مهمة السير في الفضاء التي خاضها النيادي ورائد الفضاء ستيفن بوين على مدار 7 ساعات ودقيقة واحدة، حيث كان من بين أحد الأهداف الأساسية لهذه المهمة العمل على سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، وهو ما تم تحقيقه بنجاح.

سيتم تركيب هذه الألواح خلال مهمة لاحقة في يونيو المقبل، حيث ستسهل هذه التحضيرات على رائدي الفضاء العمل خلال المهمة المقبلة؛ وتقوم الألواح الشمسية بدور محوري في تشغيل محطة الفضاء الدولية، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها.

وإلى جانب هذه المهمة كان على رائدي الفضاء تغيير وحدة RFG الخاصة بترددات الراديو، وهي جزء من نظام الاتصالات S-Band الخاص بمحطة الفضاء الدولية، تمهيدًا لإعادتها إلى الأرض. ولكن هذه الوحدة ستبقى مثبتة على متن المحطة بسبب صعوبات متعلقة بإزالتها.

قال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، إن مهمة طموح زايد 2 تُجسد العزيمة الإماراتية والاجتهاد من أجل تحقيق المزيد من النجاحات في قطاع الفضاء، فيما قال سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، إن مهمة النيادي للسير في الفضاء تضيف إنجازًا جديدًا لرصيد إنجازات دولة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء، "حيث ستساهم هذه المهمة في عودة محطة الفضاء الدولية إلى قدرتها التشغيلية الكاملة، مما يعزز مكانة دولة الإمارات كمساهم رئيس ورائد في مجتمع الفضاء العالمي".

وعلق عدنان الريس، مدير مهمة طموح زايد 2، برنامج الإمارات لرواد الفضاء، على المهمة بالقول : "تُعد أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب، والتي خاضها سلطان النيادي، إنجازًا غير مسبوق لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء. ينطلق رواد الفضاء في مهامهم إلى محطة الفضاء الدولية، وهم مؤهلون جيدًا للقيام بجميع المهمات الموكلة إليهم، لذلك فهم يرتقون لمستوى التحدي بمهارات وعزيمة وتصميم لا مثيل لهم. وبينما نحتفل بهذا الإنجاز التاريخي، نتطلع إلى المستقبل بشغف وطموحات كبيرة، حيث يستعد حاليًا رواد فضاء إماراتيون لخوض مهام جديدة لاستكشاف الفضاء في المستقبل".