توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن خفض الحصة اليومية من ملح الطعام (الصوديوم) بمقدار ملعقة صغيرة قد يخفض نسبة ضغط الدم بنفس القدر الذي يفعله تعاطي دواء ارتفاع ضغط الدم، كما يمكن خفضه أيضا للأشخاص الذين لا يتعاطون أدوية.
وأشارت الدراسة، التي أجراها باحثون في كلية فاينبرف للطب بجامعة نورث ويسترن، وجامعة ألاباما، ونشرت في مجلة "جاما" إلى أن هذا الانخفاض حدث بصرف النظر عن حالة ارتفاع ضغط الدم للمشاركين، أو استخدام الأدوية الخافضة للضغط.
وقال الباحث الرئيسي المشارك في الدراسة، ديباك غوبتا، أستاذ الطب بكلية فاينبرف للطب إن المشاركين خفضوا حصة الملح بحوالي ملعقة صغيرة يوميا مقارنة بنظامهم الغذائي المعتاد، وكانت النتيجة انخفاضا في ضغط الدم الانقباضي بنحو 6 ملليمترات، وهو ما يشبه التأثير الناتج عن دواء ارتفاع ضغط الدم.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، نورينا ألين، أستاذة الطب الوقائي في كلية فاينبرف للطب: "هذه أول دراسة تظهر أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية ضغط الدم بالفعل، يمكنهم خفض ضغط الدم لديهم بشكل أكبر عن طريق الحد من الصوديوم".
وملعقة صغيرة من الملح تساوي 2300 ملليغرام وهو الحد الأعلى للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 14 عاما الذي تنصح بها السلطات الصحية الأميركية، ومع ذلك، توصي جمعية القلب الأميركية باتباع نظام غذائي يحتوي على أقل من 1500 ملليغرام من الصوديوم يوميا.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن تناول كميات كبيرة من الملح أحد العوامل التي تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالمرض القلبي الوعائي والسكتة الدماغية.
استهلاك الملح
وتُظهر بيانات أن متوسط استهلاك الملح في معظم بلدان الشرق الأوسط يبلغ حوالى 10 غرامات للفرد يوميا، وهو أكثر من ضِعف الكمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.
والملح موجود في كل شيء نأكله تقريبا، إما بسبب وجود مستويات عالية منه في معظم الأطعمة المصنعة والجاهزة، أو لأننا نضيفه عندما نحضر الطعام.
ويمكن لتقليل استهلاك الملح إلى أقل من 5 غرامات للشخص الواحد في اليوم أن يقي من المرض القلبي الوعائي، الذي يعتبر القاتل رقم واحد في العالم، وفق المنظمة التابعة للأمم المتحدة، فهذا المرض مسؤول عن 17.3 مليون حالة وفاة مبكرة في العالم، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 23 مليونا بحلول عام 2030. وفي إقليم شرق المتوسط يعتبر المرض القلبي الوعائي، الذي يشمل مرض القلب والسكتة الدماغية، سببا رئيسيا للعجز والوفاة المبكرة.
التعليقات