إيلاف من نيويورك: من المتوقع أن يصاب ما يقرب من 610 ألف أميركي بالسكتة الدماغية الأولى (لأول مرة) هذا العام، ولكن على الرغم من المخاوف المتعلقة بالاحصائية إلا أن ما يقرب من 80% من السكتات الدماغية قابلة للوقاية.
لكن كما اكتشفت شيوبان ماكليرنون خلال عملها كممرضة في وحدة رعاية الحالات العصبية الحرجة، لا يزال معظم الناس يجهلون عوامل الخطر الرئيسية.
وكتبت ماكليرنون، وهي الآن محاضرة في التمريض للبالغين في جامعة لندن ساوث بانك، على موقع TheConversation.com : "إن اتباع هذه الاجراءات والخطوات الثمانية البسيطة في نمط الحياة يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وتحسين صحة القلب والدماغ".
تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع تدفق الدم إلى المخ أو عندما ينفجر أحد الأوعية الدموية، مما يتسبب في تلف المخ.
بينما يزداد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية مع التقدم في السن، إلا إنها قد تحدث في أي وقت، وأن حالات الإصابة بها بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 55 عامًا أو أقل في ازدياد. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه بمجرد الإصابة بسكتة دماغية، يرتفع خطر الإصابة بها مرة أخرى بشكل حاد.
1) ضع السيجارة جانبا
الأشخاص الذين يدخنون علبة سجائر يومياً، هم أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بستة أضعاف .
يزيد التدخين من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لأن المواد الكيميائية الضارة الموجودة في التبغ تساهم في تراكم اللويحات في الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم، ويقلل من كمية الأكسجين في الدم ويجعل قلبك يضخ الدم بشكل أقوى.
إذا لم يكن هذا كافيًا لإقناعك بالإقلاع عن التدخين، فاعلم أن من حولك ممن يستنشقون الدخان السلبي معرضون أيضًا لخطر متزايد. في الواقع، يتسبب التعرض للدخان السلبي في أكثر من 8000 حالة وفاة بالسكتة الدماغية سنويًا، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في أميركا.
2) ضغط وكوليسترول وسكر تحت السيطرة
تحث جمعية السكتة الدماغية الأمريكية مقدمي الرعاية الصحية على فحص ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وارتفاع نسبة السكر في الدم - كل منها عامل رئيسي في منع السكتة الدماغية الأولى.
يؤدي ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم إلى إضعاف الأوعية الدموية بمرور الوقت، مما يخلق البيئة المثالية لتكوين الجلطات وانتقالها إلى الدماغ.
وفي الوقت نفسه، يؤدي ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم إلى تراكم الرواسب الدهنية في الشرايين، مما يؤدي إلى تضييقها وتصلبها، مما يمهد الطريق لتكوين الجلطات التي تعيق تدفق الدم إلى الدماغ.
كل عامل من عوامل الخطر هذه، على حدة، يزيد من احتمالية إصابتك بالسكتة الدماغية. لكن مجتمعةً، يرتفع الخطر، ويزداد معه احتمال حدوث عواقب وخيمة، بما في ذلك الوفاة والإعاقة وتكرار السكتات الدماغية.
"إذا كان عمرك يزيد عن 18 عامًا، فيجب عليك فحص ضغط دمك بانتظام، لذلك إذا ظهرت عليك علامات الإصابة بارتفاع ضغط الدم، يمكنك القضاء عليه وإجراء التغييرات المناسبة على نمط حياتك للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية"، كما قال ماكليرنون.
ولتقليل مستويات السكر في الدم، توصي بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف، والبقاء رطبًا، والحفاظ على وزن صحي وإدارة التوتر.
"ولخفض الكوليسترول، يجب أن تهدف إلى إبقاء الدهون المشبعة - الموجودة في اللحوم الدهنية والزبدة والجبن ومنتجات الألبان كاملة الدسم - أقل من 7% من السعرات الحرارية اليومية، والبقاء نشيطا والحفاظ على وزن صحي"، كما قال ماكليرنون.
3) الحفاظ على وزن صحي
إن الوزن الزائد أو السمنة هي أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالسكتة الدماغية، إذ تزيد من احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 22% و64% على التوالي، وفقًا لماكليرنون.
لكن الأمر لا يقتصر على مقدار الوزن الزائد الذي تحمله، بل يتعلق أيضًا بمكانه. فدهون البطن تحديدًا قد تزيد من خطر إصابتك بارتفاع ضغط الدم وداء السكري ومشاكل صحية أخرى، وكلها تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
الخبر السار؟ إن خسارة ما بين 5% و10% فقط من وزنك يمكن أن تخفض ضغط الدم وتقلل من عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الأخرى، وفقًا لجامعة هارفارد الصحية .
4) كن حذرا مما تأكله
يعد اتباع نظام غذائي متوازن أحد أفضل الطرق للحفاظ على وزن صحي وخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وهناك توصيات مؤكدة باتباع النظام الغذائي المتوسطي، حيث أظهرت الدراسات أن اتباع نمط حياة يعتمد على الزيوت والأسماك والبروتين الخالي من الدهون والخضروات يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر السكتة الدماغية، وخاصة عند النساء.
يمكن لبعض الأطعمة أيضًا أن تساعد في معالجة عوامل الخطر الأخرى للسكتة الدماغية.
على سبيل المثال، تُعدّ الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم - مثل البطاطا الحلوة والموز والطماطم - فعّالة في الحفاظ على ضغط دم صحي. كما تُساعد الأسماك مثل السلمون والتونة البيضاء والسلمون المرقط في الحفاظ على مستوى الكوليسترول في الدم ضمن الحدود الطبيعية.
5) لا تتوقف عن الحركة
توصي المبادئ التوجيهية الفيدرالية بأن يمارس البالغون في الولايات المتحدة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني متوسط الشدة كل أسبوع، بالإضافة إلى تمارين تقوية العضلات يومين على الأقل في الأسبوع.
للأسف، كثيرٌ منا لا يُحقق الهدف. فقد وجدت دراسةٌ لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن 24.2% فقط من البالغين حققوا هدفي النشاط البدني في عام 2020.
لقد ثبت أن النشاط البدني المنتظم يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 30% ، مما يساعد على خفض ضغط الدم وتحسين مستويات الكوليسترول واستقرار نسبة السكر في الدم.
6) احصل على قسط متوازن من النوم
إن إيجاد التوازن الصحيح في النوم هو أمر أساسي، وقلة النوم قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. ومع ذلك، فإن كثرة النوم ترتبط أيضًا بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين ينامون تسع ساعات أو أكثر في الليل يواجهون خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 23% مقارنة بأولئك الذين ينامون أقل من ثماني ساعات.
ويشير الباحثون إلى أن هذا قد يكون بسبب أن الإفراط في النوم قد يشير إلى مشاكل كامنة مثل الاكتئاب أو توقف التنفس أثناء النوم - وكلاهما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
النوم لمدة تتراوح بين سبع إلى تسع ساعات كل ليلة هو الطريق المؤكد للحصول على صحة جيدة.
التعليقات